توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقاطعة المقاطعة

  مصر اليوم -

مقاطعة المقاطعة

بقلم - طارق الشناوي

«المصالح تتصالح»... مقولة شهيرة تستطيع أن تحلل من خلالها الكثير من المواقف في دنيا السياسة والاقتصاد والثقافة والفن، قد يرفع البعض أحياناً شعار المقاطعة لسلعة ما، للوهلة الأولى قد يبرز الوجه السياسي للقرار، إلا أنك بعد قليل ستكتشف أن الاقتصاد كان هو المحرك العميق والأساسي لكل ما تراه برؤية مخادعة مغموساً في السياسة.

في الوسط الفني صار محمد رمضان يتلقى عشرات من الضربات المتلاحقة من عدد من الفنانين مع اختلاف مشاربهم، ليس فقط من منافسيه النجوم الشباب الذين باتوا يشعرون أنه يتعمد التعريض بهم بإصراره على أن يشير على صفحته أنه الأول وبلا منافس، وأن «البون» شاسع مع من يحل في المركز الثاني، كما أنه بين الحين والآخر ينتقد - تلميحاً أو تصريحاً - موقفاً لأحد زملائه، وهكذا وجدنا كتاب دراما وشعراء وموسيقيين يفتحون هم أيضاً نيران الغضب ضده.

هل تتم مقاطعة رمضان؟ البعض يسعى من أجل أن تتسع دائرة الغاضبين، وبالتالي يكتشف رمضان أنه يقف وحيداً، بعد أن تنفض عنه شركات الإنتاج.

التجربة أثبتت أن الإنتاج سيواصل البحث عن الورقة الرابحة، لن يوقفهم شيء (اللي تكسب به العب به)، هؤلاء يعيدون لنا قصة مشابهة حدثت قبل 70 عاماً عندما قرر المنتجون مقاطعة إسماعيل ياسين بحجة أنه يغالي في أجره ويكرر نفسه، وقعوا القرار في غرفة صناعة السينما ظهراً، بينما أغلبهم في المساء كان يقف على باب شقة إسماعيل ياسين في انتظار الحصول على توقيعه لبطولة أفلامهم المقبلة.

لن تتمكن المقاطعة من تحقيق شيء، الممثل الذي يعرض عليه عمل فني مع رمضان سيشارك فيه طالما وجد أن من مصلحته أن يصبح في فريق رمضان، وكذلك المونتير ومهندس الديكور والمخرج وغيرهم.

في عز الصراع بين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ حدث شيء من هذا القبيل، عندما كان بليغ حمدي يقود فريق عبد الحليم، بينما فريد الأطرش يقدم في شم النسيم حفلاً غنائياً، وجاء تحذير مباشر من بليغ أن من سيشارك في حفل فريد لن يعطي له ألحاناً، وهكذا حُرم محمد رشدي من لحن «ردوا السلام»، وغنته عفاف راضي في حفل حليم ليصبح أول ألحانها، ورداً على ذلك منح فريد لرشدي لأول وآخر مرة لحن أغنية «عشرية»!.

طبعاً مر زمن وصار بليغ حمدي من أقرب أصدقاء فريد الأطرش وآخر ألحان فريد «كلمة عتاب» استكمله بليغ، بعد رحيل فريد، مستعيناً باللزمات الموسيقية الشهيرة لملك العود، ورددته وردة.

الموسيقار محمد عبد الوهاب في البداية لم يقتنع بأن عبد الحليم من الممكن أن يُصبح نجماً على الشاشة، وتراجع في اللحظات الأخيرة عن إنتاج أول أفلامه «لحن الوفاء»، كما أنه أرجأ تنفيذ ثلاثة مشروعات سينمائية أخرى، إلا أنه فوجئ بنجاح الفيلم، فقرر أن ينتج الأفلام الأخرى مقابل التعاقد القديم الذي لم يكن يزيد عن 200 جنيه للفيلم، بينما أجر حليم كان قد ازداد عشرة أضعاف، ووصل الطرفان إلى حل وسط لأن المصالح تتصالح.

رمضان يسير على خطى عادل إمام عندما كان في بداية مشوار النجومية يتعمد الإشارة إلى تفوقه الرقمي على زملائه، مما كان يثير حفيظتهم، ورغم ذلك كانوا يشاركونه في أفلامه، فهو يعلم أن الجميع يحددون مواقفهم طبقاً لمصلحتهم، لو كانت المقاطعة تزيد أرباحهم سيصبحون هم أول المقاطعين، ولو كان العكس هو الصحيح سيقاطعون المقاطعة!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاطعة المقاطعة مقاطعة المقاطعة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon