بقلم - حازم منير
وجه المصريون فى غضون أيام قليلة رسالتين إلى الرئيس المقبل، كانتا فى غاية الوضوح والدقة، أولاهما قبل الانتخابات الرئاسية بأيام قليلة ومفادها «احنا تعبانين والظروف صعبة»، والثانية فى هذا الإقبال على الانتخابات ولسان حال الناس يقول «احنا مع الدولة» حتعمل لنا إيه؟
الرسالة الأولى فى لقاء «شعب ورئيس»، قدمت المخرجة ساندرا نشأت عرضاً سريعاً لمقابلات مع نوعيات متعددة من الناس حوت كل مشاكل المصريين، ورغم كثرتها وتنوعها حتى إنها شملت كل شىء تقريباً، إلا أن أبرزها ارتبط بصعوبة توفير الاحتياجات الأساسية اليومية وعدم القدرة على تحمل المزيد من الأعباء.
الرسالة الثانية فى الاستحقاق الانتخابى الرئاسى الذى جرى وسط مناخ استثنائى صعب، وذلك بالتوافد على مقار الاقتراع وإسقاط مخططات المقاطعة التى أطلقتها جماعات الإرهاب والمتحالفون معها، وتأكيد المصريين التفافهم حول الدولة الوطنية المصرية والدفاع عنها وتمسكهم بحقهم فى اختيار قياداتهم بإرادة حرة مستقلة.
ما بين الرسالتين مساحة مهمة تقول إن المصريين يفرقون بين الشكوى والمعاناة من صعوبة الأوضاع وبين التزامهم الوطنى بدولتهم والتمسك بها، وهو وعى راقٍ يفرض على أى قيادة سياسية التعامل بتقدير وروية مع مشكلات شعبها وأحلامهم.
الحاصل أن الدولة متمسكة باستمرار برنامج الإصلاح المالى بما يحتويه من ضغوطات وأعباء فى الوقت الذى يئن الناس فيه من تداعياته، وهم يتفهمون أهميته وضروراته لكنهم بدأوا فى الشكوى من صعوبات فى مجالات عدة، ما بين الشكوى من تداعيات سياسات محددة وضرورة استمرار هذه السياسات، يكمن السؤال عن قدرة الدولة على صياغة أساليب جديدة تستطيع تحقيق التوافق بين الضدين، لأن الاعتماد على العلاقة المباشرة والحميمية بين الناس والدولة لا يكفى لاستمرار الحال.
فى خطابه بنهاية مؤتمر «حكاية وطن» وفى مواجهة عاصفة التصفيق عقب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى نيته الترشح لولاية ثانية، قال وهو مبتسم لمؤيديه «حتتعبوا معايا أكتر الأيام الجاية»، وهو بذلك كان كعادته دائماً صريحاً ومباشراً فى علاقته بالناس.
مواصلة برنامج الإصلاح تعنى المزيد من الأعباء على الناس فى فواتير كل الخدمات الأساسية والعامة وباقى متطلبات الحياة، وربما هذا ما أشار له المرشح الرئاسى عن المستقبل.
ظنى أن رسائل المصريين للرئيس المقبل تتطب رؤية مختلفة لا تقتصر على التعامل الاقتصادى فقط وتوفير المستلزمات والاحتياجات التى يجب أن تستمر ولكن بإضافة برامج اجتماعية وتصورات سياسية توفر المزيد من الحماية لبرنامج الإصلاح وتحقق التوازن المطلوب.
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع