توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة.. ومن الحب ما قتل

  مصر اليوم -

المرأة ومن الحب ما قتل

بقلم - طارق الشناوي

هل من الممكن أن يتم تقييم مهرجان بعدد الأفلام النسائية، أقصد التي أخرجتها نساء؟ إذا زاد العدد مثلما حدث في «برلين» في شهر فبراير (شباط) الماضي حيث اقترب الرقم من التساوي بين المخرجين والمخرجات في المسابقة الرسمية، يصبح المهرجان يمتلك رحابة في الرؤية، وإذا تضاءل مثلما تابعنا مؤخراً في مهرجان «فينيسيا»، الذي أسدل ستائره الأسبوع الماضي، يتهم المهرجان بمعاداة النساء، وما يقال في الفن يصدق أيضاً في السياسة، البعض يحدد موقفه المبدئي من التوجه السياسي للدول بعدد النساء اللاتي حصلن على الحقائب الوزارية رغم أن الفيصل هو الإنجاز.
في عالمنا العربي يجب أن نعترف بأن لدينا تاريخاً من الإجحاف في حق النساء، ولهذا تتدخل السلطة السياسية لتعيين عدد من النساء لزيادة تمثيل المرأة في المجالس النيابية، والتي نطلق عليها «الكوتة»، مرحلياً هناك مبرر لذلك، ولا تنسَ أن لدينا أيضاً نساء يخضن الانتخابات النيابية، ويحصلن على أصوات أعلى من الرجال.
الأمر في الإبداع بمختلف أبعاده وأنماطه وأطيافه يجب أن ننأى به تماماً عن تلك القسمة القسرية، والدليل الملموس أن أكثر الأسماء التي ترددت في السنوات الأخيرة على الصعيد العالمي بين المخرجين العرب هما نادين لبكي من لبنان، وهيفاء المنصور من المملكة العربية السعودية، لم تنحز إليهما المهرجانات العالمية لكونهما امرأتين، ولا حتى لجنسيتهما العربية، الإبداع فقط كان هو الطريق لتحقيق تلك المكانة.
في العالم كله وليس فقط العربي، كثيراً ما تعلن المرأة الغضب أو ترفع شعار المقاطعة لعدد من التظاهرت الفنية لعدم وجود المرأة بكثافة، وأحياناً يأتي رد الفعل لامتصاص الغضب متسرعاً، مثلما فعلت «أكاديمية الفنون والعلوم الأميركية» عندما اشتكت النساء بسبب ندرة عدد المخرجات اللاتي يتم ترشيحهن لجائزة «الأوسكار»، فقررت الأكاديمية زيادة نسبة وجود النساء من أعضاء الأكاديمية ليحق لهم التصويت، مثلما حدث أيضاً مع الملونين والعرب، هل العربي مثلاً في الأوسكار يصوت بالضرورة للعربي، والمرأة تمنح صوتها للمرأة، لو صح ذلك لصرنا بصدد نتائج كارثية.
تنتشر في العالم مهرجانات تحمل اسم المرأة، ولدينا في عالمنا العربي الكثير منها، وفي مصر مهرجانان يرفعان شعار سينما المرأة، وهناك مهرجان ثالث يحاول الإعلان عن هويته النسائية قبل نهاية هذا العام، إنه تكريس مرفوض لخصوصية الإبداع بين المرأة والرجل.
لو تذكرنا مثلاً بعض التظاهرات الإبداعية الكبرى، مثل «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، التي تقيمهما «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» بدولة الإمارات العربية، نكتشف أن المرأة في السنوات الأخيرة اقتربت كثيراً من مرحلة التتويج بإمارة الشعر العربي، وأعتقد أنه ربما في العام المقبل يتحقق ذلك، ليس لكونها امرأة، ولكن لأنها تستحق قطعاً لقب «أميرة الشعر العربي» و«شاعرة المليون».
أتذكر أن المخرجة المصرية نادية حمزة كانت تقدم كل عناوين أفلامها وهي تحمل تنويعات نسائية، «مثل امرأة للأسف» و«المرأة والقانون» و«امرأة وامرأة» و«معركة النقيب نادية»، ووصل الأمر أنها قدمت فيلم «نساء صعاليك»، بطولة سهير رمزي، وسماح أنور، وفيفي عبده، وتحية كاريوكا، وخالفت قانون الطبيعة، حيث لم يتم طوال الأحداث العثور على رجل يقف أمام الكاميرا، ولو في دور كومبارس صامت. إنه نوع من التطرف، حتى لو غلفه الحب، وهكذا قال الشاعر اللبناني بشارة الخوري «ومن الحب ما قتل».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة ومن الحب ما قتل المرأة ومن الحب ما قتل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon