توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفوت والرئيس مبارك!

  مصر اليوم -

صفوت والرئيس مبارك

بقلم : طارق الشناوي

الهدف الأسمى الذى شغل بال صفوت الشريف ليل نهار هو أن يرضى عنه الرئيس، وفى كل عيد للإعلاميين يذكر له رقمًا، وهو قطعًا حقيقى، يؤكد من خلاله أن ساعات البث تضاعفت 100 مرة عن زمن السادات.. طبعًا لم يسأله الرئيس عن قوة التأثير. كانوا يطلبون أحيانًا من النجوم الذهاب للمدينة، رغم أنهم انتهوا من تصوير أعمالهم، لأن الرئيس حسنى مبارك بصدد الذهاب للزيارة، ولاحظ أحمد زكى أن لديه (أوردر) للمدينة، وسأل المخرج متعجبًا: (انتهيت من التصوير أمس)؟ أجابه: (مبارك ح يزور المدينة)، فقال أحمد: (أنا مش قرد فى حديقة الحيوانات).

لم تكن الدولة كلها خاضعة للوزير، مثلًا المشير أبوغزالة فى عام 83 اعترض على استمرار عرض مسلسل (صاحب الجلالة الحب)، الفيلم يتناول حرب 48، ولكن الجمهور شعر أنه يُسقط الأحداث على هزيمة 67، فطلب أبوغزالة إيقاف العرض.. وبالفعل، الحلقات الثلاث الأخيرة أدمجت فى حلقة واحدة، ومنعت الدولة تصدير الأشرطة للخارج، المشير أبوغزالة فى تلك السنوات كان فى أوج قوته ويستطيع فرض رأيه، فكيف يتصدى للموظفين؟!.

أشرت بالأمس للإعلامية ميرفت رجب التى واجهت الشريف أمام الرئيس علنًا، إلا أنه فى النهاية دفعها بعد سبعة أشهر لتقديم استقالتها من رئاسة التليفزيون، أيقنت أنه من الممكن أن يدبر لها مكيدة على الهواء، رغم أن المعلن هو استقالتها بسبب رفضها إنتاج برنامج عن فنون طهى الطعام تكلفته مليون جنيه، فحدثت أزمة، أتصور أنها تحسبت فيما هو أبعد لمكيدة تحاك لها على الهواء فى لقاء رسمى لرئيس الجمهورية، ليقيلها بعدها بنفسه الرئيس.. وهكذا تأتى الضربة من صفوت قاضية.

الكل كان يعلم أن أشرف صفوت الشريف هو صاحب شركة (عرب سكرين)، وهناك منتج منفذ يتعاقد مع (ماسبيرو) باسم الشركة المتخصصة فى إنتاج البرامج والمسلسلات وأيضا الأفلام، ولا يجرؤ أحد على الرفض، رغم أن الشريف يحرص على أن يوصى اللجان فى كل مرة بمعاملة ابنه أشرف بمنتهى القسوة، بينما الكل يعلم أنه لو أراد حقًا رفع الحرج لكان الأَوْلَى به أولًا أن يمنع ابنه من الإنتاج، مثلا فيلم (الكافير)، المفروض أنه يشيد ببطولة رجال المخابرات العسكرية، رغم أنه من أضعف الأفلام فنيا، ولاقى أيضا هزيمة جماهيرية فادحة رغم الحفاوة به فى مختلف قنوات التليفزيون، وحتى يجنب صفوت شركة (عرب سكرين) الخسارة تفتق ذهنه عن تلك الحيلة، بأن تشترى الدولة الفيلم لعرضه على قنواتها، بحجة أنه واجب وطنى، ودفعت الدولة أعلى رقم وقتها مليون جنيه، ومنذ ذلك التاريخ والفيلم حبيس أرشيف التليفزيون لا يجرؤون على عرضه.

ما الذى فعله الشاعر الكبير سيد حجاب عندما اعترض صفوت الشريف على شطرة شعرية كتبها فى أوبريت من تلحين أشرف محروس؟!، حضر صفوت البروفة النهائية قبل افتتاح مهرجان (القاهرة للإذاعة والتليفزيون) بأربع وعشرين ساعة فقط، وبحضور الإعلامى الكبير حسن حامد رئيس القنوات المتخصصة، استوقف صفوت أربع كلمات (عايزين إعلام بحق وحقيق)، فقال: (أول مرة أعرف إن إحنا ماعندناش إعلام بحق وحقيق يا حسن)، فقال له حسن: (ح تتغير بكرة) واستدعى حسن حامد المخرج المنفذ للعرض سيد فؤاد، المشرف الحالى على قناة نايل سينما، الذى تواصل مع حجاب، فقال له «خد بكرة شريط الصوت الجديد»، واستمع الناس إلى المجموعة تردد: (أهو ده الإعلام بحق وحقيق)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفوت والرئيس مبارك صفوت والرئيس مبارك



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon