توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بُني على باطل... ليس بالضرورة باطلاً!

  مصر اليوم -

ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً

بقلم:طارق الشناوي

القاعدة القانونية المستقرة في كل الدساتير، (ما بني على باطل فهو باطل)، إلا أن الحياة تدفعنا أحياناً، لإعادة النظر في العديد من الثوابت.
نجم الكوميديا إسماعيل ياسين انتقل مطلع الثلاثينات، من مسقط رأسه مدينة (السويس) إلى (القاهرة) بعد أن سرق من جدته ستة جنيهات، في البداية حاول أن يحصل منها على هذا القرض بالتراضي، لكنها رفضت، وبدأ يراقبها، فاكتشف أنها تُخفي نقودها داخل مرتبة السرير، تنزع الخيط وتضع الجنيهات في القطن ثم تعيد الحياكة، وهو ما فعله بالضبط، وبدأ مشواره في القاهرة بتلك الجنيهات، وعندما نفدت أمواله، كان ينام في مسجد (السيدة زينب) من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، ثم منعوا المبيت في الجامع، صار يبدأ نومه بعد الفجر وحتى صلاة العشاء!! إسماعيل بعد أن حقق النجاح أعاد المبلغ عشرة أضعاف، ولكن تبقى نقطة البداية أنه سطا على أموال جدته!
قال لي الموسيقار كمال الطويل إنه وجد لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية تتعنَّت في الموافقة على اعتماد صوت عبد الحليم، لأن أحد أعضاء اللجنة لديه صديق يريد اعتماده، والطويل لم يقتنع أبداً بهذا الصوت، وهو على المقابل، يصرُّ على رفض اعتماد عبد الحليم.
قرر الطويل أن يلجأ لقانون المقايضة (سيب وأنا أسيب)، قال لي كنت موقناً إن المطرب الآخر لن يستطيع إكمال الطريق، ولولا تلك الحيلة لتأخرت بدايات عبد الحليم، وفي ذلك الزمن مطلع الخمسينات، لم يكن متاحاً أمام المطربين سوى وسيلة واحدة للوصول إلى الناس وهي الإذاعة المصرية الرسمية.
وننتقل خمسة وعشرين عاماً إلى نهاية السبعينات وتحديداً مدينة (لندن)، التقى المخرج الكبير صلاح أبو سيف مع المخرج الشاب محمد خان، كان خان في تلك السنوات يهوى السينما، ويعمل بمهن حرة مثل بيع الملابس، اقترح عليه أبو سيف أن يشتركا في محل لبيع الأطعمة المصرية الشعبية، كُثرٌ في الغربة، لديهم حنين لا ينقطع لتناول الأكلات الشعبية مثل الفول والكشري و(الطعمية) الفلافل، وأطلق على المحل اسم (الأسطى حسن) وهو أحد أشهر أفلامه التي أخرجها في الخمسينات بطولة فريد شوقي وهدى سلطان، أثناء إعداد كل التفاصيل تلقى خان عرضاً من القاهرة لتنفيذ فيلمه الروائي الأول (ضربة شمس)، فاضطر أن يبلغ أبو سيف على غير الحقيقة، أن معوقات إدارية حالت دون استكمال المشروع، وبرغم ذلك كلما كان يلتقي أبو سيف مع خان في الاستوديو، كان يداعبه قائلاً: (مش الطعمية كانت ح تكسبنا أكتر يا خان).
أما آخر حكاية أرويها لكم فهي باطل لم يكتمل، كان أحمد الحفناوي عازف الكمان الأول بفرقة أم كلثوم، وأيضاً صديقها الأقرب، وفي الوقت نفسه صديقاً شخصياً للموسيقار محمود الشريف، ويعلم أن (الست) تخشى الغناء من تلحين الشريف، حتى لا تجدد الصحافة الحديث عن علاقة الحب والخطوبة التي أعلنت عام 1946 قبل أن تصرح أم كلثوم بفسخها، كثيراً ما كان يُسمع الشريف الحفناوي ألحانه قبل تقديمها للناس، واحد من تلك الألحان وجد الحفناوي أنَّ أم كلثوم هي خير من تؤديه، واتفق معه أنه سيقدم لها اللحن من دون الإشارة إلى اسمه، وبعد أن تُثني عليه سيخبرها أنه للشريف، فلن تتراجع وقتها عن غنائه، وافق الشريف في البداية، إلا أنه قبل التنفيذ بساعات قليلة طلب منه أن يحتفظ باللحن قائلاً: (ما بني على باطل فهو باطل)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon