توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة الحديدة: هل تقود إلى حل سياسي؟

  مصر اليوم -

معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي

بقلم : جويس كرم

ترسم معركة الحديدة التي بدأت منذ ساعات في اليمن، بغض النظر عن اسم الرابح أو الخاسر فيها، أهم منعطفات الحرب التي بدأت عام 2015، وسيكون لنتائجها وتطوراتها الميدانية أثر مباشر على الحل السياسي ومستقبل الحوثيين عسكريا وسياسيا في اليمن.

أهمية معركة الحديدة، التي استمهلها التحالف بقيادة السعودية أكثر من عام، هي بموقع المدينة الجغرافي واستضافتها لثاني أكبر مرفأ في اليمن وامتدادها على خط ساحلي طوله 300 كيلومتر وما تعنيه اقتصاديا وسياسيا للحوثيين الذين سيطروا عليها منذ ثلاثة أعوام. فتموضعها كنقطة بحرية على البحر الأحمر، ليس بعيدا عن باب المندب، جعل منها لعقود المدخل الأساسي للغذاء وحاجات اليمن، واستراتيجيا تفتح خطا مباشرا إلى صنعاء، وهي شريان حيوي لباقي المحافظات الشمالية والوسطى في البلاد.

نجاح التحالف والقوات اليمنية في استعادة الحديدة خلال أسابيع قد يفتح أفق المفاوضات السياسية مع الحوثيين
منذ سيطرة الحوثيين على الحديدة استخدموا المرفأ ومسالك المدينة كمصدر تمويل وتسليح واتجار بالمساعدات الإنسانية. فشحنات الأسلحة والذخيرة الإيرانية تصل الحوثيين من مرفأ بندر عباس الإيراني، إما مباشرة أو بتفريغها في مراكب أصغر في موانئ الصومال وتوجيهها إلى الحديدة. كما تحول الاتجار بالمساعدات إلى قناة تمويل مفتوحة للحوثيين، درت عليهم في السنوات الفائتة ملايين الدولارات. استخدم الحوثيون أيضا الميناء لاستهداف حركة الملاحة، وجاء استهدافهم لسفن سعودية هذا العام والعام الماضي عبر استخدام أجهزة تجسس إيرانية الصنع، بحسب البحرية الأميركية، ليزيد من الأهمية الاستراتيجية للحديدة.

هذه الأسباب، ومع فشل الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث في فرض حل سياسي عبر انسحاب الحوثيين ووضع الميناء تحت المراقبة الدولية، لم تعد معركة الحديدة مجرد خيار أمام التحالف والقوات اليمنية التي يدعمها، بل باتت ضرورة كانت تنتظر حسم التوقيت والتحضيرات. فإدارة دونالد ترامب كانت مستعدة لدعم المعركة العام الفائت رغم تحفظات وزير الدفاع جيمس ماتيس، وهي اليوم تدعم، ولو من مسافة بسبب ضغوط من الكونغرس، حلفاءها لوجيستيا وميدانيا. وانعكس هذا الدعم أيضا في بيان وزير الخارجية مايك بومبيو وتركيزه على إبقاء الممرات الإنسانية مفتوحة وليس تحديدا وقف مسار المعركة.

يتوقع المحللون العسكريون أن تستمر معركة الحديدة لأسابيع وخياراتها اليوم تعتمد على دفاع الحوثيين. فخوضهم حرب استنزاف في المدينة سيطيل أمد القتال، فيما انسحابهم باتجاه صنعاء وحدهم من الخسائر سيقصر مداها. لا يساعد الحوثيون المد القتالي المدعوم من التحالف ولا غياب دعم السكان المحليين لهم داخل المدينة بسبب أسلوبهم الأهوج في التعامل مع المساعدات وعمليات الخطف والتسلط التي شهدتها المدينة.

الدخول في معركة طويلة في الحديدة سيعرقل مسار أي مفاوضات سياسية
ميدانيا، مع بدء المواجهات للسيطرة على المطار، سيكون ذلك هو الهدف الأول للهجوم، وقد يليه المرفأ لقطع مصادر الحوثيين من الخارج قبل الانتقال إلى وسط المدينة. وبحسب التقارير الإعلامية تعتمد استراتيجية الهجوم على فصل نقاط سيطرة الحوثيين عن بعضها البعض ما قد يعني ضربات متوازية ضد أكثر من هدف في الوقت نفسه. وستعتمد ضراوة المعركة على رد الحوثيين داخل المدينة؛ فإذا اعتمدوا استراتيجية التمرد بنصب كمائن ومتفجرات سيطول أمد القتال فيما التوصل إلى اتفاق يقصر مدى المعارك.

نجاح التحالف والقوات اليمنية في استعادة الحديدة في معركة تستمر بضعة أسابيع قد يفتح أفق المفاوضات السياسية مع الحوثيين، وفي حال فشل ذلك قد يقود إلى معركة أخرى في صنعاء. أما الدخول في معركة طويلة في الحديدة فسيعرقل مسار أي مفاوضات سياسية، ويغرق اليمن أكثر في تمزق ميليشياوي وكوارث إنسانية يكون الثمن الأكبر فيها على سكان المدينة قبل أي جهة أخرى.

بغض النظر عن السيناريو الذي سيحصل، فإن معركة الحديدة مفصلية في حرب اليمن، والسيطرة على مينائها ومدينتها سيقرر شكل ومستقبل الحل السياسي ومسار الحوثيين في اليمن.

نقلًا عن " الحرة" شبكة تلفزيون الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon