توقيت القاهرة المحلي 10:32:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليسار والإخوان

  مصر اليوم -

اليسار والإخوان

بقلم: حازم منير

لم أستوعب فى حياتى الطويلة فكرة تنسيق أو تحالف اليسار مع جماعة الإخوان، ولا أعلم كيف يتصور يسارى من أى مدرسة، وهى مدارس كثيرة ومتعددة، أن يدير تحالفاً مع جماعة أثبت التاريخ أنها ليست أهلاً للتفاهم الجاد، وليست أهلاً للثقة فيها.

جماعة الإخوان وقت أن اشتهرت بالمحظورة، كما أطلق عليها الراحل العزيز عبدالله كمال، كانت تتلاعب بالبيضة والحجر، تتحاور هنا، وتناور هناك، وتجلس مع المعارضة، وتدير حواراً مع الحكومة، وتتوافق مع فصيل، وتطرح على فصيل آخر موقفاً مختلفاً، وهو سلوك لم يتغير ولم يتبدل، حتى وقت أن أطلق عليها أستاذنا الراحل د.رفعت السعيد تيار المتأسلمين.

أتذكر قبل أسابيع قليلة من ثورة 30 يونيو، أننى التقيت بصديق يسارى فى اجتماع كان مخصصاً لمناقشة تحضيرات لأحداث فى الشارع، وسألته سؤالاً مباشراً: «إنت لسه بتصدق الإخوان؟ ولسه بتتهمنا إننا عملاء مبارك؟» فابتسم وهز رأسه وهو ينظر للأرض، وقال: «خلاص بقى كانت أيام وعدّت».

كان سبب السؤال أن اليسار فى عصر مبارك انقسم فى شأن الإخوان إلى فريقين أساسيين، أحدهما يمثل الأغلبية، ويرى أنها جماعة عدو للديمقراطية، وتستخدم القوى السياسية للتستر خلفها، والابتعاد عن الصدام مع الدولة إذا ما وقع، وترك الآخرين فريسة للصدام ونتائجه، وفريق يرى أن الخلاف مع «مبارك» يبرر التنسيق والتحالف مع الإخوان باعتبار أن الجميع فى جبهة العداء والخلاف مع سياسة الدولة، وإن اختلفت المبررات.

كانت المشكلة الحقيقية أن فريق التنسيق مع الإخوان يتهم الطرف الآخر بأنه يستخدم مسألة الإخوان للتعمية على تحالفه مع مبارك ورجال الدولة، بالإضافة إلى توسيع دائرة التحذير من الإخوان لحرف الأنظار عن الخلافات، والسياسات التى تنفذها الدولة، وعلى هذه الخلفية لعبت الجماعة دوراً فى تعميق الخلاف داخل اليسار، واستخدام ذلك فى تقريب الآخرين.

ورغم ذلك، فإننا لا نستطيع قصر الخلافات مع الجماعة الإرهابية على هذه الحدود، ولكنها تتجاوز ذلك إلى تفرقة حقيقية بين فصائل اليسار، ما بين يسار ديمقراطى يؤمن بالتغيير عبر الدستور وآليات شعبية، وبين فصيل فوضوى لا يؤمن إلا بإسقاط الدولة.

الأهم أننى التقيت بالصديق اليسارى مؤخراً بعد غياب، وسألته: «هل ما زلت على موقفك بعد 30 يونيو من الجماعة الإرهابية، أم ستعودون للخلف وتكررون المأساة؟»، وللأسف جاءت إجابته مزعجة، وتيقنت أن البعض لا يتعلم ولا يفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليسار والإخوان اليسار والإخوان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon