توقيت القاهرة المحلي 05:05:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام على أزمة قطر.. لا تنتظروا الحل

  مصر اليوم -

عام على أزمة قطر لا تنتظروا الحل

بقلم : جويس كرم

 تدخل أزمة قطر خلال أيام عامها الثاني في ظل تحجر وتصلب أكبر في المواقف من جميع اللاعبين، لدرجة بات الوسطاء في الأزمة أكثر تشاؤما حول وساطتهم من المراقبين لها؛ ولا يتوقع الوسطاء تنازلا أو حلا قريبا.

الأزمة التي بدأت في 5 حزيران/يونيو الفائت لم تكن منذ بدايتها سحابة عابرة. فالمطالب المطروحة، وعمق وتشعب الخلافات المتراكمة منذ 2014 بين الدوحة من جهة والرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة من جهة أخرى، تعطي انطباعا أننا أمام شرخ عميق وإعادة تموضع إقليمية جدية أكبر من حملات التسريبات والعلاقات العامة التي تتراقص على محيط الأزمة.

    لم يطرأ أي تغيير جذري في القضايا الخلافية ولجهة طلبات الرباعية من قطر

حاول الجانب الكويتي وبعده الفرنسي والأميركي وحتى الألماني والروسي التوسط في الأزمة، من دون إحداث أي اختراق يذكر. الإصرار الخليجي يبقى على حل من داخل الخليج، أي الوساطة الكويتية؛ إنما لا الظروف ولا البيئة الإقليمية ناضجة لحل كهذا اليوم، وهذه هي الأسباب:

أولا، لا تستعجل دول الرباعية الحل على حساب التغير في تصرف قطر. هذا الكلام نقله كبار مسؤولي هذه الدول للوفود المختلفة وبوضوح وصل إلى مستوى القول إن "القيادة القطرية تدرك ما المطلوب وحين يتسنى لها تنفيذ ذلك فمرحب بها في الرياض للمصالحة". غير ذلك لا يكفي لإعادة المياه إلى مجاريها، وآلية 2013 التي أوصلت إلى اتفاق الرياض فقدت صلاحيتها مع فشل الاتفاق ولغياب الضمانات التطبيقية عنه.

ثانيا، ليس هناك ضغوط دولية فعلية للوصول إلى حل. وكل ما يتم تناقله إعلاميا عن ضغط من هذه العاصمة أو تلك هو كلام للاستهلاك الإعلامي، لا أكثر ولا أقل. فلا إدارة دونالد ترامب ضغطت حديثا وهي تتأقلم مع الأزمة، ولا وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو منهمك في هذا الملف. ففي نيسان/أبريل كان المطلب الأميركي اتخاذ خطوات صغيرة مثل فتح المعابر الجوية أو فك المقاطعة المصرفية، إنما حتى تلك قوبلت بالرفض. ولم تمارس الإدارة ضغوطا فعلية بعد ذلك، وهي لا تملك اليوم الأوراق الكافية لتغيير المعادلة وتحتاج لتعاون جميع هذه الدول في أولويات أهم واستراتيجية أكبر من أزمة قطر مثل التعامل مع إيران وحماية مصالح واشنطن الإقليمية.

ثالثا، وهو الأهم، لم يطرأ أي تغيير جذري في القضايا الخلافية ولجهة طلبات الرباعية من قطر. فرغم أن الدعم المالي شح لمجموعات في مصر وليبيا مثلا، إلا أن السبب اقتصادي وليس مرده قرار سياسي في قطر بتغيير توجهها واستراتيجيتها الإقليمية المبنية على دعم حركات إسلامية الميول وبناء نفوذ من خلال فتح قنوات اتصال والتوسط في الإفراج عن رهائن مع هكذا مجموعات. وإعلاميا، ما زال التراشق بين الجانبين في أوجه والشائعات والتسريبات تملأ القنوات الفضائية بما لا يوحي بحل قريب.

    ليس هناك ضغوط دولية فعلية للوصول إلى حل بعكس ما يتم تناقله

رابعا، تأقلمت الأطراف المتنازعة مع الأزمة. فها هي قطر تستورد الأبقار من أستراليا والولايات المتحدة وتزايد بمقاطعة البضائع السعودية والإماراتية، وتطلب مساعدة تركيا في حماية أمنها. أما الدول الرباعية فلم تواجه عبئا اقتصاديا بسبب الأزمة وهي تمضي بتنويع اقتصاداتها ومد جسور إقليمية أخرى. وهذا يعني أن الأزمة مرجحة لأن تطول من أن يكون حلها قريبا.

 خامسا، وإذا أردنا مداعبة نظريات المؤامرة نرى أن الأزمة أفادت كبار شركات العلاقات العامة وعددا من مراكز الأبحاث في الغرب. فملايين الدولارات يتم صرفها، خصوصا من قبل الدوحة، في عواصم غربية لاستمالة "محللين سياسيين" وتسويق وجهة نظر الحكومة المعنية. هذه الأموال أسست مراكز أبحاث جديدة ووظفت "باحثين" همهم الأول الدفاع عن مموليهم.

لهذه الأسباب وغيرها من تجاذب إقليمي وسياسات المحاور لا يمكن إلا استبعاد الحل القريب لأزمة قطر، والتي ستستمر على الأقل هذا الصيف بعد عام من المزايدات والوساطات الضائعة.

نقلًا عن " الحرة" شبكة تلفزيون الشرق الأوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام على أزمة قطر لا تنتظروا الحل عام على أزمة قطر لا تنتظروا الحل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon