توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناصريون والإخوان

  مصر اليوم -

الناصريون والإخوان

بقلم: حازم منير

خلافات القائد جمال عبدالناصر مع جماعة الإخوان الإرهابية لا يُمكن تصنيفها تحت بند الثأرات الشخصية من محاولات اغتياله المتكرّرة، والانقلاب عليه وعلى الثورة المصرية، وإنما هى خلافات فكرية عميقة بين انحيازين، إما للهوية المصرية الوطنية، وإما دولة الخلافة الدينية المناهضة للفكرة الوطنية.

هكذا أسس الناصريون خلافاتهم مع جماعة الإخوان منذ غياب القائد، ولم تنحصر المسألة طوال حقب وعهود فى الثأر للزعيم من جانب الناصريين، وإنما كانت محاولات مستمرة من جانب الناصريين لحماية الثورة من عمليات الانقضاض المستمرة عليها.

وربما يمثل غياب هذا الفهم عند الرئيس الراحل أنور السادات واحداً من الأخطاء الاستراتيجية، حين رغب فى تحقيق الاستقرار بوضع الإخوان بديلاً عن الناصريين، ولم ينتبه إلى أنه يحل وحشاً معادياً للدولة الوطنية المصرية، وليس منافساً لتيار سياسى معارض، فكان هو شخصياً أول الضحايا.

المأساة ليست فى خطأ «السادات»، وإنما فى من يسعون إلى تكرار الخطأ نفسه مع القوى نفسها المناهضة للدولة، وهم بذلك لا يحققون أهدافهم، وإنما يساندون أهدافاً أخرى، ستطيح بهم فور وصول أصحابها إلى مراميهم، ثم ستطيح بالدولة والهوية الوطنية المصرية من بعدهم.

إذا كان القائد ناصر استوعب الدرس وفهم حقيقة تناقضات الجماعة مع رسالته السياسية إلى الأمة وقواعدها وأسسها التاريخية، فإن حفنة من المنتمين إلى الجماعة الناصرية تناقضوا مع القائد وانحرفوا فى اتجاه مختلف، حين تصوروا إمكانية التفاهم والتوافق مع تلك الجماعة الإرهابية الأصل، الإسلامية المسمى.

واحد من الدروس الأساسية بعد يناير 2011، انكشاف الوجه الحقيقى للجماعة الإرهابية، ليس فى الإطاحة بأنصارها، كما فعل الملالى فى الثورة الإيرانية، وإنما فى بدء الإطاحة بجوانب مؤسسة من تاريخ الدولة الوطنية، تمهيداً لاقتلاعها وتأسيس دولة الخلافة المعادية للهوية الوطنية، وإعادتنا إلى عهد احتلال الدولة العثمانلية مجدداً.

الشاهد أن عودة مجموعات من الجماعة الناصرية للدفاع عن التيار الاستئصالى الإرهابى، والبحث عن جوانب توافق وتفاهم معه، واعتباره تياراً وطنياً قابلاً للتنسيق والتحالف، فإن هذه العودة إما أنها تمثل خللاً جسيماً فى أفكار أصحابها، أو تُمثل دوافع شخصية انتقامية ليس أكثر، لأن دروس التاريخ، والشواهد تقول إن هذا التفاهم متعارض تماماً مع حقائق الواقع فى الماضى والحاضر والمستقبل.

كنت أقول من لم يستوعب دروس يناير ويونيو سيفقد القدرة على التعامل مع الواقع المصرى، ومن أبرز وأهم دروس هذه المرحلة وتاريخ مصر، أن جماعة الإخوان إرهابية، وتسعى لهدم الدولة الوطنية وتأسيس دولة خلافة دينية ثيوقراطية، لذلك فإن اتجاه البعض من الجماعة الناصرية للتنسيق أو التحالف معهم، ليس خروجاً عن أسس المفاهيم النظرية الناصرية، وإنما هو حماقة تراهن بالوطن وبالهوية المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناصريون والإخوان الناصريون والإخوان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon