توقيت القاهرة المحلي 20:05:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزراء الخارجية.. رؤية من قريب

  مصر اليوم -

وزراء الخارجية رؤية من قريب

بقلم: د. ناجح إبراهيم

- وزارة الخارجية المصرية لها تاريخ عريق فى العمل الدبلوماسى والسياسى فى كل عصور مصر، وهى من أدق وأضبط الوزارات السيادية، وأكثرنا لا يعرف شيئاً عن الوزراء الذين قادوا الوزارة، خاصة فى عصور ناصر والسادات ومبارك، ولعلى أسوق تعريفاً وتحليلاً مختصراً لهم مستعيناً برؤية بعض الذين عملوا معهم وساقوها فى مذكراتهم.

- أولاً: محمود رياض: أول وزير خارجية من أصول عسكرية فى تاريخ مصر، والثانى هو كمال حسن على، كان زميلاً لعبدالناصر وشارك فى حرب فلسطين، ومنذ ذلك الوقت صارت قضية فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى همه الأكبر.

- كان عضواً فى الوفود المصرية التى ذهبت للدول العربية لإثنائها عن الدخول فى حلف بغداد، كان يرى أن إسرائيل تشكل خطراً على مصر وأننا يجب أن نهتم بفلسطين ليس من باب التضامن العربى فقط ولكن من باب الأمن القومى المصرى، كان مؤمناً بالقومية العربية بعكس د. محمود فوزى الذى كان معجباً بناصر دون أن يؤمن بالقومية العربية، أثرت عليه هزيمة 67 تأثيراً كاسحاً فلم يتخيل حدوثها، وكان مؤمناً بأن إسرائيل لن تخرج من سيناء إلا بقوة السلاح.

- كان رياض هو المعبر بحق عن سياسة عبدالناصر الخارجية وكان أفضل من نفذها.

- كان لا يثق فى كيسنجر ولا يثق فى دبلوماسية السادات.

- بعد خروجه من الخارجية عمل كأمين عام للجامعة العربية، استقال من منصبه كأمين عام للجامعة العربية بعد قرار نقلها من القاهرة وتعليق عضوية مصر رغم إصرار الدول العربية على استمراره فى منصبه، ولكنه قال لهم «أنا مصرى قبل أن أكون أميناً عاماً للجامعة العربية فكيف أقبل الاستمرار بعد تعليق عضوية مصر ونقل الجامعة منها».

- كان يؤمن بأن التركيبة البنيوية لإسرائيل تركيبة توسعية بطبيعتها وأنه لن يهدأ بال لإسرائيل حتى تتوسع فى الأراضى العربية.

- ثانياً: د. محمد حسن الزيات: خلف مراد غالب فى الخارجية، والذى لم يكمل العام فيها، ففى عهد غالب تحولت ملفات الصراع العربى الإسرائيلى إلى مستشار الأمن القومى وقتها حافظ إسماعيل.

- كانت مصر فى عهد غالب فى محنة كبيرة فى مرحلة اللاحرب واللا سلم، وجاء الزيات الذى أدرك نصر أكتوبر فى بدايته وأقيل بعد الحرب، وهكذا لم يستطع أن يجنى ثمار النصر التى انعكست على الخارجية المصرية بالقوة والتألق.

- نصر أكتوبر انعكس على الخارجية فاختار السادات إسماعيل فهمى وزيراً بديلاً عن الزيات، وكانت هذه طريقة السادات، فقد أعطى نصر أكتوبر أهم شرعية لحكم السادات.

- كان الزيات وزير الخارجية المصرى توليفة غير تقليدية فلم يكن من أبناء الخارجية مثل محمود فوزى أو إسماعيل فهمى ولم يكن من خلفية عسكرية مثل محمود رياض ولكنه كان أستاذاً للأدب الشرقى تعلم فى بريطانيا.

- أضر بالزيات أنه ظل فى نيويورك فترة الحرب، بينما عبدالحليم خدام ذهب إلى دمشق قائلاً للزيات: أريد أن أبقى بجوار الرئيس فبقى خدام، وأقيل الزيات، فمسرح الدبلوماسية فى وقت الحرب يكون فى الوطن وبجوار الرئيس وليس فى الأمم المتحدة، وكانت وفاة صهر الزيات د. طه حسين هى التى هيأت للزيات المغادرة الكريمة لنيويورك للوصول للقاهرة فى طائرة خاصة دون جرح مشاعره بالإقالة من المنصب، ورغم ذلك كان الزيات يشعر بالمرارة من طريقة خروجه من الوزارة طوال فترة حياته كلها.

- إسماعيل فهمى: كان دخوله للوزارة غريباً وخروجه منها أغرب، والأغرب من ذلك ارتباط إسماعيل فهمى بصديق عمره محمد رياض، فقد كان الاثنان دائماً معاً وكانا يلقبان «بأولاد فوزى» لأن الدكتور محمود فوزى كان يثق بهما ويستعين بهما فى عملهم فى بعثة مصر للأمم المتحدة.

- كان رياض يصغر إسماعيل بعام فقط، وكانا وزيرين معاً وخرجا من الوزارة معاً، وكلاهما فى كامل لياقته استقال إسماعيل فهمى من وزارة الخارجية احتجاجاً على رحلة السادات للقدس وطلب من رياض مقابلة حسنى مبارك نائب الرئيس لتكليفه بالوزارة، فقد كان وزير دولة للشئون الخارجية، فسأل مبارك عن مغزى الرحلة فتضايق وأنهى المقابلة، فلا أدرك منصبه السابق ولا اللاحق، ولحق بصديق عمره إلى المعاش، حتى قيل وقتها فى الصحف الأجنبية إن معارضة رحلة السادات للقدس تأتى من داخل النظام، خاصة وزارة الخارجية فى سابقة فريدة لاستقالة وإقالة وزيرين مرة واحدة.

- كان إسماعيل فهمى دائب العمل فى السياسة الخارجية وليست له هوايات أخرى مثل د. محمود فوزى الذى كان يعشق العمل اليدوى.

- وكان فهمى مشهوراً بالتوقعات الصائبة فقد تنبأ بما حدث فى 5 يونيو 1967.

- وللحديث بقية إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزراء الخارجية رؤية من قريب وزراء الخارجية رؤية من قريب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon