توقيت القاهرة المحلي 08:54:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الطفيلي» سيد أفلام العام.. غضب المهمشين قنبلة تنتظر لحظة نزع الفتيل!

  مصر اليوم -

«الطفيلي» سيد أفلام العام غضب المهمشين قنبلة تنتظر لحظة نزع الفتيل

بقلم : طارق الشناوي

لا يقدم (الأوسكار) مبررات تؤيد نتائجه، حيث إن ما يربو على 8 آلاف عضو يشاركون في التصويت، ولو فعلها فأنا أتصور أن المسافات الرقمية بين فيلمى (الطفيلى) و(1917) سنجدها طفيفة جدًا ولصالح قطعًا الفيلم الأول.

من انتصار إلى آخر هكذا ينتقل فيلم (كوريا الجنوبية) الرائع (الطفيلى) مكللاً بالجوائز، الرحلة بدأت مايو الماضى في مهرجان (كان)، عندما اقتنص (السعفة الذهبية)، ثم استحوذ على (الجولدن جلوب) كأفضل فيلم أجنبى، ثم أضاف (البافتا) البريطانية، حتى يتوج بأوسكار (سيد أفلام العام)، إخراج وسيناريو بونج جون هو، الذي حصد أيضا الجائزتين.

مزج الفيلم بين عمق القضية الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والحالة الإبداعية الجمالية التي حافظ على تحقيقها في كل التفاصيل، انتقل برشاقة بين الكوميديا والتراجيديا، في الجزء الأخير من الأحداث انقلاب درامى، تمكن المخرج من تحقيقه بقدر من النعومة وكأنه (مايسترو) يُمسك بمشاعر جمهوره.

يبدو المخرج وكأنه يستلهم الصراع الدائم في عالم البحار، يستعيد بتماثل بشرى سمكة القرش التي تملك قدرة استثنائية على الافتراس، تغرس أسنانها الحادة في جسد الضحية، وتأكل بنهم، إلا أنها بين الحين والآخر تحتاج إلى طبيب أسنان يتولى مسؤولية التنظيف، السمكة الصغيرة، والتى يطلقون عليها (قملة القرش) تدخل بين الأسنان وتتغذى على بقايا الطعام.

بين القرش والقملة اتفاق ضمنى وعقد اجتماعى، أول بنوده السماح بدخول أسراب من تلك الأسماك، صفقة عادلة للطرفين، قانون الطبيعة، يمنح حتى الضعفاء حق الحياة.

خيال المخرج لم يكتف بالوقوف عند هذا الحد، بل ذهب بعيدًا، تساءل: ماذا لو قررت (القملة) التمرد على البقايا وحلمت بأن تأخذ هي نصيب القرش؟.

هذا هو مفتاح الفيلم، القراءة الأولى تبدو أقرب للمعادلة الحسابية، أسرة فقيرة خفيفة الظل تتلاعب وتتحايل على كل شىء، من أجل الحياة، وتتكون من أربعة أفراد، تقابلها أسرة ثرية تنفق أموالها بسفه وتتكون من أربعة أيضا.

لا يملك الفقراء للتشبث بالحياة سوى العيش على البقايا، وأداء دور (قملة)، لاقتحام تلك الأسرة، ولا تدرى الأسرة الثرية التي تم احتلالها من قبل هؤلاء بتلك الخديعة، التي مارستها الأسرة الفقيرة، لإبعاد الفقراء الآخرين، الذين كانوا يعملون في المنزل، نجح المخرج أن يجنب جمهوره في إصدار حكم أخلاقى يدينهم.

يحرص على تقديم التناقض الاقتصادى، الذي تعيشه كوريا الجنوبية، ما بين مجتمعات مخملية، وأخرى لا تجد قوت يومها، يتطفلون بسرقة (باسوورد النت) من الجيران، وبتزوير شهادات الخبرة، حتى ينفردوا بغزو الأسرة الثرية، وليس أمامهم بديل، لا حياة يعيشونها، ولا مستقبل أمامهم.

الصورة المضادة لكل ذلك، نتابعها في ذهاب الأسرة الفقيرة للعيش في منزل الأثرياء، بعد أن سافروا في إجازة بضعة أيام، تذكرنا بالعديد من الأفلام المصرية، التي تلجأ لتلك الحيلة، حتى يبدأ الإحساس بالتناقض الذي يدفعنا للضحك، ثم الذروة في الانقلاب الدرامى، عند إقامة حفل ضخم، وعلى أفراد الأسرة الفقيرة بث البهجة في النفوس، وتتحول المعالجة الكوميدية إلى قمة التراجيديا، ويسأل ابن الفقراء ابنة الأثرياء، وهو يتابع الحفل من الشرفة: هل أنا أنتمى لهذا العالم؟ وفى لحظة جنون بسبب تراكم الكبت يمارس الأب الفقير لعبة القتل للجميع، وتنفجر في وجوهنا الدماء المتناثرة في عز البهجة والفرح.

(قملة القرش) تمردت في لحظات وقتلت سمكة القرش. (الطفيلى) من حقه الحياة الكريمة على الأرض وإذا لم يجدها سينتزعها بالقوة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطفيلي» سيد أفلام العام غضب المهمشين قنبلة تنتظر لحظة نزع الفتيل «الطفيلي» سيد أفلام العام غضب المهمشين قنبلة تنتظر لحظة نزع الفتيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon