توقيت القاهرة المحلي 10:53:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وما أدراك ما الستينات؟! (2)

  مصر اليوم -

وما أدراك ما الستينات 2

بقلم: حازم منير

تشرفت بتعليق قارئ الصحيفة الأستاذ على مراد على مقالى الأسبوع الماضى، وكان عن كراهية الجماعة الإرهابية لثورة يوليو، التى عبر عنها مندوب المرشد د. محمد مرسى فى خطابه الشهير بميدان التحرير بعبارة ناجزة هى «الستينات وما أدراك ما الستينات» والتى عكست حجم التناقض الجذرى بين الجماعة العثمانلية الإرهابية وبين الدولة المصرية الوطنية بكل ما تحمله كلمة «تناقض» من معانٍ.

وتناقض الإرهابيين مع الدولة الوطنية شىء طبيعى، واستمرار مسيرة الكراهية والغل أكثر طبيعية، لأن ثورة يوليو بقيادتها للدولة الوطنية تمكنت من التعبير عن إرادة المصريين، بينما قبعت الجماعة فى غياهب السجون بعد انكشاف مخططاتها الإرهابية، واعترافات قادتها التى أوضحت حقيقة مسار وأهداف تلك الزمرة من أهل الشر.

والأستاذ على مراد لو كان إخوانياً، فهو لم يرَ من ثورة يوليو وحقبة الستينات، إلا قائمة سلبيات مزعومة، ليس منها سوى سجن الإرهابيين، وهذا طبيعى، لأن الجماعة وعبر تاريخها لا تنشغل إلا بهموم الأهل والعشيرة، ولا تنظر لأبعد من حدود الجماعة ومصالحها وواقعها، وتحدد انحيازاتها وصدامها وفقاً لمصلحة التنظيم الدولى وما يقرره المرشد. وهذا مخالف تماماً للشيوعيين، الذين لم يمنعهم صدامهم مع الثورة من الاعتراف بجوانب إيجابية منحوها الأولوية على مصالحهم الحزبية، فتصالحوا مع الدولة الوطنية، وظلوا عبر تاريخهم، يتفقون ويختلفون من داخل حدود الدولة ومصالحها، وليس بالعداء والتآمر عليها لإسقاطها.

الستينات التى تنكرها الجماعة العثمانلية، هى حقبة الاستقلال وتأسيس الدولة الوطنية، وقيادة حركات التحرر الوطنى فى الدول العربية وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، هى مرحلة التصنيع الوطنى، وتأميم وتمصير التجارة والصناعة التى احتكرها الأجانب لصالح بلادهم المُستعمرة، وبناء السد العالى، والاستفادة من عوائد تأميم قناة السويس فى خطة تنمية حققت وقتها أعلى معدلات التنمية، والستينات هى التى أصبح الفقراء فيها قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصرى جذرياً، وأنشئت الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية والأندية والساحات الشعبية، وأسست أكاديمية المعاهد العليا للسينما والمسرح والنقد والفنون الشعبية والأوبرا والموسيقى والباليه.

ما أدراك ما الستينات فعلاً، فهى مرحلة الانطلاق والكبوة والنهوض، الانطلاق بالتنمية، والكبوة بنكسة يونيو، والنهوض بإعادة بناء الجيش فى أكبر ملحمة وطنية شهدتها البلاد بسواعد أبناء الدولة وشعبها.

كل ما سبق هو الستينات التى لم يدرك منها مندوب المرشد، إلا سجن الإخوان، وهو على حق لأنهم لا يدركون إلا مصلحة العشيرة والأهل وينكرون الوطن بكل ما يتحقق فيه.

على فكرة.. لست شيوعياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما أدراك ما الستينات 2 وما أدراك ما الستينات 2



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon