توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة فى فكر العلامة د. على جمعة

  مصر اليوم -

قراءة فى فكر العلامة د على جمعة

بقلم: د. ناجح إبراهيم

لن أتحدث اليوم عن فقه الرجل ولا علمه ولا أنه لم يترك علماً من العلوم الدينية والإنسانية إلا وضرب فيه بسهم، ولا تحويله لدار الإفتاء المصرية إلى مؤسسة ذات منظومة علمية فقهية إدارية رائعة قابلة للتطور المستمر، ولا استقلالها، ولا جمعه الرائع بين فقه الأولين والواقع المعاصر الذى نعيشه، ولا بين جمعه بين الشريعة والحقيقة، وجمعه بين الفقه والإدارة والعلم والمؤسسية والعمل الدعوى والاجتماعى، فهو المؤسس لأهم جمعية خيرية «مصر الخير» ولا ربطه بين زهد العالم وتدينه مع مظهره الجميل ورائحته الزكية ولباسه الرائع، لأن كل ذلك لا يتسع له مثل هذا المقال الذى يتحدث فقط عن فكر العلامة د. على جمعة، الذى يمكن تلخيصه فيما يلى:

رفض عقلية الخرافة ورأى أنها أكبر كارثة ألمت بالعقل البشرى عامة، لأنها أدت إلى منهج الانتحار الذى أنتج التكفير والقتل والاغتيال، كما أدت إلى منهج الانبهار بالآخر الذى أنتج منهج التعدى على مصادر الشرع الشريف الأساسية وإنكار السنة أو الإجماع مثلاً أو تحويل الإسلام إلى لاهوت التحرر أو لاهوت العولمة. وأدت عقلية الخرافة بحسب رأى د. على جمعة إلى منهج أسماه المنهج الماضوى الذى يريد التغاضى عن واقعه ومجتمعه وقضاياه لينزل عليها مسائل فقهية لا تناسبه ولا توافقه ولا تصلحه وقيلت فى واقع وزمن وبيئة مختلفة. ومن أطروحاته الجميلة تفريقه بين الفقه القديم والحديث، حيث إن الفقه الحديث تعامل وفرق بين الشخصية الطبيعية التى تحدث عنها الفقه القديم والشخصية الاعتبارية التى أصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره أو تجاوزه ولا تزال تنفصل وتستقل عن الشخصية الطبيعية حتى كمل استقلالها وأصبحت كائناً بذاته. ومنها تفريقه الرائع بين الاجتهاد والاجترار، فالاجتهاد عبارة عن مجموعة من الآليات التى يسلكها المجتهد لإعمال نصوص الكتاب والسنة «أى الجزء الثابت من الشريعة» فى الواقع المتغير.أما الاجترار فهو التعامل مع التراث الإسلامى ككل على أنه ثابت لا متغير فيه، بما فى ذلك الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، فالاجتهاد ظاهرة صحية تؤدى إلى التجديد، أما الاجترار فهو ظاهرة سلبية تعطل مسيرة الاجتهاد والتجديد. وعاب على الشعبية التى اجتاحت العالم كله كمفهوم خاطئ للمساواة، نتج عنها إذابة النخبة وعدم التفريق بين الدهماء والصفوة، فالكل فى النهاية تحول إلى فرد أو صوت «فى صندوق الانتخاب مثلاً» وهذا رجح كفة الكم على حساب الكيف، وأدى إلى تراجع مفهوم أهل الحل والعقد وأولى الأحلام والنهى فى مقابل صوت الأغلبية، فالمساواة الحقيقية لا تعنى التساوى فى كل شىء. وقارن يبن النموذج المعرفى الإسلامى والغربى قائلاً: فى النموذج الإسلامى هناك الفطرة، ولديه مساحة للقداسة، فالقرآن والنبى والكعبة مقدسة عندى بينما يراه الغربى شكلاً من أشكال الوثنية، والغربى ومن على شاكلته يعتبر كل شىء من باب التشيؤ حتى الإنسان هو شىء من الأشياء يطبق عليه الأساليب التجريبية والكمية بلا تحفظ، بينما الإسلام فى نموذجه المعرفى يراه كائناً فريداً مخلوقاً مكرماً. ويرى فضيلته أن توليد العلوم فرض على المسلمين فى كل العصور، و«أن الفتاوى تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الأشخاص أو الحال». ويرى «أنه لا يوجد خلاف حقيقى بين الفقهاء والصوفية فكلاهما نظر إلى الأمر من جهته، وكلاهما صادق فى حكمه ولا تناقض بينهما لأنهما لم يتواردا على جهة واحدة». وقد واجه د. على جمعة مع تلاميذه ظاهرة الانحراف عن التصوف الحق، خاصة ظاهرة الخروج عن الشرع الحنيف بحجة إدراك الحقائق فأطلق صيحته الشهيرة «من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق وفسقه أنه جاهل، ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق، فالله قد منّ عليه بالحقيقة ولكنه استعمل هذه المنة فى غير موضعها، فالذى ينكر التكليف ويدعى التشريف يكون زنديقاً مثل حال من دعا على موسى وكان يحمل اسم الله الأعظم»، سلام على العلامة د. على جمعة وعلى كل العلماء الذين أضاءوا الدنيا بنور العلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة فى فكر العلامة د على جمعة قراءة فى فكر العلامة د على جمعة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon