بقلم ـ حسين عمران
عشرة آلاف كتابةً، و10000 رقماً، هو عدد المرشحين في الانتخابات البرلمانية في أيار المقبل، الرقم كبير، وكبير جداً، إذا ما علمنا أن عدد أعضاء مجلس النواب يبلغ 375 نائباً فقط!
و... هؤلاء العشرة آلاف مرشح انتظموا في أحزاب وكتل سياسية بلغ عددها نحو 204 أحزاب عراقية بعضها أحزاب "معمّرة" أي منذ الانتخابات الأولى في 2004 وهي لم تزل ترشح وتفوز فوزاً ساحقاً، والبعض الآخر أحزاب "فتية" أرادت أن تجرب حظها بعد الاندماج مع حزب متنفذ لعلها تحصل على "فتافيت" من كيكة العراق أو كعكته كما أعلنت صراحة إحدى النائبات في لقاء تلفزيوني حينما اعترفت قائلة بـ"إننا كلنا جئنا لنقتسم كيكة العراق"!!
ولمن يشكك بأن 204 أحزاب رقم كبير، أقول ان عدد نفوس الصين أكثر من مليار ونصف المليار نسمة ومع ذلك فان عدد أحزابها ستة فقط، وأعتقد أن أغلبنا يعلم ان هناك حزبين فقط في اميركا هما الجمهوري والديمقراطي وكذلك الحال في بريطانيا وأيضا اغلب الدول الاوروبية هذا حالها!
إذن.. لماذا هذا الكم الكبير من الأحزاب العراقية التي ترغب في المشاركة بالانتخابات العراقية؟
لا يخفى عن أحد أن السبب الحقيقي لهذا التزاحم والتنافس الشديد للفوز بمقعد انتخابي هو الامتيازات والرواتب والمخصصات الكبيرة التي يحصل عليها النائب، ويكفي أنه يستلم بعد يوم واحد فقط من ترديده "القسم" مبلغ 80 مليون دينار تحت مسمى "تحسين واقع حال" إضافة الى ثلاثة ملايين دينار مخصصات سكن ورواتب 30 عنصر حماية رغم انه يسكن المنطقة الخضراء او ان حمايته لا يتعدون أصابع اليد الواحدة!
هذه الامتيازات والرواتب هي التي تدفع المئات من المرشحين لأن ينسلخوا من واقعهم لينتموا الى هذا الحزب او تلك الكتلة طمعاً بالفوز بمقعد انتخابي حتى لو تطلب الأمر أن "يشتري" هذا المقعد الانتخابي من الكتلة التي انتمى اليها حتى ولو لم يحصل على الأصوات الكافية، اذ ان قوانين الانتخابات تسمح لرئيس الكتلة أن يعطي من أصواته التي يحصل عليها لمن يشاء من مرشحي كتلته، وبهذه الحالة فاز مرشحون بمقاعد انتخابية رغم انهم لم يحصلوا إلا على 50 صوتاً!!
من خلال متابعتي لصفحات الفيسبوك اكتشفت أن هناك رأيين للناخبين من جمهور الشارع العراقي، الأول يدعو الى مقاطعة الانتخابات ما دامت نفس "الوجوه" ستفوز وبالتالي ستبقى مسيطرة في مقاليد الحكم ومؤسسات الدولة، والرأي الآخر يدعو الى مشاركة واسعة في الانتخابات لـ"تغيير" الوجوه والمجيء بعناصر شابة وكفوءة ووطنية لتسنم مقاليد الحكم.
نعم.. هناك الكثير من المفاجآت التي ستحدث على الساحة العراقية لحين موعد الانتخابات في 12 أيار المقبل، اذ لحد الآن هناك نحو 31 تحالفاً ستدخل الانتخابات ولا نعرف هل ستبقى هذه التحالفات بعد فرز الأصوات ام ستتغير الائتلافات بحثاً عن القطعة الأكبر من كيكة العراق، خاصة وان هناك أحزاباً تعرف "من أين تؤكل الكتف"!!
نقلا عن المشرق العراقيه