توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(عليش) لن يدخل الجنة

  مصر اليوم -

عليش لن يدخل الجنة

بقلم : طارق الشناوي

كم واحد منا صار مثله الأعلى (عليش)؟ هل يكفى أن نبتعد عن ارتكاب المعاصى حتى ندخل الجنة، أم أننا محملون من الله عز وجل برسالة، الله يريد منا أن ندافع عن الحياة، نعمرها ونواجه من يريدون اغتيالها، نزرع الحق والخير والعدل والجمال؟!. دعونا نتذكر توفيق الحكيم فى رائعته (طريد الفردوس)، التى أحالها المخرج فطين عبدالوهاب فى منتصف الستينيات إلى شريط سينمائى، عندما كان المجتمع يتمتع برحابة فكرية تؤهله لمناقشة كل الأفكار، دون أن يشهر فى وجوه الناس تهمة ازدراء أديان، أصبحنا الآن نخشى الجهر بأفكارنا.

دعونى أنعش ذاكرتكم، يرحل الشيخ (عليش) بطل (طريد الفردوس) صاحب الحظوة والبركة فى مشهد عبثى، يتقدم بثقة إلى حارس الجنة الذى يؤدى دوره بالصوت فقط عماد حمدى، إلا أنه لا يجد اسمه فى الكشف، لأنه لم يفعل شيئا فى حياته أكثر من إقامة الفروض، وانسحب تماما من كل المعارك، فلا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، يتوجه بثقة مطلقة لحارس النار، ونستمع إلى صوت توفيق الدقن، بعد مراجعة الأسماء فى الكشف قائلا: (النار ليست مكانا للمبيت لمن يرفضهم حارس الجنة)، حتى النار لها مؤهلات وكشف حساب، يجب أن يكون مستوفيا الشروط، عليه إذن أن يعود مجددا للدنيا لتحسين المجموع.. وبالفعل، يحمل (عليش) اسم (علوى)، ويترك توفيق الحكيم النهاية مفتوحة، فلا أحد من حقه أن يحدد مصير البشر (جنة أم نار).

الفيلم رغم توفره على (النت)، إلا أن الفضائيات المصرية بسبب الخوف من المتزمتين نادرا ما تعرضه، وهذا قطعا قضية تحيلنا للتساؤل عما حدث فى المجتمع المصرى خلال نصف القرن الأخير، ولماذا فقدنا التعاطى مع روح الدعابة التى تميز بها أدب توفيق الحكيم فى معالجة كل قضايانا الوجودية؟.. إنهم أبناء وأحفاد المتزمتين الذين أجبروا الحكيم فى الثمانينيات على تغيير عنوان مقاله من (حديث مع الله) إلى (خواطر)، مَن منا لم يتحدث إلى الله ودخلت فى قلبه بعدها السكينة؟!.

البابا فرنسيس (بابا الفاتيكان) جاءه طفل يبكى لأن أباه سيدخل النار، فهو لم يؤمن بوجود الله، حضنه البابا وطمنأه قائلا: (أبوك فى الجنة)، لأنه حتى رحيله كان يواجه إحساسا بإنكار الله، مجرد أنه يواجهه سيدخل الجنة.

أنشأ البعض على (النت) صورا لمقابر أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم.. ومع رحيل عدد من فنانينا الكبار، ألحقوهم بها، ووضعوا أصواتا مفزعة وموسيقى مزعجة، وأضافوا ثعبانًا أقرع ليبدأ العذاب فور استقرارهم تحت الأرض، لتصل الرسالة: هذا هو مصير كل من أسعدنا وأبهجنا، هل تجد فارقًا بين هؤلاء وعدد من أصحاب العقارات الذين رفضوا مؤخرا تعليق لوحة (عاش هنا) على باب العمارة، بحجة أن تلك الأسماء عورة، يجب أساسا إخفاؤها.. فما بالكم بالتباهى بها؟!.. من بين الأسماء المغضوب عليها شادية ومحمود رضا وكرم مطاوع وصالح سليم وصلاح طاهر وعلى إسماعيل ووجدى الحكيم ومحمود الجندى وغيرهم.

أين كنا وكيف أصبحنا؟.. كتب توفيق الحكيم عن عليش واحد، الآن لدينا حزب مسموع الصوت، متوغل ومتغول من (العلاوشة)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عليش لن يدخل الجنة عليش لن يدخل الجنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon