بقلم: حازم منير
حين يرسم الشباب والشابات علامات التميز، ويتجاوزون الواقع المحلى إلى العالمية، من دون ضجة ولا صخب، فإننا أمام قصص نجاح مختلفة، لم تصنعها الصدفة، وإنما صنعها الفكر والعقل والجهد، وفوق كل ذلك الرغبة فى النجاح.
فرق الاسكواش المصرية، كتبت قصص نجاح عديدة، حققت نتائج أسطورية، يعرفها القاصى والدانى خارج الوطن، بينما لا يعرف أغلب المصريين أن أبناءهم وبناتهم يحتكرون البطولات العالمية على مختلف المسابقات العمرية.
من بين أفضل 20 لاعباً فى العالم، يحتل المصريون بمفردهم سبعة مراكز، ومن ضمن أفضل 20 لاعبة فى العالم، تحتل المصريات بمفردهن سبعة مقاعد أيضاً، وعلى مستوى العشرة الأوائل فى العالم، يحتل المصريون الخمسة الأوائل فى كل قائمة.
نحن أمام إعجاز وليس إنجازاً، تحقق منذ سنوات، وتواصل ولم ينقطع، لم نفز ببطولة صدفة وراحت، وإنما استمرت مسيرة الانتصارات لسنوات طويلة ممتدة، لدرجة أن بطولات تشهد منافسات الأربعة الكبار فيها على المراكز الأربعة الأولى بين مصريين أو بين مصريات.
وعلى التوازى، عادت لنا كرة اليد، بإنجازات غابت طويلاً عن الوطن، عادت بقوة، لم يتوقع أحد، حتى أقرب المسئولين عن اللعبة، أن نحقق هذا التفوق فى مسابقتين عالميتين خلال أسبوعين متتاليين، لنفوز لأول مرة بكأس عالم للناشئين، ونصعد إلى ثالث العالم فى مسابقات الشباب.
المسألة ليست مجرد حالة حماسية، ولا أغنية وطنية نردّدها، وإنما هى من دلائل جدية مرحلة نعيشها، بالقطع تؤثر فى الوجدانيات والمشاعر الوطنية، فهؤلاء الشباب والفتيات تمكنوا من إثبات القدرة على التحدى والتفوق، بعيداً عن روح الانكسار واليأس المتفشية لدى البعض القليل الذى يحاول أن يفرض علينا مناخاً غير صحيح.
الاكتفاء بالإشادة لا يكفى، وترديد الأغانى والأناشيد الوطنية لا يصنع مستقبلاً، إنما الفكر والعقل والعلم، هى الأدوات القادرة على صناعة المستقبل، لكنها أدوات تحتاج إلى سياسات وقيادات جريئة لديها إرادة النجاح، وليس رغبة تولى المناصب.
ادرسوا تجربة الاسكواش، التى أصبحنا ملوك العالم فيها، وادرسوا أسباب عودتنا بقوة إلى صدارة المشهد فى كرة اليد، تعلمون لماذا هذا السقوط المخزى فى اللعبة الشعبية الأولى، ولتستطيعوا مواصلة المسيرة، وتوسيع دوائر النجاح، توقفوا عن ترديد الأغانى، لاستكمال مسيرة النجاح من خلال مشروع البطل الأولمبى، أو أى مشروع هدفه صناعة الأبطال.