بقلم : طارق الشناوي
فى الأعوام الأربعة الماضية كان السؤال الذى أواجهه دائما، وارتفع الصوت فى الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى: كيف يمنح المهرجان جائزة تحمل اسم فاتن حمامة لكل من المخرج شريف عرفة والنجمة منة شلبى؟ هم لا يقللون قطعا من رصيد منة، ولكن اسم الجائزة (فاتن حمامة) كان يحدث قدرا لا ينكر من اللبس، رغم أن الأولى تقديرية والثانية تميز، والفارق واضح بين التقدير والتميز، إلا أن تكرار اسم فاتن ظل هو المسيطر على الجائزتين فصارا كأنهما جائزة واحدة.
الأولى تمنح للفنان الذى قدم أعمالا على مدى عقود ممتدة من الزمان، مثلما حدث مع حسين فهمى ومحمد خان وسمير غانم وحسن حسنى، والثانية لمن لايزال فى منتصف الرحلة مثل أحمد حلمى وماجد الكدوانى ونيللى كريم، الأولى هى الأقرب للتتويج على إنجاز العمر، بينما الثانية، تعنى الإشادة بما قدموه وانتظار عطاء قادم.
هذا العام قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فك هذا الارتباط حيث اكتشفت أيضا أن الإعلاميين بكل كوادرهم المدربة كثيرا ما يختلط على صُناعه هذا الخط الفاصل بين الجائزتين، ولهذا منذ هذا العام التميز قرين بفاتن حمامة، والإنجاز بأهم جائزة وهى الهرم الذهبى، فهى تحمل دلالة رمزية لمصر فى مختلف دول العالم.
من المستحيل أن تجد فى أى مهرجان عالمى جائزتين تحملان نفس الاسم، ولكن مهرجان القاهرة، بعد رحيل (سيدة الشاشة)، وجد، فى لحظة تغلبت فيها مشاعرنا العاطفية ولم يوقفها العقل، أن هذا هو أقل شىء من الممكن تحقيقه لتخليد ذكراها، اندفاع عاطفى له ما يبرره مع ساعة الرحيل، ولهذا كان ينبغى مع الزمن تصويب الوضع، ولا يعنى ذلك أبدا التقليل من إنجاز فاتن حمامة، فهى لم تمنح نفسها لقب (سيدة الشاشة العربية) الجماهير هى التى دفعت بها لتلك المكانة الاستثنائية.
البعض كان يخشى إساءة التفسير، كان هناك تحفظ ما فى الإعلان عن القرار، بينما انتصر فى النهاية الصوت الذى يرى أن الإصرار على الخطأ هو الخطأ الأكبر، وأن اسم فاتن سيظل مقترنا بالتميز، والتمثال الذى يناله المبدع يحمل ملامح وروح فاتن حمامة.
المهرجان لديه جوائز أخرى بأسماء الكبار أمثال يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وشادى عبدالسلام وسعد الدين وهبة وكمال الملاخ وغيرهم ممن قدموا الكثير للسينما المصرية.
ولدينا العديد من الأسماء الأخرى المؤثرة والفاعلة فى تاريخنا السينمائى، ولن يستطيع مهرجان واحد أن يمنحها حقها مثل هنرى بركات ونيازى مصطفى وحسن الإمام وأبوالسعود الإبيارى والسيد بدير وكمال الشيخ وسعيد الشيخ وعبدالعزيز فهمى، ناهيك عن نجوم مثل عمر الشريف ورشدى أباظة ومحمود يسن ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى وسعاد حسنى ونادية لطفى وماجدة وهند وشادية وغيرهم.
أتمنى أن يتم إجراء تنسيق مع كل المهرجانات التى تقام على أرض المحروسة، لتتسع الدائرة أكثر وأكثر، من حسن حظى أنى التقيت واقعيا بعدد منهم، بينما الآخرون من فرط تعلقى بهم قرأت عنهم عشرات المراجع، وبات تكريمهم هو هدفى وحلمى، فهم لايزالون على كل الشاشات أحياء يبدعون!!.