توقيت القاهرة المحلي 13:02:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع

  مصر اليوم -

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع

بقلم - آمال موسى

ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط حالياً من استمرار للحرب على غزة وتوسيع جغرافية الصراع وتمسك إسرائيل بمخطط الإبادة، كلها أمور تجعلنا نتساءل عن الظاهر والخفي في هذه الحرب ذات التكلفة البشرية الباهظة والتي تعمل إسرائيل على إطالتها بشتى الحيل والذرائع والغطرسة.

بقدر ما تسعى الدول العربية إلى تطويق الحرب وإيقاف نزيفها والدفع نحو التفاوض نلاحظ جهوداً مقابلة حثيثة هدفها الإبقاء على الحرب في غزة وتوسيع هذه الحرب لتشمل الأطراف وبطرق مختلفة التي تقف إلى جانب الطرف الفلسطيني.

السؤال: إلى أين ذاهبة المنطقة؟ ولماذا التعنت الإسرائيلي والاعتداء على حق الشعب الفلسطيني هما ما يحددان طبيعة الصراع ومساحته ووتيرته؟

ما يحصل منذ ثلاثة أشهر في إسرائيل أعاد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى سالف تاريخه مع جرعة قوية من الاستخفاف بالدم الفلسطيني والطفل الفلسطيني والإنسان الفلسطيني. قبل ثلاثة أشهر لم يكن ممكناً رغم وضعية الاحتلال أن يحصل ما حصل في غزة.

عندما نتمعن في سير الأحداث وهذه العجرفة السياسية في التخبط من دون اكتراث بقبح إدارة المعركة وآلياتها التي لا تعترف لا بالقوانين الدولية ولا بالقانون الدولي الإنساني وتوسيع الحرب والقيام باغتيالات بقصد الاستفزاز والاعتداء... كل هذا يعني أن إسرائيل تستغل حربها على غزة لتقيس واقع سطوتها وإلى أي مدى ما زالت مدللة أميركياً ويحسب لها حساب أوروبياً؟

ولتتحصل إسرائيل على الإجابات التي تحتاج إليها من فترة إلى أخرى؛ كون أنها دولة تقوم على الارتباط الاقتصادي اللوبي السياسي الذي يجمعها بأصحاب القرار من الصف الأول في العالم، فإنها تزيد من قوة الضغط والعنف والاستهتار بشكل يحرج حلفاءها، ولكن ذلك الإحراج هو المحرار الذي تعتمده إسرائيل لتحديد وزنها ومصيرها كدولة تستبطن باستمرار عدم الاستقرار ووضعية التهديد، وذلك من منطلق كونها دولة قائمة على اغتصاب حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

هكذا يمكن تفسير سلوك الإمعان في الحرب وتوسيع الحرب والإبادة. كما أن الكم الهائل من العنف والتقتيل إنما هو نتاج قرار واضح من إسرائيل وهو إفراغ غزة من الفلسطينيين. وبالتالي، فإننا أمام تحول في المقاربة الإسرائيلية بشكل كامل، أي أن هناك تحولاً من طور البحث عن حل الدولة المهيمنة وتضييق الخناق على الفلسطينيين إلى طور آخر يقوم على الإبادة والاستفراد بكل فلسطين.

طبعاً، الكل يعلم مدى خطورة هذه المقاربة التي تقوم إسرائيل بتجسيدها على أرض الواقع. فهي مقاربة تعيد القضية الفلسطينية إلى ما هو أقل من أسوأ مراحلها التاريخية. من جهة أخرى، وهذا مهم جداً، فإن هذا المخطط الإسرائيلي يضع كل المواقف في مأزق، حيث هناك مرجعيات تؤطر عمليات التفاوض وحلول يتم اعتمادها والضغط بموجبها على كل الأطراف.

ما يحصل في ظاهره حرب على غزة، ولكن في الواقع هو إطاحة بكل ما كان قائماً لبناء واقع جديد أكثر سوءاً مما كان وهو واقع المراد فرضه ليس فقط على أهل غزة، بل على كل الأطراف وتستند إسرائيل في قرار التصعيد المتعدد الأبعاد إلى ما تعدّه حق المحتل في الدفاع عن نفسه.

نحن أمام طرف واحد يقوم بتوجيه الصراع والحرب. والسؤال: هل هو فعلاً طرف واحد، أم أن الصورة لا تسع إلا واحداً؟

أيضاً بناءً على ما تقدم؛ فإن لا حديث ولا نية لإنزال العقاب بإسرائيل. وواضح أيضاً أن آلاف الأرواح الفلسطينية التي قُتلت وغالبيتها من الأطفال والنساء كأن ما حصل لهم هو كارثة طبيعية لا حول للإنسانية ولا قوة أمامها. أي الأمر لا يختلف عن إعصار ليبيا وزلزال تركيا وسوريا والمغرب.

في الأيام والأسابيع الأولى لحرب الإبادة في غزة كان شعور الحرج هو المهيمن؛ إذ حصل نوع من الصدمة لكل من يتشدق بخطاب حقوق الإنسان... ولكن حالياً الأطراف المعنية بالوضع في غزة من قريب ومن بعيد وبشكل مباشر وغير مباشر وعلى المديين الآني والمتوسط... الجميع في مأزق. وهكذا تكون إسرائيل قد نقلت المحرجين بالمعنى القانوني الأخلاقوي إلى دائرة الأزمة السياسية وتداعياتها التي كثيراً ما تحرص إسرائيل على أن تكون اقتصادية بكون أنها تغلغلت في العلاقات الدولية وخريطة المصالح الدولية من بوابة المال والاقتصاد وربت القوى الكبرى على إدمانها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع الحرب على غزة وفخ توسيع الصراع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon