توقيت القاهرة المحلي 09:58:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة

  مصر اليوم -

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة

بقلم: د. ناجح إبراهيم

الاختلاف والتعدد من سنن الله فى خلقه وعلينا أن ننظر إليهما نظرة حضارية ترتكز على التسامح والإفادة وعمران الكون. نحتاج لجهود حثيثة لتنزيل الأحكام الشرعية على واقعنا بمعطياته تنزيلاً يليق بقدسية الأحكام دون إفراط يدفع إلى التشدد الذى يقود للتطرف والإرهاب أو تفريط يؤدى إلى الاستهانة بالدين. التسامح الفقهى لن يتحقق إلا إذا وجد سلاماً نفسياً وتسامحاً داخلياً يعززه. ينبغى علينا نبذ التعصب المقيت والتقليد الأعمى حال التعامل مع القضايا الفقهية القديمة منها والحديثة ومراعاة الدرس المقاصدى فى الاجتهاد وصناعة الفتوى «هكذا جاءت كلمات الإمام/الطيب فى النسخة الخامسة من المؤتمر العالمى لدور الإفتاء والتى تليت نيابة عنه. وعاب فيها على طائفتين إحداهما «جماعات التشدد والعنف التى أوقدت نار الفتن والاحتراب بين المسلمين بآرائها الشاذة، والثانية التى بحثت عن كل رأى ساقط أو فكرة شاذة ملقاة على قوارع الطرق فقدمتها للناس على أنها من الدين وهو منها براء». أما قائد العرس الفقهى د/شوقى علام المتواضع الودود فقد نوه إلى القواعد الذهبية التى صاغها الأئمة الأعلام لرسم المعالم الحضارية للاختلاف الفقهى، التى نأت به عن الجمود والجحود والفتنة وسلكت به مسالك المرونة والسعة واليسر ومنها «لا إنكار فى المختلف فيه»، «الخروج من الخلاف مستحب» وغيرهما.وذكر الحاضرين بعبقرية الإمام مالك الذى رفض عرض الرشيد المغرى بحمل الناس على مذهبه وأردف قائلاً «ما زالت أمتنا ترث هذا الرقى الحضارى حتى ظهر الخوارج فحولوا الفروع الفقهية أصولاً عقدية كفروا بها من خالفهم، فتحول التفكير إلى تكفير، لا يعترف إلا بذاته، ولا يعتقد إلا فى نجاته وتطور التكفير إلى تفجير فسفكت الدماء الحرام، وانتشرت الفتن»، ثم ختم ختاماً رائعاً «ها هى أمة الإسلام اليوم تصغى إليكم إصغاءها إلى ما يقوله الإمام أحمد بن حنبل فى فتنة خلق القرآن». أما أروع الكلمات فقالها الشيخ الهميم رئيس الوقف السنى العراقى «قراءة الكلمات فى مصر لها مذاق مختلف، ففى الزمن الاستثنائى لا بد من ابتكار كلمات استثنائية، نحتاج لعزف منفرد على ضفاف القلب، وثورة معرفية بحجم زلزال ينقلنا من الفوضى والحرب إلى السلام»، وأردف «لا يتحقق أى منجز حضارى إلا بالثنائيات سالب وموجب، ذكر وأنثى، خير وشر، والإشكالية ليست فى التعددية لأنها حاكمة للمجتمع والتاريخ ولكن الإشكالية فى إدارة التعدد والتنوع». أما مفتى الأردن د/الخلايلة فهتف غاضباً «متى كان فى فقهنا أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيداً»، وقال «ليست فوضى الفتاوى إنها فوضى أخلاقية وصراع تيارات أعمت العقول عن إدراك أدب الاختلاف». ولخص القضية الحبيب الجفرى «لب الإشكال هو نفوس أعيت أصحابها ونحن جميعاً سنسأل أمام الله عن صياغة ما نقدمه لهذا الجيل». وأبرز ما صدره المؤتمر هو «وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى » وأوكل مهمة إلقائها لمفتى فلسطين الشيخ محمد حسن تكريماً له ولفلسطين الجريحة ومن أهم بنودها:

تعترف الوثيقة بالمذاهب المعتبرة فهى مدارس علمية لها مراجعها وأصولها ولا ضير من تبنى أحدها أو التخير منها فقهاً وإفتاءً. الاختلاف سنة الله فى خلقه وهو باب للتنوع الثقافى والدينى والمعرفى يحترم ويستثمر لتطوير الاجتماع الإنسانى. نبذ التعصب المذهبى المهدد للمجتمعات الإنسانية والدول. جعل التجربة المذهبية معيناً للإفادة وعوناً للتقدم القانونى والاجتماعى والأخلاقى. مواجهة استغلال الاختلاف الفقهى لنشر الكراهية. للاختلاف أخلاقيات ينبغى التزامها ولإدارته إجراءات ومعارف يجب اتباعها. مراعاة المقاصد وترتيب الأولويات والموازنات هى الميزان الأكبر لضبط إدارة الاختلاف. ترفض الوثيقة المحاولات الاحتكارية للإسلام لأنه دين إلهى جامع للمذاهب المعتمدة وليس حكراً على مذهب دون آخر. رفض الولاء لجماعة أو تنظيم دينى على حساب الاستقرار الوطنى. طريق التعصب والكراهية يضاد مقاصد الشريعة الإسلامية. تنكر الوثيقة على من ينكرون المذاهب أو يريدون إلغاءها أو إقصاءها.

أما أعظم إنتاج علمى للمؤتمر فكان «المؤشر العالمى للفتوى» مؤشر الإسلاموفوبيا، وأعدهما الباحثان الواعدان طارق أبوهشيمة ود/محمد كمال، فلهما حديث آخر، تحية للأزهر والإفتاء ولكل علماء الإسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon