توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من دروس يونيو

  مصر اليوم -

من دروس يونيو

بقلم - حازم منير

ظلّت متانة الصداقة بين «ناصر» وعبدالحكيم عامر أساساً لتوازنات الحكم فى مصر سنوات طويلة، حتى اختلّت عقب انسحاب الجيش من سيناء عام 67، ودخول مصر فى أجواء نكسة يونيو، فاختلّ توازن الحكم بقوة.

نكسة يونيو التى يمر عليها هذه الأيام 51 عاماً متعددة الأوجه ومتنوعة الدروس والعظات والعِبر، ومنها ما حصل داخلياً، وتفاعل مع المؤامرة الخارجية، فتسبب فى هذا الخلل الرهيب الذى أصاب الدولة.

لقد انطلقت الجمهورية الأولى من قاعدة شعبية واسعة، بقيادة جماعية لمجلس قيادة ثورة تكوّن من ضباط شبان تبنّوا مطالب الشعب ضد الحكم الملكى، وانتهى الأمر فى يونيو بعد 15 عاماً على الثورة لقيادة ثنائية تحدد التوجهات وتصدر القرارات لجهات التنفيذ.

اعتمدت التجربة الوطنية المصرية على الانتقاء من أهل الثقة والمقربين من دوائر الحكم، ومن قيادات ورموز التشكيلات السياسية واستبعاد أهل العلم والمعرفة، فتحولت هذه الاختيارات إلى مراكز قُوى تسيطر وتتحكم فى غياب أى رقيب عليها، وشهدت البلاد انحرافات وأخطاء عديدة ومتنوعة ضربت فى جذور الدولة، وأسهمت بشدة فى الهزيمة، كما وصفها جمال عبدالناصر فى بيان 30 مارس.

ليست تجربة بعيدة تلك التى شاهدناها فى مصر عن نظيرتها التى عاشها الشعب الروسى فى ظل الحكم الشيوعى، والذى بدأ فى الحالتين بحكم الحزب فى الاتحاد السوفيتى والتنظيم السياسى فى مصر، وانتهى الأمر بحكم السكرتير العام فى روسيا، والزعيم فى مصر، وغابت القيادة الجمعية والمسئولية المشتركة والمشاركة الشعبية.

كان لدينا تنظيم سياسى، وشهدت اجتماعاته مناقشات قوية وجادة، لكنها أبداً ما كانت لتطال الخطوط الحمراء التى كانت منخفضة الأسقف أو تستطيع إدخال أى تعديل فى دوائر القرار أو تغير ما يتقرر بالأعلى.

وإذا كان موقف الدولة آنذاك من جماعة الإخوان طبيعياً باعتقال قادتها جراء مخططات الاغتيال، وقلب نظام الحكم التى حاولوا تنفيذها، لكن لم يفسر أحد لماذا تم اعتقال وتعذيب الشيوعيين رغم أنهم كانوا من أنصار الدولة. التفسير فى الأغلب هو الرغبة فى الانفراد بالحكم.

رغم كل المظاهر من وجود سُلطة تشريعية وتنفيذية وحكومة ومحافظين وتنظيم سياسى، فإن الحكم كان فردياً بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، لذلك كان انهيار التجربة ببساطة فى أول احتكاك حقيقى عام 1971 تعبيراً عن هشاشة الأوضاع، وبعدها بثلاث سنوات انقلبت البلاد من النموذج الاشتراكى إلى الاقتصاد الحر وسط صمت رهيب.

الحكم الفردى كان سبباً فى نكسة يونيو التى أطاحت بأحلامنا فى التنمية والانطلاق، وما زلنا نعانى آثارها حتى الآن.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من دروس يونيو من دروس يونيو



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon