توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفاجآت حزبية في مجلس العموم

  مصر اليوم -

مفاجآت حزبية في مجلس العموم

بقلم - عادل درويش

الأربعاء أكثر أيام الأسبوع ازدحاماً بأعمال مجلس العموم البريطاني سواء في القاعة الرئيسية أو القاعات الأخرى واللجان المختلفة؛ والدقة الثانية عشرة من «بيغ بن» تعلن بداية المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء، ومبارزته الكلامية من ستة تبادلات مع زعيم المعارضة. رئيس الحكومة، ريشي سوناك، كعادته قبل بدء المناظرة، وقف وراء المقعد الضخم المرتفع لرئيس البرلمان يراجع أوراقه للإجابة عن الأسئلة الخمسة عشر من نواب اختيروا بالقرعة، متوقعاً إثارة كل نائب ما يتعلق بدائرته الانتخابية. أما مداخلات زعيم المعارضة العمالية السير كيير ستارمر، فغير متوقعة، لكن سوناك قدر تلويحه بخسائر حزب المحافظين في انتخابات البلديات والعمد الإنجليزية.

راقبت مشهداً ليس فقط الأول من نوعه منذ طوال أكثر من عقدين من وجودي في منصة الصحافيين، بل أيضاً غير مسبوق في تاريخ المناظرة الأسبوعية. ناتالي إلفيك، نائبة حكومة المحافظين لمدينة دوفر، غادرت مكانها من مقاعد المحافظين «لتعبر الأرضية» (التعبير البرلماني لقلب ظهر المجن للحزب)، وتتجه إلى مقاعد المعارضة. إلفيك ليست أول من يغير لونه السياسي في وستمنستر، وليست أول من يعكس المعتاد وهو العبور من المعارضة إلى صفوف الحكومة، فقبلها ببضعة أسابيع ترك لي أندرسون، نائب رئيس المجلس التنفيذي للمحافظين مقاعد الحكومة ليجلس في صفوف المعارضة (تحت ألوان حزب الإصلاح اليميني) بجانب زميله السابق من يمين المحافظين أندرو بريدجين (نائب مقاطعة شمال غربي ليسترشير)، وكان هجر المحافظين قبل ستة أشهر إلى صفوف المعارضة، بصفته نائباً مستقلاً. المفاجأة أن النائبة إلفيك، وهي، سياسياً وآيديولوجياً، إلى أقصى يمين النائبين بريدجين واندرسون لم تجلس بجانبهما، بل جلست وراء زعيم المعارضة العمالية ستارمر في الدقائق الباقية من الجلسة المخصصة لشؤون إمارة ويلز. زعيمة الأغلبية، بيني موردانت في الصف الأول لنواب الحكومة، وضعت نظاراتها فوق عينيها لتتأكد من الوجه النسائي الجالس وراء زعيم المعارضة، ثم هرولت إلى المدخل الشمالي (وراء كرسي الرئيس) حيث يقف سوناك لتحذره من مفاجأة السلاح الجديد في الترسانة البرلمانية للزعيم العمالي. ستارمر بدأ الهجوم قائلاً إنه مثلما رحب قبل أسبوعين بالنائب العمالي الجديد لمقاطعة وسط سافوك (الدكتور دان باولتر الذي هجر المحافظين والتحق بصفوف العمل، إذ يحظر أن يذكر نائب اسم نائب آخر في الجلسة، فقط يشير إليه كممثل لدائرته)، فإنه يرحب اليوم بنائبة عمالية لدائرة دوفر، وأن حزبه كسب الدائرتين قبل الانتخابات التي اتهم رئيس الحكومة فقدان الشجاعة على إجرائها. فدائرة وسط سافوك ظلت في قبضة المحافظين منذ إنشائها منذ أكثر من ربع قرن، ويسيطرون على دوفر منذ 55 عاماً، باستثناء فترة حكومة توني بلير العمالية.

تلويح زعيم العمال بالمعطفين اللذين خلعهما نواب سوناك، والخسارة الفادحة التي مني بها حزبه في انتخابات البلديات قبل أسبوع دفعتنا إلى مقارنة اليوم ببارحه هزيمة المحافظين الكبيرة بزعامة جون ميجور أمام العمال بزعامة بلير في انتخابات 1997. خسر المحافظون في الانتخابات البلدية التي سبقتها في 1995 قرابة ألفي مقعد، وفاق نصيب العمال 47 في المائة من إجمالي الأصوات، بينما حصل المحافظون على 25 في المائة والديمقراطيون الأحرار 23 في المائة. وقتها كان للمحافظين 336 مقعداً وللعمال 271 في برلمان وستمنستر، أي احتاج بلير 55 مقعداً فقط ليشكل حكومة في انتخابات 1997. لكنه فاز بـ132 مقعداً (انعكاساً لنسبة الفارق عن المحافظين في الانتخابات المحلية لـ1995). الفارق في مجلس العموم اليوم 139 مقعداً (للعمال 205 وللمحافظين 344) ويحتاج ستارمر إلى الفوز في 121 دائرة إضافية ليشكل حكومة؛ نتائج انتخابات البلديات الأسبوع الماضي، منحت العمال 34 في المائة من إجمالي الأصوات، المحافظين دون 27 في المائة وإذا انعكست هذه النسبة في الانتخابات العامة يحصل العمال على 298 مقعداً، أي 34 دون الأغلبية.

في 1997 كانت لبلير سياسة واضحة جذبت الناخب إليها، فصوت إيجابياً لبرنامجهم، أما ستارمر فليست له سياسات واضحة. أغلبية الناخبين (الذين يدلون برأيهم في الاستطلاعات) لا يرغبون في حكومة عمالية بزعامته، بقدر ما يريدون إسقاط المحافظين، أي يصوتون سلبياً.

في حالة البرلمان المعلق سيصعب على ستارمر الائتلاف مع القوميين الأسكوتلنديين، لأن مطلبهم سيكون إجراء استفتاء لاستقلال أسكوتلندا، وغالباً ستتوزع المقاعد التي يحتاجها بين ثمانية أو ربما عشرة أحزاب في قوس قزح من اليمين إلى اليسار (حصلت فيما بينها على 23 في المائة من إجمالي مقاعد وأصوات البلديات)، فلن توجد كتلة من 34 مقعداً بسياسة متناسقة واحدة.

نائبة دوفر، إلفيك، بررت انتقالها بفشل حكومة سوناك في إيقاف قوارب المهاجرين غير المتدفقين على دائرتها، لكن العمال أكثر تساهلاً مع المهاجرين من المحافظين. الهجرة ضمن أولويات الناخب بجانب الاقتصاد وخدمات الصحة، وسياسة يراها الناخب فعالة يتخذها سوناك مع قضية الهجرة مع تحسن في الأوضاع الاقتصادية، ربما تقنع ناخبي المحافظين التقليديين الذين لم يصوتوا في الانتخابات البلدية، بالتصويت في الانتخابات العامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجآت حزبية في مجلس العموم مفاجآت حزبية في مجلس العموم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:28 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله
  مصر اليوم - قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon