توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نساء يطاردهن العنف (٢)

  مصر اليوم -

نساء يطاردهن العنف ٢

بقلم : هبة عبدالعزيز

تتزامن كتابتى للمرة الثانية على التوالى عن العنف ضد المرأة، مع احتفالنا بالذكرى الخامسة لثورة ٣٠ يونيو، تلك الثورة التى تعد من أهم -إن لم تكن أهم- الثورات بالفعل فى تاريخ مصر القديم والحديث، وقد يرى البعض أن فى وجهة النظر هذه شيئاً من المبالغة، ولعلى أقولها وأنا أدرك تماماً بقدر ما استطعت أن أحصل عليه من معلومات أنه لا يوجد فى ذلك أى نوع من المبالغة على الإطلاق.

فكل الثورات التى مرت بها مصر -على الرغم من مدى خطورة أسبابها وأهمية نتائجها فى سياق كل التداعيات- من الممكن أن توضع فى كفة، وثورة ٣٠ يونيو وحدها فى الكفة الأخرى، حيث إنه ولأول مرة تتعرض مصر لمخطط تقسيم بهذا الشكل اللعين، الذى يعبث بوحدة أرضها، ويعمد إلى تمزيق ترابط شعبها، وهدم جيشها الوطنى ضمن المخطط الكبير لإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط، الذى كان يرمى إلى تقسيم مصر إلى خمس دويلات أو كانتونات: دولة إسلامية سنية، دولة للمسيحيين، دولة للنوبة، دولة للبدو فى سيناء، دولة فلسطينية على شمال سيناء بعد ضمها إلى غزة، مما جعلنى أسجد وأصلى لله شكراً وحمداً وشعب مصر يحتفل بمرور خمس سنوات على ثورته لإعادة تصحيح مسار الدولة المصرية وتحريرها من قبضة جماعة الإخوان الإرهابية، التى كانت أداة الغرب فى بلادنا لتنفيذ مخططهم الحقير، ولعلى كنت قد تحدثت فى مقالى السابق عن العنف ضد المرأة وبعض أشكاله، وبخاصة العنف الناتج عن ما تعرضت وتتعرض له المرأة العربية تحديداً فى المناطق التى تشهد صراعات متنوعة على السلطة أخذت معظمها صبغة دينية، وسواء أكان ذلك بطابع مذهبى أو إثنى أو عرقى أو.... أو ما إلى ذلك من بعض المشاكل -التى كانت موجودة ولكنها خامدة غالباً أو مشتعلة ولكنها محدودة الزمان والمكان والأشخاص- هنا وهناك فى عالمنا العربى ومنطقة الشرق الأوسط، التى استغلتها أيضاً بعض الدول الكبرى -من أصحاب المصالح غير المشروعة- فقامت بتعميقها وزيادة تأجيجها، حيث سكبت عليها الجاز والبنزين لتزيد شرارة تلك الأزمات والفتن والصراعات اشتعالاً، ولتبقى النار ملتهبة، مستخدمة فى ذلك عملاءها الذين صنعتهم وأسست جماعتهم المشبوهة، هؤلاء الذين لقبتهم فيما بعد بجماعات الإسلام السياسى، كأداة طيعة لتنفيذ هذا المخطط الخبيث الذى وضعه لويس برنارد ووافق عليه الكونجرس الأمريكى بالإجماع فى جلسته السرية عام ١٩٨٣م، وسأنقل لكم جزءاً مما ورد على لسان هذا البرنارد أراه من الأهمية بمكان: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وإنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها»، وبالفعل تم تقنين المشروع واعتماده وإدراجه فى ملفات السياسة الأمريكية واستراتيجياتها المستقبلية، وهى الاستراتيجية التى يتم تنفيذها بدقة وإصرار شديدين، ولعل ما يحدث فى المنطقة من حروب وفتن يدلل على هذا الأمر، وعلى الرغم من أن النساء لا يشاركن عادة فى الحروب والصراعات، فإن أكثر ما يتحمل الآثار والتبعات هن والأطفال بكل أسف شديد.

وما زال لحديثنا بقية.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يطاردهن العنف ٢ نساء يطاردهن العنف ٢



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon