توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هند صبري كشفت قصورنا

  مصر اليوم -

هند صبري كشفت قصورنا

بقلم:طارق الشناوي

لا أدري ولا أستطيع حتى أن أجد أي مبرر لكل هذا الهجوم الضاري الذي تعرضت له مؤخراً هند صبري لمجرد أنها شاركت في حفل عالمي لنقل «مومياوات» من المتحف المصري إلى متحف الحضارة.. حدث تاريخي شارك فيه العالم، كل إنسان هو ابن لكل الحضارات الإنسانية.
البعض مع الأسف لعب على ورقة جنسية هند صبري، تونسية أباً عن جد، وكلنا نفخر بذلك، وبرغم عشقها لمصر وجنسيتها المصرية بحكم الزواج والإنجاب وقبل ذلك رصيدها الفني المحسوب بقوة للفن المصري فإنها تونسية أباً عن جد.
ما هي المشكلة إذن؟ الفن لا يعترف لا بجنس ولا جنسية ولا عقيدة دينية.
لا يخلو الأمر عند البعض من قدر ما مشوب بـ«الشوفينية» المقيتة، ولا أستبعد أيضاً أن هناك من لديه حسابات خارج النص، يريد المجاملة الفجة، كلها خيارات ممكنة، علينا ألا نتركها مفتوحة بلا تعقيب. لاحظت أن البعض يبحث في أرشيف هند عن موقف خفيف الظل، قبل نحو 7 سنوات عندما داعبها باسم يوسف في مهرجان «قرطاج» وقال: «هند صبري نحن نعتبرها في مصر مصرية».
وهو تعبير كما ترى، دارج جداً، نستخدمه كثيراً في التعامل اليومي مع من نحب.
أتذكر أننا كنا قبل نحو عام في منزل السفير المصري في تونس نبيل الوحيشي، داعبت هند في ظل حضور عدد محدود من الأصدقاء التوانسة والمصريين، وقلت لها ضاحكاً: «اتضح أنك كمان بتعرفي بتمثلي باللهجة التونسية»، الدائرة الصغيرة تدرك قطعاً بالضبط ظلال النكتة.
ربما لو قيلت في دائرة أوسع فلن تصل بكل تلك البساطة، ولا تنس أيضاً أن باسم يوسف مقدم برامج مصري قدم حفلاً لأعرق مهرجان عربي سينمائي، ربما هناك من انتقد ذلك في تونس، وقال مثلاً إن المذيع التونسي أولى بقرطاج، ربما لا أستبعد.
تابعت من يدعي أن الفنان العربي يكفي أن يذهب لمصر لكي يصنع له النجاح... الحقيقة أن مصر تمنح النجاح لمن يستحق، وإذا شد الرحال للمحروسة عشرة من بلد فإن مقدار النجاح له علاقة وطيدة ليس فقط بالمناخ ولكن لأنها تنتقي الأفضل وبلا تفرقة إلا فقط بعمق الموهبة.
«ما أشبه الليلة بالبارحة»... في منتصف الأربعينات رددت بعض المطربات المصريات داخل نقابة الموسيقيين هذا الشعار الفج: «أخي جاوز الظالمون المدى..... جاءت صباح بعد نور الهدي»، يقصدون بالظالمين المطربات العربيات، حيث لم يمض سوى عامين فقط على حضور المطربة نور الهدي، التي تبناها يوسف وهبي فنياً، حتى عادت لبلدها، وبدأت رحلة صباح بعدها فتهافتت عليها شركات الإنتاج أكثر حتى من نور الهدى، من أسقط هذا الشعار نهائياً؟ هي نقيبة الموسيقيين المصريين أم كلثوم، وقالت: «مصر لكل العرب».
أتذكر عام 2008 تورط نقيب الممثلين الحالي أشرف زكي وقرر تحجيم وجود الفنان العربي بعدد محدود من الأعمال، وتصدت له الأقلام وبينهم كاتب هذه السطور، وقلت على الهواء في تلفزيون الدولة الرسمي: «إن القرار سيموت إكلينيكياً» وهذا هو بالضبط ما حدث.
البعض ينظر فقط تحت قدميه ولا يدرك أن قيمة مصر وحضارة مصر وفن مصر هو أنها كانت وستظل السماء المفتوحة لكل ما هو عربي، هذه هي مصر، بعض المصريين لا يدركون قيمة وحضارة وقوة الوطن.
من أحلى الأصوات التي غنت بكل صدق «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر» نجاح سلام اللبنانية وحسين الجسمي الإماراتي، وبعد ذلك هل لا نزال نسأل عن الجنسية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند صبري كشفت قصورنا هند صبري كشفت قصورنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon