بقلم : طارق الشناوي
تضاءل فى الألفية الثالثة عدد الأفلام التى تلعب بطولتها النساء، هناك رحابة فى السينما العربية أكثر من المصرية، لدينا مثلا واحد من أهم أفلام السينما العربية فى العام الماضى (نورا تحلم)، حصلت بطلة الفيلم هند صبرى على جائزة أفضل ممثلة مرتين: الأولى فى مهرجان (الجونة)، والثانية (قرطاج)، الفيلم تونسى الإنتاج، بينما فى السينما المصرية هند كانت هى أكثر نجمات جيلها تواجدًا على الخريطة، شاركت العام الماضى ببطولة ثلاثة أفلام (الفيل الأزرق) و(الممر) و(الكنز)، فى الأفلام الثلاثة نجم تتصدر صورته (الأفيش)، الفيلم الأول كريم عبدالعزيز والثانى أحمد عز والثالث محمد رمضان، المشروعات السينمائية المصرية الثلاثة رحبت بها شركات الإنتاج لتواجد النجم قبل النجمة، وتلك هى مشكلة كل الجيل وليس فقط هند.
كانت حنان ترك قبل اعتزالها تقول لى لا أريد أن أصبح (وردة فى عروة جاكتة النجم)، النجمات لم يفقدن الأمل، ولكن المعركة لا تزال نتائجها ليست فى صالحهن، ربما كانت ياسمين عبدالعزيز تقف فى مقدمة النجمات اللاتى يحاولن انتزاع البطولة، ونذكر أيضا محاولات كل من منى زكى ومنة شلبى ونيللى كريم، التليفزيون يمنح المرأة مساحة أكبر، وهكذا يتواجدن فى الدراما كبطلات، ويتم تسويق الأعمال الفنية بأسمائهن.
النجم الرجل فى السينما عادة هو الذى يختار من تشاركه البطولة، وعندما يبدأ فى مرحلة الأفول تتضاءل مباشرة قدرته على الاختيار، وهذا مثلا ما حدث مع كل من محمد سعد وأحمد آدم ومحمد هنيدى وغيرهم، مع انهيار إيرادات أفلامهم فى شباك التذاكر باتت النجمات واللاتى يتم تصنيفهن كصف أول يعتذرن عن عدم مشاركة هؤلاء البطولة، ولا يجدون غير البحث فيمن تقبل من الصفين الثانى والثالث، والأمر يخضع لقانون العرض والطلب.. تكتشف أن أجور النجوم تصل لعدة أضعاف أجور النجمات، وهو ما يتكرر أيضا فى السينما العالمية، والنجوم الرجال هم الأعلى أجرًا من النساء، والفارق أن السينما العالمية تراهن بنسبة أكبر على النساء.
لو قلّبت الصفحات القديمة تكتشف أن السينما المصرية كانت تضع المرأة فى الصدارة على (الأفيش) و(التترات).. وهكذا كانت تُصنع الأفلام من أجل ليلى مراد وفاتن حمامة وشادية وسعاد حسنى ونادية لطفى وصولاً إلى نادية الجندى ونبيلة عبيد ونجلاء فتحى وميرفت أمين، حتى جيل يسرا وليلى وإلهام.. صحيح أنهن لعبن البطولة فى عدد من الأفلام، إلا أن الحصيلة الأكبر هى أن عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى ونور الشريف سيطروا على الساحة، استمر الحال على ما هو عليه حتى الآن فى الجيل التالى، وهو ما يفرض على النجمات أن يدخلن معركة إثبات الوجود برفض أى دور هامشى حتى تعود لهن البطولة مرة أخرى.
لا يوجد قانون صارم، ولكن هناك دائما مساحة من التمرد قائمة، على شرط أن تنجح النجمات فى اقتناصها، فعلتها هند صبرى فى السينما التونسية، والأمر ليس بعيدًا أبدًا عن السينما المصرية، نورا تحلم بالتونسى، وغدًا من الممكن أن تحلم بالمصرى!!