توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرية «الفأر الذكي»

  مصر اليوم -

نظرية «الفأر الذكي»

بقلم:طارق الشناوي

تكرر اسم فئران الاختبار، والعلماء يبحثون عن مصل واقٍ لـ(كورونا)، ولا بأس من أن نستعيره من المعمل أو بالأحرى نتقمص شخصيته، قرأت قبل أيام على صفحات (الشرق الأوسط) أنهم اكتشفوا أن فأر المنازل بحكم العشرة مع الإنسان، اكتسب قدراً من الذكاء - مشيها ذكاء - في التعامل مع كل متغيرات الحياة لتجنب شراسة البشر، كل شيء لدى الفأر يمارسه بتأنٍ، فهو لا يكتفي مثلاً بالصمت التام حتى يخرج من مكمنه، ولكنه، يبدأ بحركة خفيفة يعقبها صمت تام، وبعد عدة اختبارات بين الحركة والصمت، يمارس حياته الطبيعية، موقناً أن لا أحد يترصده، مطبقاً سياسة (الخطوة خطوة).

هل تسلل يوماً فأراً إلى منزلك، وأحضرت له عشرات من أنواع السموم، ووضعتها بعناية وذوق على طعامه المفضل، ثم انتظرت أن تعثر على جثة الفأر، إلا أنك اكتشفت أن الفأر تزداد حركته ويزداد أيضاً وزنه ويخرج لك وبكل تحدٍ ذيله؟!

تعود الفأر بحكم التجربة، ألا تخدعه المأكولات الشهية التي تُقدمها له (ديليفري)، هناك خبرات مكتسبة للحيوانات، تجعلها تستشعر الخطر المقبل وتستعد أيضاً لمواجهته، المائدة الحافلة، التي نضعها داخل المصيدة ونحن مطمئنون أننا سنقنع الفأر بالدخول إليها، نكتشف أنها قائمة على خبرة بشرية، بينما هم يطبقون بحرفية نظرية (قليل من الحذر مطلوب)، قد يجرب فأر كبير الطعام لأول مرة بكمية ضئيلة جداً، ربما تصيبه مثلاً بتلبك معوي، ولكنها بالتأكيد لن تقضي عليه، ويستطيع بعد ذلك أن يؤكد لأبنائه وأحفاده أنه قد ضحى بنفسه لإنقاذهم، أهم خطوة ضبط حالة النهم، انتظاراً لما تسفر عنه هذه الكمية المحدودة التي تناولها، فإذا وجد أن الطعام شهي ولم يحدث له مكروه، فسوف يواصل الأكل ويدعو الجميع لتلك الوليمة.

المسلسلات سوف تنهال علينا بعد أقل من أربعة أسابيع في رمضان، وأنا بحكم الخبرة، لدي خطة صرت أطبقها بدقة في السنوات الأخيرة، أطلق عليها نظرية (القضمة الدرامية)، وحان الآن وقت الكشف عن تفاصيلها، خصوصاً مع اقتراب بشائر الشهر الفضيل، أمسك جيداً بـ(الريموت كونترول) وتنقل برشاقة بين المادة الدرامية والبرامجية، على مختلف القنوات، ولا بأس من قضمة هنا وقضمة هناك، الحلقات التلفزيونية عادة تتكرر فيها المواقف، ولو فاتتك معلومة في حلقة ستجدها في الثانية. هناك نجوم بحكم الزمن، صنعوا معنا تاريخاً مشرفاً عبر تراكم السنوات، طبعاً هؤلاء لهم خصوصيتهم في صدارة الاهتمام، ولكن تلك المكانة لن تستمر حتى النهاية، ولو لم يقدم النجم المخضرم ما يستحق، فيكفيه فقط الأسبوع الأول، من الممكن أن تولي وجهك شطر أي عمل فني آخر، لفنان جديد لم يصنع تاريخاً بعد، إلا أن من حقه عليك أن تشاركه في صناعة تاريخه.

لا أحد من الممكن أن يلتهم كل هذه الأطباق الرمضانية دفعة واحدة، بحجة أنه في حالة شوق ونهم، من الناحية الطبية ينصح المتخصصون بألا تزيد ساعات المشاهدة يومياً على ساعتين، وإلا فإن المشكلات الصحية والنفسية رهيبة، وبالطبع لا أحد يلتزم بالنصيحة، لا في رمضان ولا شوال، ولكن حتى لو زادت المساحة إلى 24 ساعة يومياً، لن تستطيع أن تشاهد أكثر من جزء بسيط جداً مما تقدمه كل الفضائيات الناطقة بالعربية، الاختيار ضرورة ولا وسيلة للتغلب على ذلك إلا بالرجوع إلى حكمة الفأر الذكي، و(اسأل مجرب)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية «الفأر الذكي» نظرية «الفأر الذكي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon