توقيت القاهرة المحلي 11:01:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسراء غريب.. بأى ذنب قُتلت؟! (١)

  مصر اليوم -

إسراء غريب بأى ذنب قُتلت ١

بقلم: هبة عبدالعزيز

«أكيد هىّ اللى غلطانة.. غلطة البنت غير غلطة الولد.. اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24.. خربت بيتها بإيدها.. ده جوزك وأبو ولادك واسكتى يا بنتى أحسن علشان بيتك.. أصل هو عمره ما هيضربها من غير سبب.. بيضربها علشان خايف على شرفها طبعاً.. البنت المتربية صوتها ما يطلعش..».

كان يوماً طويلاً ومزدحماً كالعادة، عدت إلى بيتى أخيراً. وبعد أن استرحت بعض الشىء، وقبل أن أخلد إلى النوم، فتحت جهاز التلفاز، ثم أمسكت «الريموت كنترول» فى رحلة سريعة قاصدة أن أتجول من خلالها قليلاً ما بين المحطات (المحلية، العربية، والعالمية) لألقى نظرة سريعة على أحوال العباد والبلاد، قبل أن أتوقف فى نهاية رحلتى القصيرة تلك عند قناتى المفضلة فى هذا التوقيت «ماسبيرو زمان»، حيث اعتدت متابعة مسلسل قديم «الحب وأشياء أخرى» كان قد دلنى على موعد إذاعته صديقى المشاكس العزيز الإعلامى هشام العاصى فى آخر مكالمة هاتفية بيننا.

وقبل أن يتوقف بى «الريموت» فى محطتى المبتغاة كى أشحن نفسى المتعبة من استهلاكها طوال اليوم بحالة من النوستالجيا التى تحسّن المزاج وتمنح الشعور بالدفء والسعادة، حتى أستطيع مواصلة رحلة الكفاح فى الحياة لليوم التالى، حدث أن استوقفنى على إحدى المحطات خبر يقول الآتى:

(جريمة جديدة من «جرائم الشرف» فى المجتمع العربى.. وفاة إسراء غريب: هل تبرر مجتمعاتنا العنف بدعوى حماية الشرف؟). ولعلى توقفت عند الخبر على المستويين، الإنسانى أولاً بالطبع، وأيضاً على المستوى المهنى، بحكم عملى كمديرة لوحدة المرأة وقضايا المجتمع بأحد المراكز الاستراتيجية المعنية بمجال الدراسات والبحوث.

ومن هنا بدأت معى القصة.

لم أكتفِ حينها بمشاهدة أو سماع الخبر السابق، ودخلت على الفور على محرك البحث «جوجل» ورحت أفتش عن مزيد من التفاصيل المتداولة حتى لحظتها فى وكالات الأنباء المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى، حيث سيطرت علىّ حالة من الغضب والقرف المصحوب بشعور من النقمة تجاه مجتمع ما زال يتعامل مع الشرف كأنه غطاء يضعه أمام الجميع لستر وحش قبيح يسكن فى عاداته وتقاليده البالية، فكم هو بلا شرف وتافه ومعاق هذا المجتمع الذى يتخذ من الجاهلية منهجاً له، فقتل النفس محرّم فى كل الأديان وفى الإسلام تحديداً، واستمررت فى البحث حتى وقعت عينى على مقطع منتشر استمعت فيه لصوت صرخات «إسراء» -الفتاة العربية الفلسطينية ذات الـ21 عاماً ابنة بلدة (ساحوم) ببيت لحم بالضفة الغربية- كانت تصرخ فيه مستنجدة بالشرطة وهى بالمستشفى قبل موتها صرخات متواصلة تعلو وتعلو تكاد أن تقطع القلب تقطيعاً، وقد بدت وكأنها فى غرفة مغلقة، كان بها عدد من أفراد أسرتها وأقاربها، بحسب رواية «محمد صافى»، زوج أختها، والذى فوضته عائلة «غريب» ليصبح هو المتحدث باسمها. وفى أكثر من حوار له مع الصحافة كان قد ذكر «صافى» أن المقطع المسجل المتداول كان للمتوفاة «إسراء غريب» رحمها الله، وأنه كان صوت صراخها بالفعل.. ولماذا كانت تصرخ يا أخ «صافى» بهذه الطريقة الهستيرية؟!! وتأتى إجابته: لأن أحد الشيوخ كان موجوداً مع أفراد عائلتها بالغرفة فى المستشفى يحاول إخراج الجن من جسدها!. ورحت أردد منفعلة: لاااااا ياااااا شيخ! كيف يحدث ذلك؟ وما هذا الهراء؟!

ولن أخفى عليكم، فلم أستطع النوم مطلقاً فى تلك الليلة، وظللت مستيقظة أفكر.. كيف يمكننى أن أتجاوز قصة موت إسراء؟! فقد شعرت وما زلت أشعر أننى لا أستطيع حتى التعبير عن حزنى الشديد الممزوج بإحساس أشد من القهر هزّ أعماقى من الداخل إن لم يكن زلزلها! وكيف لى أن أتحمل هذا الإحساس بكل هذا الكم من الظلم والقسوة والتخلف والحقارة، ورحت أتساءل: متى ستتوقف تلك الجرائم؟! اليوم إسراء وغداً أنا ثم أنت وكم من ضحايا قُتلوا ولم نسمع عنهم.

ولحديثنا بقية..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسراء غريب بأى ذنب قُتلت ١ إسراء غريب بأى ذنب قُتلت ١



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon