توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

بقلم-حازم منير

ظلت جماعة الإخوان «الإرهابية» ولسنوات طويلة مصدراً قوياً وموثوقاً عند الصحافة والفضائيات المحلية والإقليمية للمعلومات والأخبار ذات الصلة بالأحداث السياسية المثيرة، وتو ما وصلت الجماعة فى لحظة غافلة من الزمن للحكم انقلبت الأحوال وتقطعت كل صلاتها بوسائل الإعلام وتحولت إلى عدو له تقاتله فى كل مكان.

ما لم تفهمه الجماعة حين تولت الحكم أن الفارق كبير بين تسويق أنشطتك الحزبية ومواقفك السياسية، وبين التسويق للمعلومات والتعامل مع الرأى العام باعتبارك مصدراً للأخبار ومُقدم الخدمة للمتلقى، فاختلطت الأمور وانطفأ توهج الجماعة الإعلامى.

كنت أستيقظ فى الصباح لأجد ستة ذقون بهية مسيطرة على الشاشة وتستولى على مقاعد الضيوف بالاستوديو فى «صباح الخير يا مصر» كلها تشيد بالإخوان وبـ«الرئيس» محمد مرسى وبالنجاحات الحكومية، ولا صوت واحد فى المقابل يناقشهم بالرأى الآخر وبالانتقادات وبطرح البدائل.

بمنتهى البساطة أنت تستطيع توجيه التعليمات والأوامر لمراكز الإعلام التابعة لك، لكنك لا تستطيع تحويل القائمين على مؤسسات الإعلام إلى خيال مآتة يأتمرون بما تقوله ويتحولون إلى إنسان آلى لا رأى له ولا إرادة ولا أى سلطة اقتراح.

مشكلة «الجماعة» أنها قامت على السمع والطاعة لأمير الجماعة، ولا مجال للإبداع أو الرأى أو طرح رؤية، والإعلام عمل إبداعى فى الأساس يقوم على التخيل وتحويل الخيال إلى واقع ويستند على العمل الجماعى والحوار والعصف الذهنى، وهو ما لم تفهمه الجماعة فاعتبرت الإعلام فى تصريحات مرشدهم العام «سحرة فرعون».

لذلك كان الصدام حتمياً بين الجماعة وبين الإعلام رغم كل محاولات الاختراق التى استجاب لها للأسف بعض الإعلاميين ممن لا يزالون يعبثون حتى الآن فى إعلامنا بمباركة وقبول، وكان منطقياً انحسار وأفول التوهج الإعلامى الإخوانى فى أسابيع قليلة من سيطرتهم السياسية ثم البرلمانية وبعدها الرئاسية.

الإعلام مهنة احترافية ولا تنجح معها مقولة «مهنة من لا مهنة له»، فإذا سيطر عليها وأدار شئونها من لا مهنة له تنهار وتفشل، وإذا سطا عليها اتجاه سياسى محاولاً فرض ذاته على المشهد الإعلامى فالفشل المحقق مآله الوحيد.

الثنائية والتعددية أساس العمل الإعلامى، والتنوع جوهر فكرة الخدمة، وتلبية متطلبات المتلقى روح العمل الإعلامى ووسيلة نجاحه، وأى غياب لهذه المعانى وأى محاولة لفرض الإعلام الواحد ستنتهى إلى الفشل، والفشل هنا هو عزوف الناس عنها والتحول إلى مصادر أخرى.

لهذا انهارت سمعة «الجماعة» الإعلامية وفشلت.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والإعـلام الإخوان والإعـلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon