توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نكتفى بهذا القدر!!

  مصر اليوم -

نكتفى بهذا القدر

بقلم : طارق الشناوي

أرفض تماما أن يعتزل الفنان، طالما يستشعر قدرته على العطاء، كثيرا ما أستشهد بأنامل محمد عبد الوهاب التى ظل يداعب بها عوده ليمنحنا أرق وأصدق النغمات، وريشة الفنان التشكيلى صلاح طاهر، التى لم تفارقه، وقلم نجيب محفوظ الذى كان توأمه، حتى عندما صارت الكتابة شبه مستحيلة بسبب حادث الاعتداء الذى تعرض له، قاوم حتى عجزت يده عن الإمساك بالقلم، فكان الحل أن يملى خواطره، هؤلاء واصلوا الإبداع حتى التسعين، العمق الاستراتيجى دائما هو المرونة العقلية، التى تسمح له بالاستمرار فى الملعب أو تدفعه إلى أن يختار الوقت المناسب، ويقول (نكتفى بهذا القدر).

شاهدت مؤخرا (فيديو كليب) الراقصة المعتزلة وهى تبشر جمهورها باقتراب العودة، انتشرت لقطات من الحفل عبر (النت) تؤكد أنها فقدت الكثير من لياقتها، لم يعد من اللائق أن تصعد مجددا لخشبة المسرح، الراقصة العائدة، تستشهد بسامية جمال التى عادت للرقص فى السبعينيات من القرن الماضى، بعد أن تجاوزت أيضا الستين من عمرها، الفارق أن سامية كانت محتفظة بلياقتها، وقالت وقتها لسمير صبرى، إنها ستقدم وصلتها على المسرح حتى تستطيع سداد ما تراكم عليها من ديون، ولم تعاود (فراشة السينما) كما كانوا يطلقون عليها التجربة مرة أخرى، هل تتذكرون تحية كاريوكا (نعيمة ألماظية) التى لعبت دور أم سعاد حسنى فى الفيلم الشهير (خللى بالك من زوزو)، عندما رقصت (ألماظية) فى مشهد استدرج دموع المشاهدين بدلا من إعجابهم، هذا هو ما يمكن أن يتكرر واقعيا، مع من يصر على تحدى الزمن.

المخرج الكبير صلاح أبوسيف سألته عند بلوغه الثمانين لماذا تعتزل المهنة؟، أجابنى: صحيح أن الإخراج يتكئ أولا على اللياقة العقلية، إلا أن المخرج عندما يقف فى (اللوكيشن) ينبغى أن يظل قادرا على التحرك برشاقة أثناء التصوير، حتى يبث للجميع طاقة إيجابية. عندما سألوا نادية لطفى فى عيد ميلادها عن سر توقفها المبكر، أجابت: أنا خلصت (المنهج) من بدرى.

تأملوا علاقة أم كلثوم بالزمن، كانت مثلا تقدم حتى نهاية الستينيات ثلاث وصلات غنائية، ولكنها فى السنوات السبع الأخيرة من عمرها الفنى، اكتفت فقط بوصلتين، بعض الحروف كانت تُشكل لها صعوبة فى الأداء، فكانت تطلب من الشاعر تغييرها.

الفنان عليه أن يقرأ جمهوره جيدا، بعض نجومنا كانوا يواصلون العمل، رغم فقدانهم قدرا من اللياقة ينعكس سلبا على حضورهم، وما حدث فى السنوات الأخيرة لإسماعيل ياسين على خشبة المسرح أنه لم يكن قادرا على الحركة فكانوا يتحايلون على ذلك بأن يقدم مشاهده وهو جالس على الكرسى، فلم يكن مقنعا، بل أثارت تلك المشاهد دموع الناس بدلا من ضحكاتهم.

إسماعيل كان بحاجة إلى المال، ولهذا ظل يعمل حتى الرحيل وتحمل الكثير من الهزائم الفنية بعد أن ماتت الضحكة، بينما هذه الراقصة كانت تقول عن نفسها إن لديها أموالا لو وضعتها أمام شرفة منزلها ووقفت عليها سترى الهرم، وعليها فى السنوات القادمة أن تكتفى بمتابعة رؤية الهرم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكتفى بهذا القدر نكتفى بهذا القدر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon