توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن فى رمضان (2)

  مصر اليوم -

الفن فى رمضان 2

بقلم: هبة عبدالعزيز

وأعلم وتعلمون أن الفن سلاح، وأدرك وتدركون أن السلاح لا يصح أن يكون حرّاً حرية مطلقة، والدعوة إلى حرية الفن وحرية الفنان إنما هى دعوة منقوصة وغير صحيحة؛ ولكى تُصبح صحيحة وَجَبَ استكمالها بالتالى: الفن حر، ومسئول، ومحاسب. والفنان كحامل أى سلاح يمكن أن تُسْحَبَ منه الرخصة فى حالة إساءة الاستعمال.

بتلك السطور السابقة كنت قد ختمت مقالى السابق، واليوم أستكمل معكم ما كنا قد بدأناه... وبنظرة سريعة فيها بعض من التدقيق يتبعه شىء من التأمل لمعظم المعروض على الشاشات من فنون -أو هكذا يطلق عليها فى شهر رمضان الكريم- وما تتضمّنه من مسلسلات أو برامج أو إعلانات تجارية أو خيريّة لجمع التبرعات، أو ما إلى ذلك، نجد ما يسر العدو ولا يزيد الحبيب إلا سخطاً؛ ولنبدأ بِالْكَمِّ؛ حيث نجد الْكَمَّ كبيراً جداً بما يتنافى مع ما نشأنا وتربينا عليه من مبادئ دينية بسيطة، لكنها سامية مُرتبطة بشهر الصوم، يأخذنا هذا الكم الغريب العجيب ليعدو بنا بعيداً جدّاً عن ممارسة طقوس وفضائل كريمة؛ من صلوات، وقيام الليل، وقراءة وتدبّر لآيات كتاب الله عز وجل، والذكر، والدعاء، وتَلَمُّس ليلة القدر التى تنفرد بعطاء خاص، والاستمتاع بالأجواء الروحانية، والشحنات الإيمانية.. إلخ من الأمور التى وجب علينا أن نتبارى فى ممارستها لمساعدتنا على الخروج من الدائرة التى يدور معظمنا فيها من القلق الزائد، والشعور بعدم الرضا فى الحياة، وعدم القدرة على الاستمتاع بها معظم الوقت، والخوف غير المبرر أحياناً من الهزيمة المبكرة أمام ضغوط الحياة اليومية، وربما من أعراض الاكتئاب الذى بات يمثل حالة منتشرة يشكو منها الكثير طوال الوقت. لذا ربما جعل الله شهر رمضان العظيم الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان محطة مهمة تمر عليها قاطرة حياتنا فى كل عام مرة واحدة، وتتوقف بها بعض الوقت، لتمنحنا الفرصة لإعادة شحن رصيدنا بالمزيد من النفحات الإيمانية التى تغذى وجداننا، وتزيدنا قوة وصلابة ببركة الإيمان وممارسة الصوم الذى يدرّبنا على الثبات والصبر وقوة الإرادة والعديد من المكارم الأخرى فتسبح أرواحنا وقلوبنا وعقولنا فى بحر من النور والخير والجمال.

فشهر رمضان الذى يُعَدُّ نظاماً نفسيّاً اجتماعيّاً روحانيّاً تطهيريّاً عالياً بات يُرَوَّجُ له على أنه (موسم) فنى!

حسناً، وإن سَلَّمْنَا واستسلمنا لهذا الواقع؛ فدعونا ننتقل للنقطة التالية بعد الكم؛ ألا وهى الكيف، أو (المضمون)، فماذا تحمل لنا تلك الأعمال الفنية المفروضة علينا، والتى تحاصرنا كل عام فى الشهر الفضيل؟! ومن المفترض أن تكون الإجابة حسب العقل والمنطق، وبعيداً عن الدين، فمن المفترض أن تتضمّن الأعمالُ الفنية المخصَّصة لشهر رمضان ما يغذى فينا ما جُعِلَ الشهر له أساساً، وما كان قد سبق وتحدّثنا عنه فى الأسطر القليلة السابقة، لكن.. هيهات هيهات؛ حيث يركز الفن على تقديم برامج الفضائح، والنميمة، والخوض فى الأعراض، والمقالب السخيفة التى تتصدر وتسجل أعلى نسبة مشاهدة بكل أسف، أو يُقَدِّم لنا دراما وتجارب عبثية يبعث معظمها روحاً مشبعة بالأحزان، والأوجاع، والآلام، والغدر، والخيانات، ويقطر تشاؤماً، وحقداً، وينبض بالعدوانية... ولحديثنا بإذن الله بقية..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن فى رمضان 2 الفن فى رمضان 2



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon