توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السرية.. الآفة الكبرى للحركات الإسلامية

  مصر اليوم -

السرية الآفة الكبرى للحركات الإسلامية

بقلم: د. ناجح إبراهيم

أكبر الآفات التى أصابت أكثر الحركات الإسلامية هى السرية، وأهم مخاطرها موجزة فيما يلى:

أولاً: الإسلام دين البساطة والوضوح والعلانية «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»، «تركتكم على المحجة البيضاء».. والسرية تناقض ذلك، وهى تعنى الخلل والريبة فى الحياة الاجتماعية والسياسية، فالإسلام اشترط حتى فى الزواج العلنية، وجعلها تفرق بين الزواج والسفاح، كما جعلها تفرق بين الحلال والحرام.. «وكرهت أن يطلع عليه الناس».

ثانياً: عدم العلانية يناقض أصلاً من أصول الإسلام الهامة فى دعوته ومسيرته، وهو علانية الدعوة ووضوحها وشفافيتها، والإسلام جاء بالجدال بالتى هى أحسن وتدافع الأفكار، وهذا هو الذى يعطى قوة للإسلام.

ثالثاً: السرية هى الداء الأكبر الذى أصاب مسيرة الحركات الإسلامية، لأنها البداية الحقيقية لتكوين الأجنحة السرية والعسكرية التى تنتهج العنف والتفجيرات والاغتيالات التى تتسبب فى إراقة الدماء ووقف عجلة التنمية وحشر الآلاف إلى السجون أو القبور.

رابعاً: كل التنظيمات السرية فشلت فشلاً ذريعاً وسلمت آلاف الشباب إلى السجون لمجرد تواصل حلقات المعرفة حتى دون المشاركة فى شىء، وذلك بتهمة «الاشتراك الجنائى» أو «الانتماء للتنظيم» حتى لو حضر جلسة روحية أو فكرية واحدة معهم.

خامساً: العمل بمبدأ السرية يجعل الإنسان يتعود العمل فى الظلام، ولا يستطيع بعد ذلك العيش فى النور، فيدمن العمل السرى، ويكتم أبسط وأتفه الأشياء عن الآخرين حتى لو كانوا أقرب الناس إليه.

سادساً: مسلك الأنبياء جميعاً العلانية والوضوح والصبر الجميل والحلم والعفو، وتحمُّل المصاعب والمتاعب التى تنجم من ذلك، فلا تبرر السرية الاستبداد ولا الظلم والقهر، فقد تحمّل الأنبياء ذلك فى صبر وأناة.

سابعاً: السرية هى سحب للقواعد الفقهية المستقرة من مجالها الشرعى إلى المجال الحركى، وذلك أضرّ الفقه الإسلامى من جهة، وأضرّ الحركات الإسلامية كذلك.

ثامناً: السرية تجعل الشاب المتدين يُخفى عن أبيه وأمه وأهله أبسط الأشياء رغم أنهم أحق الناس وأولاهم به، وتجعله يتعامل معهم بروح الكذب أو التقية، ويتعود الكذب، ويعمل بنفسية الهارب المطارد المتوجس خيفة حتى من أقرب الناس إليه، ويشعر أنه وضع نفسه دون مبرر فى مواضع الريب، كما أنها تبدد طاقات الإنسان الحقيقية.

تاسعاً: عالم اليوم من السموات المفتوحة والإنترنت والفيس لا يقبل السرية، ويهدم أساسها ويحطم فكرتها، فلا حرج على أحد يريد نشر دعوته عبرها ما دامت دعوة سلمية صحيحة، فالسرية تجاوزها الزمن.

عاشراً: معظم التنظيمات السرية يُقبض عليها سريعاً عكس ما يتصور الناس، وبمراجعة تاريخها تجد أنها يُقبض عليها قدراً مثل «السيارة الجيب فى الأربعينات» و«تنظيم 65» الذى أنشأه سيد قطب و«طلائع الفتح» فى التسعينات، وغيرها، وكما عبّر أحد الضباط: «نحن نتكعبل فى التنظيم دون أن نريده بعينه»، فالسرية تحمل فى داخلها بذور فنائها.

حادى عشر: السرية تولد داءً من أخطر الأدواء فى الدعوة الإسلامية وهو أن التنظيم أهم من الإسلام «لا شعورياً» وتجعل الشخص لا شعورياً يتدرج فى الدوران حول التنظيم قبل الإسلام والدين.

ثانى عشر: السرية هى قرينة التقية، وهى لا توجد فى مذهب السنّة وتوجد عند الشيعة فحسب، وإدخالها إلى مذهب السنّة عن طريق السنّة أضر بالسنّة.

ثالث عشر: السرية قرينة لتضخم الذات، وتضخم العيوب دون إصلاح أو تصويب، لأنها تفتقر إلى المناقشة العلنية، والمراجعة والتصويب، ولذلك تتضخم الأخطاء وتكبر سريعاً، بعكس العلانية، حيث يتم تصحيح الأخطاء أولاً بأول ومناقشتها بين الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السرية الآفة الكبرى للحركات الإسلامية السرية الآفة الكبرى للحركات الإسلامية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon