توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم مجنون

  مصر اليوم -

عالم مجنون

بقلم: حازم منير

الباكستان تهدد الهند، والطرفان يتبادلان الاشتباك على الحدود، ويسقط من الجانبين قتلى، والصين تهدد هونج كونج، وأمريكا تتهم بكين بـ«البلطجة»، وكوريا الجنوبية تتلاسن مع اليابان وتتبادلان التهديدات، وروسيا وأمريكا تلغيان اتفاقيات أسلحة نووية، وترامب يهدد العالم، ويلوّح بإمكانية الانسحاب من اتفاق التجارة العالمى، وصراع داخلى حاد فى بريطانيا لا يعرف أحد مداه، ويمين متطرف ينمو بسرعة رهيبة فى الغرب ويستولى على بعض مراكز القرار فى دول أوروبية مهمة، وعمليات قتل يتسع مداها على أيدى المتطرفين الغربيين، والإرهابيون يجولون ويصولون فى مناطق متعددة من العالم، يضربون بلا رحمة، ويشيعون عمليات قتل الأبرياء، حتى صنعوا ساحتهم للحرب فى وسط القارة السمراء، والشرق الأوسط تحول إلى بؤرة دمار، وصارت صورته الذهنية منطقة قتل وخراب، وشركات تجارية عالمية أصبحت ممولاً رئيسياً لميليشيات مسلحة تحمى مصالح هذه الشركات بأعمال الإرهاب والعنف.

هكذا يبدو العالم فى النصف الأخير من العشرية الثانية للقرن الحالى، وهو مشهد ترسمه قوى كبرى، تعمل على صيانة مصالحها ولو بالقوة، وتفرض نفوذها على خريطة سياسية جديدة تحاول فرضها لمصالحها الوطنية.

الحاصل أن العالم عاد إلى مرحلة التشكل مجدداً، ولكن هذه المرة ليس بين قوتين أيديولوجيتين عظميين، وإنما بين قوى جميعها تنتمى فعلاً لمعسكر الرأسمالية، وقوى تتلون بجمل ومصطلحات وتعبيرات سياسية تمثيلية خادعة وماكرة.

الشاهد أيضاً أن العالم تعلّم من تجاربه السابقة، ولا يرغب -فى ما يبدو- فى تفجير البشرية مجدداً بحرب كونية جديدة، يستخدم فيها كل تقدمه وتطوره العلمى والتكنولوجى، لكن الصراع الدائر على المصالح ربما ينبئ بمواجهات قابلة للتحقق، إذا ما واصل قادة العالم صراعاتهم وضغوطاتهم المتبادلة، ووقتها سيكتشف العالم، بعد فوات الأوان، أنه لم يتعلم من تجاربه السابقة كما كان يتخيل.

نحن فى حالة من حالات الصراع العبثى، تستيقظ كل يوم لتسمع أو تشاهد مناطق مشتعلة جديدة، أو تلاسنات وتبادل اتهامات وتهديدات، وتنتظر بين لحظة وأخرى خبر انفجار قنبلة هنا، وأخرى هناك، وإطلاق صواريخ، أو اشتباكات متبادلة حدودية بين دولة وأخرى، من دون سابق إنذار.

نعيش حالة تاريخية تستوجب الانتباه واليقظة الشديدة، والانتباه والتركيز على البناء الداخلى، والسعى للاقتراب من هذه المنظومة الكونية، ولكن من دون الاحتراق بنيرانها.

فعلاً نحن نعيش فى لحظة مختلفة وفى عالم مجنون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم مجنون عالم مجنون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon