توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة

  مصر اليوم -

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة

بقلم: د. ناجح إبراهيم

الاختلاف والتعدد من سنن الله فى خلقه وعلينا أن ننظر إليهما نظرة حضارية ترتكز على التسامح والإفادة وعمران الكون. نحتاج لجهود حثيثة لتنزيل الأحكام الشرعية على واقعنا بمعطياته تنزيلاً يليق بقدسية الأحكام دون إفراط يدفع إلى التشدد الذى يقود للتطرف والإرهاب أو تفريط يؤدى إلى الاستهانة بالدين. التسامح الفقهى لن يتحقق إلا إذا وجد سلاماً نفسياً وتسامحاً داخلياً يعززه. ينبغى علينا نبذ التعصب المقيت والتقليد الأعمى حال التعامل مع القضايا الفقهية القديمة منها والحديثة ومراعاة الدرس المقاصدى فى الاجتهاد وصناعة الفتوى «هكذا جاءت كلمات الإمام/الطيب فى النسخة الخامسة من المؤتمر العالمى لدور الإفتاء والتى تليت نيابة عنه. وعاب فيها على طائفتين إحداهما «جماعات التشدد والعنف التى أوقدت نار الفتن والاحتراب بين المسلمين بآرائها الشاذة، والثانية التى بحثت عن كل رأى ساقط أو فكرة شاذة ملقاة على قوارع الطرق فقدمتها للناس على أنها من الدين وهو منها براء». أما قائد العرس الفقهى د/شوقى علام المتواضع الودود فقد نوه إلى القواعد الذهبية التى صاغها الأئمة الأعلام لرسم المعالم الحضارية للاختلاف الفقهى، التى نأت به عن الجمود والجحود والفتنة وسلكت به مسالك المرونة والسعة واليسر ومنها «لا إنكار فى المختلف فيه»، «الخروج من الخلاف مستحب» وغيرهما.وذكر الحاضرين بعبقرية الإمام مالك الذى رفض عرض الرشيد المغرى بحمل الناس على مذهبه وأردف قائلاً «ما زالت أمتنا ترث هذا الرقى الحضارى حتى ظهر الخوارج فحولوا الفروع الفقهية أصولاً عقدية كفروا بها من خالفهم، فتحول التفكير إلى تكفير، لا يعترف إلا بذاته، ولا يعتقد إلا فى نجاته وتطور التكفير إلى تفجير فسفكت الدماء الحرام، وانتشرت الفتن»، ثم ختم ختاماً رائعاً «ها هى أمة الإسلام اليوم تصغى إليكم إصغاءها إلى ما يقوله الإمام أحمد بن حنبل فى فتنة خلق القرآن». أما أروع الكلمات فقالها الشيخ الهميم رئيس الوقف السنى العراقى «قراءة الكلمات فى مصر لها مذاق مختلف، ففى الزمن الاستثنائى لا بد من ابتكار كلمات استثنائية، نحتاج لعزف منفرد على ضفاف القلب، وثورة معرفية بحجم زلزال ينقلنا من الفوضى والحرب إلى السلام»، وأردف «لا يتحقق أى منجز حضارى إلا بالثنائيات سالب وموجب، ذكر وأنثى، خير وشر، والإشكالية ليست فى التعددية لأنها حاكمة للمجتمع والتاريخ ولكن الإشكالية فى إدارة التعدد والتنوع». أما مفتى الأردن د/الخلايلة فهتف غاضباً «متى كان فى فقهنا أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيداً»، وقال «ليست فوضى الفتاوى إنها فوضى أخلاقية وصراع تيارات أعمت العقول عن إدراك أدب الاختلاف». ولخص القضية الحبيب الجفرى «لب الإشكال هو نفوس أعيت أصحابها ونحن جميعاً سنسأل أمام الله عن صياغة ما نقدمه لهذا الجيل». وأبرز ما صدره المؤتمر هو «وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى » وأوكل مهمة إلقائها لمفتى فلسطين الشيخ محمد حسن تكريماً له ولفلسطين الجريحة ومن أهم بنودها:

تعترف الوثيقة بالمذاهب المعتبرة فهى مدارس علمية لها مراجعها وأصولها ولا ضير من تبنى أحدها أو التخير منها فقهاً وإفتاءً. الاختلاف سنة الله فى خلقه وهو باب للتنوع الثقافى والدينى والمعرفى يحترم ويستثمر لتطوير الاجتماع الإنسانى. نبذ التعصب المذهبى المهدد للمجتمعات الإنسانية والدول. جعل التجربة المذهبية معيناً للإفادة وعوناً للتقدم القانونى والاجتماعى والأخلاقى. مواجهة استغلال الاختلاف الفقهى لنشر الكراهية. للاختلاف أخلاقيات ينبغى التزامها ولإدارته إجراءات ومعارف يجب اتباعها. مراعاة المقاصد وترتيب الأولويات والموازنات هى الميزان الأكبر لضبط إدارة الاختلاف. ترفض الوثيقة المحاولات الاحتكارية للإسلام لأنه دين إلهى جامع للمذاهب المعتمدة وليس حكراً على مذهب دون آخر. رفض الولاء لجماعة أو تنظيم دينى على حساب الاستقرار الوطنى. طريق التعصب والكراهية يضاد مقاصد الشريعة الإسلامية. تنكر الوثيقة على من ينكرون المذاهب أو يريدون إلغاءها أو إقصاءها.

أما أعظم إنتاج علمى للمؤتمر فكان «المؤشر العالمى للفتوى» مؤشر الإسلاموفوبيا، وأعدهما الباحثان الواعدان طارق أبوهشيمة ود/محمد كمال، فلهما حديث آخر، تحية للأزهر والإفتاء ولكل علماء الإسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة تألق الإفتاء فى نسختها الخامسة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon