توقيت القاهرة المحلي 10:32:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقف خيرى للتعليم

  مصر اليوم -

وقف خيرى للتعليم

بقلم-حازم منير

قرار الحكومة تأسيس وقف خيرى للاستثمار فى العملية التعليمية، خطوة جيدة وتستحق الدعم والمساندة، خصوصاً أنها فكرة تفتح الباب لتضامن اجتماعى حقيقى ومشاركة واسعة من فئات المجتمع المختلفة، وتتيح موارد للدولة فى مواجهة الأزمات التى تعانى منها العملية التعليمية فى مصر.

لكن السؤال هو: لماذا سيخضع الوقف -كما تابعت فى مواقع عدة- لمسئولية بنك الاستثمار؟ ولماذا لا يتم تكوين مجلس إدارة له يديره بشكل مباشر بعد استيفاء الإجراءات القانونية والإدارية المطلوبة بالتأكيد لمثل هذه إدارة.

بعض الأصدقاء، فى حديثنا عن الموضوع، أبدوا سعادتهم بالأمر، لكنهم أيضاً أبدوا تخوفات من إخضاع الوقف لبنك الاستثمار، فى ظل مخاوف عديدة أثارها البعض منهم وجعلتهم يتشككون فى تحقيق الفكرة لأقصى درجات النجاح المطلوب وتحقق أهدافها بالدقة المنشودة.

بالفعل فإن إدارة خاصة، فى ظل إجراءات قانونية وإدارة صارمة، تتيح للوقف أن يلعب دوراً مباشراً فى تلبية الاحتياجات المطلوبة للعملية التعليمية، ويساعد الدولة فى توفير هذه المتطلبات، بدلاً من حديث الوزير المتكرر عن «الشحاتة الحكومية» للإنفاق على التعليم.

وفى تقديرى أن استقلال الصندوق عن التبعية المباشرة للحكومة سيتيح له تدفقاً نقدياً أكثر سهولة من كونه خاضعاً للحكومة ويأتمر بأوامرها، خصوصاً أن كل الدلائل تؤشر إلى اختيار المتبرعين لجهات أهلية مستقلة للمساهمة فى أنشطة متعددة ومختلفة.

يستطيع مجلس أمناء مُحترم لهذا الوقف، يتكون من متبرعين بارزين ومندوبين حكوميين وشخصيات عامة اختصاصية وممثلين لمجتمع مدنى، أن يجذب أموالاً ويضع خططاً لتنمية الموارد المالية ويقوم على التنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ خطط تدعم العملية التعليمية، خصوصاً بناء المدارس أو إضافة فصول للمدارس القائمة.

ليس معنى ذلك الإساءة إلى الجهات الرسمية أو التقليل من شأنها، إنما واقع الحال يؤكد أن إخضاع مثل هذه الأفكار لمسئولية غير حكومية، أو بمعنى أدق لإدارة شعبية، وفقاً لمفهوم قانونى وإدارى وتحت رقابة رسمية، يساعد عل دعمها ويسهم فى تقوية دورها وتحقيق أهدافه.

كثيراً ما نُبدع أفكاراً ممتازة متلألئة، وسرعان ما نطفئ بهجتها وضياءها بسيطرة بيروقراطية وإدارية تزيد من التعقيدات وتُقلل من فاعلية الفكرة، بل وتحاصرها، حتى تفقد تأثيرها، فنفقد أداة كان مقرراً لها أن تلعب دوراً مؤثراً ومحورياً.

توسيع دوائر المشاركة الشعبية فى مثل هذه الفكرة سيؤدى بالقطع إلى المزيد من توسيع دوائر التمويل لها، سواء من داخل البلاد أو من خارجها، وبدلاً من الإساءة للناس واتهامهم بالتكاسل عن دعم الحكومة «اللى بتشحت» سيكون التوجه الشعبى لإدارة الوقف وساماً من الحكومة على صدر الشعب الداعم لإنجاح العملية التعليمية وإخراجها من أزماتها.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف خيرى للتعليم وقف خيرى للتعليم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon