توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من الإسكندر.. لمصر

  مصر اليوم -

رسالة من الإسكندر لمصر

هبة عبدالعزيز

  استقل آلة الزمن.. القائد المقدونى المتوسطى الهوية والهوى، والمقبل من بعيد جداً من حيث الزمان والمكان.. حتى رسا على شواطئ الإسكندرية الماريا التى كان قد أسسها عام 332 ق. م، ثم راح يتجول فى شوارع مدينته العتيقة إلى أن استقر ووقف بمنطقة بحرى، وتحديداً فى القاعدة البحرية برأس التين. أخذ شهيقاً عميقاً ممتلئاً برائحة اليود، وقد رأيت فى عينيه لمعة تنبض بفرحة غامرة وشعور بفخر كبير وهو يدندن تلك الأغنية القديمة للمغنى اليونانى «يانس»:

«آه يا إسكندرية.. أيتها السماء النقية.. فى الحب أنت نقية كالماس.. وكلما لاح طيفك على صفحات البحر.. يبقى أبلغ اعتبار أن تقول يا سلام.

كم هى فاتنة فى الخريف..

واحد من مراسينا قائم فى الغرب.. والآخر العتيق فى الشرق.. لدىّ مطار فى الشمال... وفنار عريق فى الجنوب.....».

وبعد مضىّ بعض الوقت حدثنى بنبرات حملت حماس الفرسان قائلاً:

أتدرين يا عاشقة الإسكندرية أننى كنت قد أقمت تلك المدينة على الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط لتصبح الجسر العظيم الذى تعبر منه ثقافة العالم القديم، تلك الثقافة التى كانت مزيجاً رائعاً ما بين الحضارتين المصرية واليونانية القديمة، والتى مكّنت فيما بعد جالية يونانية قبرصية كبيرة العدد أن تعيش وتتعايش فى معظم قرى صعيد مصر ووجهها البحرى، عمل العديد منهم فى محلج القطن القديم، وأداروا محلات البقالة والمقاهى بالحوارى والأزقة، وعملوا فى بوفيهات السكة الحديد.. اندمجوا مع الشعب المصرى فى تآلف نادر وعجيب. واقرئى فى التاريخ يا عزيزتى كيف ناصر اليونانيون حق مصر فى استعادة قناة السويس عندما حل المرشدون اليونانيون والقبارصة محل المرشدين الأجانب آنذاك، واقرئى أيضاً كيف ناصر الزعيم عبدالناصر كفاح الأسقف «مكاريوس» لوحدة واستقلال قبرص، والتى احتل نصفها الآن «أردوغان» بكل أسف.

وقبل أن يعود سلمنى فى لحظات الوداع رسالة شكر وامتنان عميق، كتبها بقلبه، لتنبض بالحب والسلام... يوجهها للقيادة المصرية لمبادرتها بـ«العودة للجذور».

فبدعوة كريمة من وزارة الهجرة، وبتشريف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيريه القبرصى نيكوس أناستاسيادس واليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، ونحو ١٢٠ من أعضاء الجاليتين اليونانية والقبرصية، كان لى شرف حضور مؤتمر «العودة للجذور» الذى انطلقت فعالياته الأسبوع الماضى من مدينة الإسكندرية ذات التاريخ المشترك.

و«إحياء الجذور» مبادرة هى الأولى من نوعها للاحتفال بالجاليات اليونانية والقبرصية التى كانت تعيش فى مصر سابقاً، كان قد أطلقها السيد الرئيس السيسى خلال زيارته قبرص نهاية العام الماضى بهدف عقد لقاء على مدار أسبوع، كرسالة مودة ومحبة من جانب مصر تجاه كل من عاش على أرضها وترك إرثاً إنسانياً، ونظمت المبادرة وزارة الهجرة تحت قيادة سيادة الوزيرة نبيلة مكرم التى تحدثت فى حفل الافتتاح.

وظنى أنها رسالة هامة تعكس روحاً جديدة لمصر تستعيد من خلالها دورها ومكانتها التاريخية، مؤكدة تبنّيها فى سياساتها الخارجية لمبادئها الشريفة فى إرساء قواعد التآخى والتعاون بين الدول بشكل عام، ومما يؤكد بشكل خاص صداقة المصريين مع اليونانيين والقبارصة، تلك الصداقة التى ترجع إلى قرون عديدة قبل الميلاد.

ولعلى أرى أيضاً أن جزءاً كبيراً من أهمية هذه المبادرة يرجع إلى القرار بانطلاقها فى هذا التوقيت الزمنى الصعب الذى تتصارع فيه الدول وتتحارب، وتسيطر فيه على عالمنا اليوم كافة أشكال العنف والإرهاب، وفى ظل التصاعد المستمر لروائح وأدخنة الكراهية الخانقة لكل أشكال الإنسانية، وسط عتمة ضباب المصالح والطموحات غير المشروعة لدول تمتلك القوة والمال باتت مهمتها بكل أسف التحرش بالأمن والسلم العالمى.

وربما كان من المناسب أن أختم بتلك المقولة للإسكندر الأكبر: رجلان يصلحان للحكم: حكيم يملك، أو ملك يلتمس الحكمة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من الإسكندر لمصر رسالة من الإسكندر لمصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon