توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليسار والإخوان

  مصر اليوم -

اليسار والإخوان

بقلم: حازم منير

لم أستوعب فى حياتى الطويلة فكرة تنسيق أو تحالف اليسار مع جماعة الإخوان، ولا أعلم كيف يتصور يسارى من أى مدرسة، وهى مدارس كثيرة ومتعددة، أن يدير تحالفاً مع جماعة أثبت التاريخ أنها ليست أهلاً للتفاهم الجاد، وليست أهلاً للثقة فيها.

جماعة الإخوان وقت أن اشتهرت بالمحظورة، كما أطلق عليها الراحل العزيز عبدالله كمال، كانت تتلاعب بالبيضة والحجر، تتحاور هنا، وتناور هناك، وتجلس مع المعارضة، وتدير حواراً مع الحكومة، وتتوافق مع فصيل، وتطرح على فصيل آخر موقفاً مختلفاً، وهو سلوك لم يتغير ولم يتبدل، حتى وقت أن أطلق عليها أستاذنا الراحل د.رفعت السعيد تيار المتأسلمين.

أتذكر قبل أسابيع قليلة من ثورة 30 يونيو، أننى التقيت بصديق يسارى فى اجتماع كان مخصصاً لمناقشة تحضيرات لأحداث فى الشارع، وسألته سؤالاً مباشراً: «إنت لسه بتصدق الإخوان؟ ولسه بتتهمنا إننا عملاء مبارك؟» فابتسم وهز رأسه وهو ينظر للأرض، وقال: «خلاص بقى كانت أيام وعدّت».

كان سبب السؤال أن اليسار فى عصر مبارك انقسم فى شأن الإخوان إلى فريقين أساسيين، أحدهما يمثل الأغلبية، ويرى أنها جماعة عدو للديمقراطية، وتستخدم القوى السياسية للتستر خلفها، والابتعاد عن الصدام مع الدولة إذا ما وقع، وترك الآخرين فريسة للصدام ونتائجه، وفريق يرى أن الخلاف مع «مبارك» يبرر التنسيق والتحالف مع الإخوان باعتبار أن الجميع فى جبهة العداء والخلاف مع سياسة الدولة، وإن اختلفت المبررات.

كانت المشكلة الحقيقية أن فريق التنسيق مع الإخوان يتهم الطرف الآخر بأنه يستخدم مسألة الإخوان للتعمية على تحالفه مع مبارك ورجال الدولة، بالإضافة إلى توسيع دائرة التحذير من الإخوان لحرف الأنظار عن الخلافات، والسياسات التى تنفذها الدولة، وعلى هذه الخلفية لعبت الجماعة دوراً فى تعميق الخلاف داخل اليسار، واستخدام ذلك فى تقريب الآخرين.

ورغم ذلك، فإننا لا نستطيع قصر الخلافات مع الجماعة الإرهابية على هذه الحدود، ولكنها تتجاوز ذلك إلى تفرقة حقيقية بين فصائل اليسار، ما بين يسار ديمقراطى يؤمن بالتغيير عبر الدستور وآليات شعبية، وبين فصيل فوضوى لا يؤمن إلا بإسقاط الدولة.

الأهم أننى التقيت بالصديق اليسارى مؤخراً بعد غياب، وسألته: «هل ما زلت على موقفك بعد 30 يونيو من الجماعة الإرهابية، أم ستعودون للخلف وتكررون المأساة؟»، وللأسف جاءت إجابته مزعجة، وتيقنت أن البعض لا يتعلم ولا يفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليسار والإخوان اليسار والإخوان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon