توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدوير الكذبة

  مصر اليوم -

تدوير الكذبة

بقلم : طارق الشناوي

ما أكثر الأكاذيب فى حياتنا السياسية والثقافية والفنية، المأزق الحقيقى ليس فى الأكاذيب، ولكن فى استسلامنا لترديدها وتدويرها. هل نحن نسعى حقا لتصحيح أخطائنا أم صرنا نستسهل الحكاية، ونردد تلك المأثورة التى أشك أصلا فى كونها مأثورة (خطأ مشهور خير من صواب مجهول)؟ عندما رحل قبل بضعة أشهر الراقص الشعبى الأول بمصر محمود رضا، كرر الجميع فى مختلف المواقع والقنوات الفضائية تلك المعلومة، المتوفرة على (النت)، وهى أن الراقصة نعيمة عاكف كانت هى المرشحة الأولى كبطلة الفرقة، وبعد رحيلها المفاجئ، اضطر الشقيقان محمود وعلى رضا، الاستعانة بفريدة فهمى، الفرقة بدأت عروضها عام 59، نعيمة عاكف رحلت 66، نعيمة عاكف عاشت سبع سنوات فى عز تألق الفرقة!!.

كذبة شهيرة أخرى، الفنانة أنعام سالوسة تولت تدريب سعاد حسنى على فن الإلقاء.

أكثر من مرة كذبتها أنعام، مؤكدة أنهما التقيتا كوجهين جديدين فى فرقة عبدالرحمن الخميسى، وكان من أعضاء الفرقة الممثل الكوميدى إبراهيم سعفان، وهو أساسا مدرس لغة عربية ودربهما معا على فن الإلقاء، كما أنه علم سعاد القراءة والكتابة، والد سعاد لم يكن يؤمن أساسا بمبدأ تعليم الأطفال فى المدارس، كانت وجهة نظره أن التعليم المنهجى يقتل الفطرة التى وهبها الله للإنسان.

نكرر مثلا أن المخرج العالمى ديفيد لين كان قد وقع اختياره فى مطلع الستينيات على أحمد رمزى عندما شاهده بالصدفة فى أحد الكازينوهات بمصر، واتفق معه على موعد الاختبار لفيلم (لورانس العرب)، إلا أنه لم يلتزم فرشح عمر الشريف، الغريب أن الشريف ورمزى كذبا الحكاية أكثر من مرة، إليكم كذبة أخرى أحد أطرافها الرئيس جمال عبدالناصر، تؤكد أنه أصدر أوامره لأم كلثوم وعبدالوهاب باللقاء معا فنفذا الأمر الرئاسى، لم يكن هذا أبدا صحيحا، ولكنهم وجدوا فى ترديدها فرصة ليؤكدوا عمليا على حب ناصر لصوت أم كلثوم وموسيقى عبدالوهاب، الحقيقة كما رواها عبدالوهاب أن بذرة المشروع بدأت عند أم كلثوم، هى التى طلبت منه عن طريق عازف الكمان الشهير أحمد الحفناوى، وكان صديقا مشتركا، تقديم لحن لها، وبالصدفة كان يضع اللمسات الأخيرة لـ(انت عمرى)، فقرر أن يمنحها لأم كلثوم، كما أن محمد الدسوقى ابن شقيقة أم كلثوم والذى كان مسؤولا عن كل مشاريعها الفنية، أكد فى أكثر من تسجيل، أن ناصر، لم يكمن طرفا أبدا فى الحكاية.

استسلامنا للمعلومات الخاطئة نوع من الكسل الذهنى، فوجئت مثلا المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد عندما جاءت لمصر، قبل بضع سنوات، للتكريم فى مهرجان (أسوان) السينمائى، أن الصحافة تطلق عليها (بوحريد)، والسبب أن فيلم (جميلة) الذى أخرجه يوسف شاهين قبل نحو 60 عاما، أخطأ فى اسمها فصار الإعلام ينطقها على طريقة يوسف شاهين، متجاهلا اسمها فى جواز السفر.

الكثير من المراجع تقول إن الفنان الكبير عبدالوارث عسر عندما استمع إلى صوت شادية وصفها قائلا (شادية العرب)، ولهذا أطلقوا على فاطمة شاكر اسم الشهرة شادية استجابة للوصف البليغ لعبدالوارث، بينما الحقيقة الموثقة بصوت شادية أنها هى التى أطلقت على شادية (شادية)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدوير الكذبة تدوير الكذبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon