توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

بقلم-حازم منير

ستظل الدول الكبرى مؤشراً على تردى منظومة القيم وتراجع الضمير الإنسانى، ولن تنجح محاولاتها استخدام التقدم والتكنولوجيا ستاراً لإخفاء مظاهر انهيار كل القواعد الأخلاقية الحاكمة لقراراتها وتوجهاتها السياسية.

وبالمناسبة القواعد الأخلاقية ومنظومة القيم لا تعنى أبداً تلك المعانى التى نستخدمها فى حياتنا اليومية، وإنما هى فى واحدة من تجلياتها تمثل الإطار الحاكم لمبادئ العلاقات بين الدول، التى تفصل تماماً بين مصالح الدولة وبين استهداف قتل البشر -مثلاً- من أجل المصالح الذاتية.

ليبيا واحدة من الوقائع الكاشفة لتدنى سياسات الدول العظمى وجميعنا تساءلنا أين كانت هذه الدول قبل تحرك الجيش الوطنى الليبى لمحاصرة جماعات الإرهاب وإزالتها لاستعادة كل مقومات الدولة الوطنية المستقلة؟! ولماذا تأخر اهتمام الدول العظمى بالشأن الليبى حتى تعرضت جماعات الإرهاب للخطر؟! وما مغزى أو دلالة رد الفعل السريع العاجل ضد خطط تستهدف استعادة الدولة الليبية الموحدة؟!.

الحاصل أن بلاد الغاز والنفط ستظل لسنوات طويلة مناطق صراع وحروب أهلية إلى أن تستقر بكل مقوماتها فى أحضان الدول العظمى، ولو تأخر هذا الاستقرار فإن الصراع المسلح سيظل فى استمرار حتى تضمن الدول الكبرى مصالحها، حتى لو كانت على حساب مصالح شعوب أخرى، أو على حتى حقها فى الحياة.

سوريا ليست بعيدة عن هذا النموذج، الاهتمام الروسى بالمنطقة جزء من هذا التصور، والتنافس الإيرانى والتركى جزء من صميم اللعبة، والجزائر باتت قريبة، والحصار غير المرئى من التهديدات المحيطة بدول الخليج جزء من هذا الحصار، وهكذا تجد منطقتنا العربية ملعباً للفرق الكبرى الفاقدة لكل القيم والأخلاقيات وهى تتاجر بأعراض شعوب، وتتنافس على إزهاق أرواح البشر من أجل مصالحها الذاتية.

فجأة اكتشفت الدول الكبرى أن الصراع فى ليبيا يهدد حق شعبها فى الحياة -آه والله- وفجأة اكتشفت أيضاً أن الصراع المسلح لا يساهم فى حل الأزمة أو تقدمها، وإنما يضيف المزيد من المعوقات والمشكلات، وفجأة اكتشفت أن ما يجرى فى ليبيا يهدد الأمن والسلم العالمى، فتحركت وطالبت الجيش الوطنى الليبى بوقف عملياته ضد الإخوان وحلفائهم من تتار العصر وجماعات الإرهاب والعنف لحماية السلم العالمى.

لأجل كل ذلك تحركت القوى العظمى ليس لإنقاذ الشعب الليبى ولا الدولة الليبية، وإنما لإنقاذ جماعات الإرهاب والعنف المُهددة بالانهيار على يد الجيش الوطنى الليبى، ولتؤكد يوماً بعد يوم أنها دول فاقدة للقيم الإنسانية والأخلاقيات التى يجب أن تستمر قواعد للتعامل بين البشر وأن ترديداتها فى هذا الشأن مجرد أكاذيب وكلمات جوفاء.

يجب ألا تصيبك الدهشة وأنت تبحث عن مصادر ثروات هذه الأمم التى تبنى بها حضارتها، لأنها فى الحقيقة مصادر ثرواتك أنت المنهوبة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والأمن العالمى ليبيا والأمن العالمى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon