توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزهر والقدس.. حجر فى مياه الأمة الراكدة

  مصر اليوم -

الأزهر والقدس حجر فى مياه الأمة الراكدة

بقلم - ناجح إبراهيم

«كل احتلال إلى زوال وإن بدا وكأنه أمر مستحيل، فالأيام دول وعاقبة الظلم معروفة ونهاية الظالم وإن طال انتظارها معلومة ومؤكدة، نحن دعاة سلام لكنه السلام القائم على العدل والوفاء بالحقوق التى لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، ولا المساس بذرة من تراب الأوطان والمقدسات، مناهج التعليم لدينا عاجزة عن تكوين أى قدر من الوعى بقضية القدس وفلسطين ووسائل إعلامنا لا تتحدث عنهما إلا لماما عبر خبر أو تقرير رتيب من مراسل» د/أحمد الطيب شيخ الأزهر.

نلتقى اليوم فى رحاب أزهر الإنسانية، القدس والأقصى وقضايا أوطاننا لا تحتاج للدموع وإن صدقت، ولكنها تحتاج للفكر الصادق من عقول غير متنازلة ومن وجدان غير شائخ، لقد أتانا الخصم من ثغور نحن تركناها كلأ مباحا لشذاذ الآفاق، فمائة عام من الدهشة والتباكى على القدس وفلسطين تكفى وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين وليس هناك عذر بالدهشة، والاستغراق فى أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدوا، ولا ينصر صديقا، ولم يعد هناك وقت للتذرع بأن طريق المستقبل تسده صخرة احتلال، فقد حطمنا الكثير من صخرات الاحتلال من قبل» د/مصطفى حجازى.

«نحن اليهود الفلسطينيون المؤمنون بالله وبتوراته، المعارضون لحقيقة قيام الكيان الصهيونى، نوجه التحية لكل المشاركين، ونقرر أنه ليس للصهاينة ثمة حقوق سيادة ولو على ذرة تراب من فلسطين، وأن سيطرتهم على فلسطين بقوة السلاح تناقض أحكام التوراة بصورة مطلقة وخاصة أنها جاءت على حساب سكان تلك الأرض الأصليين منذ ما يقارب 1500 عاما، ونلتمس من العالم الإسلامى ألا يلقبوا الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود «الحاخام ميرهيرش زعيم حركة ناطورى كارتا اليهودية.
«كلمة شيخ الأزهر شخصت الداء ووصفت الدواء فالواقع مر ولكن الطريق حلو بين أيدينا، فحاضر أمتنا الإسلامية فى حاجة إلى تصويب، ورغم الحاضر المرعب الذى نعيشه فنحن على ثقة بأن المستقبل سيكون مشرقا بإذن الله» رسالة د/يوسف جمعة خطيب المسجد الأقصى بعد أن منعه الإسرائيليون من الحضور.

«السلام اختيار لا بديل عنه ولا يأتى إلا باحترام إرادة الشعب الفلسطينى، وقرار ترامب ظالم ولم يراع مشاعر المسلمين والمسيحيين، والقدس مؤهلة لتكون واحة سلام للجميع» البابا تواضروس.

«القدس عبر التاريخ يعد رمزا للسلام النازل من العلى ومكانا يجتمع فيه أهل الإيمان ليشهدوا معا لهذا السلام ويعملوا من أجل إحلاله فى الأرض» المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت.

«علينا الآن ألا نفزع كما فزع جيل النكبة خوفا من عصابات اليهود بل نثبت فى أرضنا ونتشبث بها فإما النصر وإما الشهادة» مكرم محمد أحمد.

«نستبشر خيرا أن يكون منطلق القضية الفلسطينية من الأزهر الشريف كما عودنا فالقدس وفلسطين ظلتا فى فعاليات الأزهر منذ عام 1948وأنا أثمن رفض شيخ الأزهر مقابلة نائب الرئيس الأمريكى عقب قرار ترامب» د/مصطفى عثمان وزير خارجية السودان الأسبق.

«لا مستقبل للسلام والعيش المشترك فى الشرق الأوسط إلا بحل قضية القدس ويجب تكثيف الحضور الديموجرافى والثقافى والجغرافى فى القدس» البطريرك المارونى بطرس الراعى أكبر بطاركة الشرق الأوسط.

«الاحتلال وإن طال زمانه سينهيه الرجال المخلصون» صالح آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية السعودى.

«حل مشكلة القدس ينطلق من الوحدة الحقيقية للأمة الإسلامية» نائب الرئيس الشيشانى.

«الدفاع عن القدس الشريف واجب دينى فضلا عن كونه فريضة إنسانية» لقمان حكيم وزير الشئون الدينية بإندونيسيا.
من مقررات المؤتمر المهمة اعتماد الأزهر لمقرر دراسى عن القدس وفلسطين فى التعليم الإعدادى والثانوى والجامعى، ليصل هذا المقرر إلى ما يقارب مليونى طالب».
ومنها أن«القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة وعروبتها أمر لا يقبل العبث أو التغير فهى ثابتة من آلاف السنين,أن يكون عام 2018 عاما للقدس».

«قضية القدس ليست ككل القضايا فهى ما فتئت تكبر فى قلوب الناس، برغم كل محاولات طمسها وطمرها وإرسالها بعيدا فى النسيان، هى قضية العاطفة التى لا تقبل بالحلول الوسط سياسيا،وهى قضية الذنب والإثم الذى لاحق ويلاحق كل المتقاعسين، وهى عقدة نقص الإنسان الحديث، الذى مهما تطور وتقدم، ستبقى قضية القدس والحيف الذى يصيبها، شاهدا على سقوطه الأخلاقى وبدائيته وتخلفه».

«المقدسيون هم الحقيقة الديموغرافية على الأرض وهم ورطة العدو هناك، وهم الهوية المتحركة والحية والعصية على الطمس فعلينا أن نحدد مفهوم النصرة والانتصار للقدس، وكل عمل وكلمة وإشارة وضغط وشعار وصرخة ترفع من معنويات الصامدين هناك، مهم وحيوى».

«كل نداء فى مسجد، وترنيمة فى كنيسة، وقصيدة فى محفل، وأغنية فى مسرح، ولوحة فى متحف، وعلامة نصر على ناصية شارع، تعزز روح المقاومة والجلد والمثابرة عند صاحب القضية، مهمة ومفصلية وفارقة». هذه كلها كلمات رائعة لمرزوق الغانم «رئيس مجلس الأمة الكويتى.

كانت هذه بعض الكلمات الهامة التى قيلت فى مؤتمر الأزهر الذى اعتبره الكثيرون أنجح مؤتمراته وأكثرها فاعلية وحضورا دوليا، فالقدس والأزهر موحدان للأمة وجامعان للقلوب، كلاهما محبوب مرغوب مطلوب.

اجتمعت تحت ظلال الأزهر الشريف الوارفة كل الأديان والملل والمذاهب، علماء مسلمون وأحبار يهود معادون للصهيونية والاحتلال، قسس ورهبان من كل الطوائف المسيحية ومن معظم بلاد العالم86 دولة كاملة حضرت المؤتمر بوفود رفيعة المستوى سياسيا ودينيا، رمز الأرثوذكس البابا تواضروس، وممثلو الفاتيكان وكاثوليك الشرق من لبنان وفلسطين والأردن، ممثلون كبار عن البروتستانت من العالم كله، علماء دين من الشيعة، علماء سنة من كل مكان، وزراء وعلماء ورؤساء وزراء سابقون مسيحيون ومسلمون، أمين الجميل مع محمود عباس ونائب رئيس الشيشان مع فؤاد السنيورة ومعهم مرزوق الغانم مع وزير الأوقاف الإندونيسى وآل الشيخ والتويجرى مع عمرو موسى، ومصطفى عثمان السودانى، وآخرين من موريتانيا والسنغال.

العالم كله يمكنك أن تراه مختصرا فى القاعة أفارقة من نيجيريا والسنغال والسودان وموريتانيا مع آسيويين من باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا والشيشان وأمريكا وأوروبا.

فى القاعة شيوخ وعلماء كبار بدء من الإمام الأكبر مرورا بأساتذة جامعة الأزهر فدعاة ووعاظ الأوقاف والأزهر، وحتى طلبة الأزهر من الإعدادى والثانوى.

أعجبنى مظهر عدد من طلبة المعاهد الأزهرية الصغار بزيهم الأزهرى وانضباطهم الجميل وحضورهم فى القاعة الرئيسية التى حضر فيها كبار القوم ,مئات الإعلاميين المحليين والعالمين جاوزوا الــ 800 إعلامى.

بارك الله فى القدس والأزهر، فكلاهما وحّد المختلفين وجمع القلوب والنفوس وأطلقا الألسنة من عقال الحذر والكلمات الدبلوماسية العقيمة التى لا معنى لها، حينما رأوا شيخ الأزهر ينطلق فى حديثه بلا قيد ولا وجل انطلق الجميع، شعرت الصدق فى النفوس والكلمات والتوجه.

جاء المؤتمر بعد سنوات طويلة من آخر مؤتمر للأزهر عن القدس، كادت القضية أن تموت، القدس يمكن أن تكون بوابة لوحدة العرب جميعا، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، حكومات وشعوب، حركات إسلامية وحكومات، مظلة القدس والأزهر جامعة، تظلل القلوب والنفوس والأبدان من هجير الصراعات والأحقاد والتنافس على الحطام.

يوم أن خذلنا الدين والقدس تصارعنا وتشاكسنا واختلفنا وانشغلنا بأنفسنا، وتركنا ثغورنا طوعا لخصومنا وأعدائنا، ويوم ننشغل بقضايانا الكبرى سنترك سفاسف الدنيا والصراع حول كراسيها وحطامها.

صمتت الأمة وسكت الساسة ولكن الأزهر حمل الراية وتقدم، كاد اليأس يدب فى القلوب والظلام الدامس يلف الأمة فأشعل الأزهر شمعة.

د/أحمد الطيب قال بوضوح: المؤتمرات لن تحرر الأقصى ولكنها تذكر به.. إنه حجر ألقاه الأزهر فى ماء الأمة الراكد، بدأ الأزهر بنفسه ليحيى قضية القدس وعلينا جميعا ألا ننسى القدس وفلسطين حتى وإن كان للساسة العرب رأى آخر، فالشعوب الحية تقهر المستحيل وتكاد تصنع المعجزات.

 

 

نقلا  عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزهر والقدس حجر فى مياه الأمة الراكدة الأزهر والقدس حجر فى مياه الأمة الراكدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon