توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللهم اشفِ مرضانا أجمعين!!

  مصر اليوم -

اللهم اشفِ مرضانا أجمعين

بقلم : طارق الشناوي

قاتل الله النقل العشوائى، الذى يحيل البشر إلى مرددين لكل ما سمعوه أو حتى تناهى إلى سمعهم، فى تلك اللحظة التى يغيب فيها العقل، نبدأ النقل ونفتقد أهم ما منحه الله لنا وهو وزن الأمور قبل الإقدام عليها، والأفعال قبل الإتيان بها، والأقوال قبل خروجها من الأفواه.. تابعت الشيخ الجليل وهو يدعو الله فى عز الجائحة (اللهم اشفِ مرضى المسلمين)، قالها بصوته الجهورى، لأنه سمعها ملايين المرات، فاكتسبت مشروعية التداول، لو افترضنا جدلًا أن الدعوة استُجيب لها، وحيث إن عدد المسلمين بكل طوائفهم لا يتجاوز 20% من سكان المعمورة، ولأن الفيروس ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر، البدهى أن الأغلبية ستنقله مجددًا للأقلية، فما الذى سيجنيه فى هذه الحالة المسلمون؟ ثم لو استبعدنا حالة (كورونا) وامتدت الدائرة لكل المرضى فى العالم، كيف يصبح حالنا، عندما نجد أن الأقلية فقط من البشر هم الأصحاء.

الدعاء بشفاء المسلمين لم يجهر به فقط شيوخنا، ولكن عددًا من الإعلاميين يكررون فى برامجهم نفس الدعاء، إنها الثقافة المريضة التى تربينا عليها، وعمقها الاستراتيجى الأسرة والمدرسة، الثقافة المتردية صنعت هذا الوهم فى النفوس، وهو أن الله للمسلم فقط والجنة للمسلم فقط، ولدينا فى الحقيقة ليس عشرات من التسجيلات بل مئات وآلاف، بعضها لشيوخ كبار وهم يحللون معنى الكفر باعتباره لغويًا يعنى الإنكار، ولهذا لا يجدون غضاضة فى وصف المسيحى بالكافر، ويضيف أن المسيحى يرى من وجهة نظره المسلم كافرًا، متجاهلين أن الناس لا تفتح القاموس عندما تسمع صفة كافر، الإطار الدلالى للكلمة يسيطر على الذهن بمجرد سماعها، فتتذكر على الفور تلك المسلسلات الدينية التى تربينا عليها وهى تصف الكفار بكل أنواع الرذائل ونردد معهم (ثكلتك أمك).

علينا الدخول بعمق فى البنية التحتية لتلك الأفكار، حتى نستطيع سحقها من الجذور، ربما يتنبه الشيخ فى خطبة الجمعة القادمة ويعلن (اللهم اشفِ مرضانا جميعًا) ولكن هل هو حقًا يعنيها، أم أن ما فى القلب فى القلب؟.

خلق ثقافة جديدة هو (اللقاح) الذى نبحث عنه، لأنه يمنع العدوى، لا تراهنوا كثيرًا على العلاج فى اللحظة الراهنة، ولكن المصل الذى يحول دون انتقال عدوى فيروسات التعصب.

سرت نكتة بعد كورونا أن المسلمين سوف يتوقفون عن الدعاء بشفاء المسلمين فقط، وسوف يتغير الدعاء إلى اشف المسلمين والمسيحيين والبهائيين والهندوس وغيرهم، لأنهم اكتشفوا أن هذا هو الطريق الوحيد للنجاة، ورغم قسوة ظلال النكتة إلا أن البعض لم يستوعبها.

كتبتُ بعد رحيل الموسيقار ميشيل المصرى أنه فى الجنة، وهو ما كررته مع الفنان إبراهيم نصر، قناعتى أن الله يحاكم القلوب (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) صدق الله العظيم، الآية صريحة، (إلا من أتى الله بقلب سليم)، البعض لا يزال لديه إحساس بأن الدين يمنحه فقط كارنيه للشفاء ودخول الجنة، الممنوعة عن الآخرين، لأنهم لا يحملون نفس الكارنيه!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهم اشفِ مرضانا أجمعين اللهم اشفِ مرضانا أجمعين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon