توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وما أدراك ما الستينات؟! (2)

  مصر اليوم -

وما أدراك ما الستينات 2

بقلم: حازم منير

تشرفت بتعليق قارئ الصحيفة الأستاذ على مراد على مقالى الأسبوع الماضى، وكان عن كراهية الجماعة الإرهابية لثورة يوليو، التى عبر عنها مندوب المرشد د. محمد مرسى فى خطابه الشهير بميدان التحرير بعبارة ناجزة هى «الستينات وما أدراك ما الستينات» والتى عكست حجم التناقض الجذرى بين الجماعة العثمانلية الإرهابية وبين الدولة المصرية الوطنية بكل ما تحمله كلمة «تناقض» من معانٍ.

وتناقض الإرهابيين مع الدولة الوطنية شىء طبيعى، واستمرار مسيرة الكراهية والغل أكثر طبيعية، لأن ثورة يوليو بقيادتها للدولة الوطنية تمكنت من التعبير عن إرادة المصريين، بينما قبعت الجماعة فى غياهب السجون بعد انكشاف مخططاتها الإرهابية، واعترافات قادتها التى أوضحت حقيقة مسار وأهداف تلك الزمرة من أهل الشر.

والأستاذ على مراد لو كان إخوانياً، فهو لم يرَ من ثورة يوليو وحقبة الستينات، إلا قائمة سلبيات مزعومة، ليس منها سوى سجن الإرهابيين، وهذا طبيعى، لأن الجماعة وعبر تاريخها لا تنشغل إلا بهموم الأهل والعشيرة، ولا تنظر لأبعد من حدود الجماعة ومصالحها وواقعها، وتحدد انحيازاتها وصدامها وفقاً لمصلحة التنظيم الدولى وما يقرره المرشد. وهذا مخالف تماماً للشيوعيين، الذين لم يمنعهم صدامهم مع الثورة من الاعتراف بجوانب إيجابية منحوها الأولوية على مصالحهم الحزبية، فتصالحوا مع الدولة الوطنية، وظلوا عبر تاريخهم، يتفقون ويختلفون من داخل حدود الدولة ومصالحها، وليس بالعداء والتآمر عليها لإسقاطها.

الستينات التى تنكرها الجماعة العثمانلية، هى حقبة الاستقلال وتأسيس الدولة الوطنية، وقيادة حركات التحرر الوطنى فى الدول العربية وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، هى مرحلة التصنيع الوطنى، وتأميم وتمصير التجارة والصناعة التى احتكرها الأجانب لصالح بلادهم المُستعمرة، وبناء السد العالى، والاستفادة من عوائد تأميم قناة السويس فى خطة تنمية حققت وقتها أعلى معدلات التنمية، والستينات هى التى أصبح الفقراء فيها قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصرى جذرياً، وأنشئت الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية والأندية والساحات الشعبية، وأسست أكاديمية المعاهد العليا للسينما والمسرح والنقد والفنون الشعبية والأوبرا والموسيقى والباليه.

ما أدراك ما الستينات فعلاً، فهى مرحلة الانطلاق والكبوة والنهوض، الانطلاق بالتنمية، والكبوة بنكسة يونيو، والنهوض بإعادة بناء الجيش فى أكبر ملحمة وطنية شهدتها البلاد بسواعد أبناء الدولة وشعبها.

كل ما سبق هو الستينات التى لم يدرك منها مندوب المرشد، إلا سجن الإخوان، وهو على حق لأنهم لا يدركون إلا مصلحة العشيرة والأهل وينكرون الوطن بكل ما يتحقق فيه.

على فكرة.. لست شيوعياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما أدراك ما الستينات 2 وما أدراك ما الستينات 2



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon