توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزراء الخارجية.. رؤية من قريب

  مصر اليوم -

وزراء الخارجية رؤية من قريب

بقلم: د. ناجح إبراهيم

- وزارة الخارجية المصرية لها تاريخ عريق فى العمل الدبلوماسى والسياسى فى كل عصور مصر، وهى من أدق وأضبط الوزارات السيادية، وأكثرنا لا يعرف شيئاً عن الوزراء الذين قادوا الوزارة، خاصة فى عصور ناصر والسادات ومبارك، ولعلى أسوق تعريفاً وتحليلاً مختصراً لهم مستعيناً برؤية بعض الذين عملوا معهم وساقوها فى مذكراتهم.

- أولاً: محمود رياض: أول وزير خارجية من أصول عسكرية فى تاريخ مصر، والثانى هو كمال حسن على، كان زميلاً لعبدالناصر وشارك فى حرب فلسطين، ومنذ ذلك الوقت صارت قضية فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى همه الأكبر.

- كان عضواً فى الوفود المصرية التى ذهبت للدول العربية لإثنائها عن الدخول فى حلف بغداد، كان يرى أن إسرائيل تشكل خطراً على مصر وأننا يجب أن نهتم بفلسطين ليس من باب التضامن العربى فقط ولكن من باب الأمن القومى المصرى، كان مؤمناً بالقومية العربية بعكس د. محمود فوزى الذى كان معجباً بناصر دون أن يؤمن بالقومية العربية، أثرت عليه هزيمة 67 تأثيراً كاسحاً فلم يتخيل حدوثها، وكان مؤمناً بأن إسرائيل لن تخرج من سيناء إلا بقوة السلاح.

- كان رياض هو المعبر بحق عن سياسة عبدالناصر الخارجية وكان أفضل من نفذها.

- كان لا يثق فى كيسنجر ولا يثق فى دبلوماسية السادات.

- بعد خروجه من الخارجية عمل كأمين عام للجامعة العربية، استقال من منصبه كأمين عام للجامعة العربية بعد قرار نقلها من القاهرة وتعليق عضوية مصر رغم إصرار الدول العربية على استمراره فى منصبه، ولكنه قال لهم «أنا مصرى قبل أن أكون أميناً عاماً للجامعة العربية فكيف أقبل الاستمرار بعد تعليق عضوية مصر ونقل الجامعة منها».

- كان يؤمن بأن التركيبة البنيوية لإسرائيل تركيبة توسعية بطبيعتها وأنه لن يهدأ بال لإسرائيل حتى تتوسع فى الأراضى العربية.

- ثانياً: د. محمد حسن الزيات: خلف مراد غالب فى الخارجية، والذى لم يكمل العام فيها، ففى عهد غالب تحولت ملفات الصراع العربى الإسرائيلى إلى مستشار الأمن القومى وقتها حافظ إسماعيل.

- كانت مصر فى عهد غالب فى محنة كبيرة فى مرحلة اللاحرب واللا سلم، وجاء الزيات الذى أدرك نصر أكتوبر فى بدايته وأقيل بعد الحرب، وهكذا لم يستطع أن يجنى ثمار النصر التى انعكست على الخارجية المصرية بالقوة والتألق.

- نصر أكتوبر انعكس على الخارجية فاختار السادات إسماعيل فهمى وزيراً بديلاً عن الزيات، وكانت هذه طريقة السادات، فقد أعطى نصر أكتوبر أهم شرعية لحكم السادات.

- كان الزيات وزير الخارجية المصرى توليفة غير تقليدية فلم يكن من أبناء الخارجية مثل محمود فوزى أو إسماعيل فهمى ولم يكن من خلفية عسكرية مثل محمود رياض ولكنه كان أستاذاً للأدب الشرقى تعلم فى بريطانيا.

- أضر بالزيات أنه ظل فى نيويورك فترة الحرب، بينما عبدالحليم خدام ذهب إلى دمشق قائلاً للزيات: أريد أن أبقى بجوار الرئيس فبقى خدام، وأقيل الزيات، فمسرح الدبلوماسية فى وقت الحرب يكون فى الوطن وبجوار الرئيس وليس فى الأمم المتحدة، وكانت وفاة صهر الزيات د. طه حسين هى التى هيأت للزيات المغادرة الكريمة لنيويورك للوصول للقاهرة فى طائرة خاصة دون جرح مشاعره بالإقالة من المنصب، ورغم ذلك كان الزيات يشعر بالمرارة من طريقة خروجه من الوزارة طوال فترة حياته كلها.

- إسماعيل فهمى: كان دخوله للوزارة غريباً وخروجه منها أغرب، والأغرب من ذلك ارتباط إسماعيل فهمى بصديق عمره محمد رياض، فقد كان الاثنان دائماً معاً وكانا يلقبان «بأولاد فوزى» لأن الدكتور محمود فوزى كان يثق بهما ويستعين بهما فى عملهم فى بعثة مصر للأمم المتحدة.

- كان رياض يصغر إسماعيل بعام فقط، وكانا وزيرين معاً وخرجا من الوزارة معاً، وكلاهما فى كامل لياقته استقال إسماعيل فهمى من وزارة الخارجية احتجاجاً على رحلة السادات للقدس وطلب من رياض مقابلة حسنى مبارك نائب الرئيس لتكليفه بالوزارة، فقد كان وزير دولة للشئون الخارجية، فسأل مبارك عن مغزى الرحلة فتضايق وأنهى المقابلة، فلا أدرك منصبه السابق ولا اللاحق، ولحق بصديق عمره إلى المعاش، حتى قيل وقتها فى الصحف الأجنبية إن معارضة رحلة السادات للقدس تأتى من داخل النظام، خاصة وزارة الخارجية فى سابقة فريدة لاستقالة وإقالة وزيرين مرة واحدة.

- كان إسماعيل فهمى دائب العمل فى السياسة الخارجية وليست له هوايات أخرى مثل د. محمود فوزى الذى كان يعشق العمل اليدوى.

- وكان فهمى مشهوراً بالتوقعات الصائبة فقد تنبأ بما حدث فى 5 يونيو 1967.

- وللحديث بقية إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزراء الخارجية رؤية من قريب وزراء الخارجية رؤية من قريب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon