بقلم: حازم منير
فى أعقاب ثورة يونيو، خرج علينا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أو من خلال «يوتيوب»، عناصر ملثمة، متخفية بأقنعة وخلافه، يزعمون أنهم من جنودنا الأبرار، وجيشنا الوطنى، وأنهم ضد الثورة، وما انتهت إليه، ويناصرون مندوب مرشد الإخوان، القابع فى قصر الرئاسة، وظلوا يتوعّدون، لكنهم سرعان ما اختفوا، وليتبين بعد ذلك، أنهم مجرد عملاء لجماعة الإخوان الإرهابية، تنكروا فى ملابس الجيش، فى محاولة لإيهام الرأى العام، بخلافات وانقسامات وغيره.
مسألة محاولات ادعاء وقائع غير موجودة، واستدعاء مظاهر إلى الذهن، لتكوين صور محدّدة، تخلق انطباعات سياسية، مسألة طبيعية فى محاولات البعض للتحريض على الفوضى، وهى محاولات تستهدف بالدرجة الأولى تجهيز الجموع لاستقبال قصص وروايات كاذبة ومفتعلة، والتعامل معها كحقائق ووقائع، رغم أنها ليست كذلك، من أجل توظيفها فى عمليات حشد، لا يستند إلى واقع، وإنما مظاهر وأحداث مصطنعة، فى اتجاه أهداف الجهة المنظمة والموجّهة للقصص الكاذبة.
المثير فى الأمر ليس حدوث تلك الوقائع، أو تنفيذ هذه المحاولات، أو ابتكار قصص وحكايات ومظاهر، إنما المثير هو تكرار القصص والحكايات ذاتها، رغم أنها لم تحقق أهدافها فى محاولات سابقة، ورغم أن الناس أصبحوا يتعاملون معها بيقين أنها مجرد أكاذيب وأحداث مفتعلة ومقصودة، وأنه لا وجود لها على أرض الواقع، وهى مؤشرات على فشل هذه الجماعات، التى لا تملك سوى أن تعيد تكرار أكاذيبها، لتثبت حقيقة تنكرها وأنها إلى زوال.
أنت تستطيع بسهولة أن تتفق أو تختلف مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالقماشة السياسية للدولة عريضة للغاية، وتجد بها ما توافق عليه وتدعمه، أو ما تعترض عليه وتطالب بتغييره، لكنك لا تستطيع بقليل من العقلانية والفهم أن تتهمه بما ليس فيه، لأن هذا الجيش صاحب التاريخ الطويل من الوطنية لا ينجب أبناء ملوثين، وإنما ينجب حماة للوطن.
الجيش المصرى جيش وطنى متماسك، وعلى مر التاريخ، أثبت أنه فوق الطائفية والانحياز السياسى، كان اختياره عبر التاريخ إلى جانب الشعب، وكان جزءاً من الاصطفاف الوطنى، وحين ينحاز فمكانه دائماً فى صدارة صفوف حماة الوطن، فهى صورة مكررة فى تابلوه عرابى والخديو، أو مقاومته للعدوان البريطانى واحتلال الإنجليز للبلاد، وفى استعادة مصر عام ١٩٥٢ لتحقيق الإجلاء والاستقلال الفعلى وبناء الوطن، وعبر مسيرة ممتدة، حتى انحيازه وحمايته للشعب وهو يسقط حكم المرشد، ويستعيد الوطن من عصابة الجماعات الإرهابية.