توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فريدة فهمى (نبض عروقها كبرياء)

  مصر اليوم -

فريدة فهمى نبض عروقها كبرياء

بقلم : طارق الشناوي

قبل بضع سنوات، تواصلوا فى أكاديمية الفنون مع الفنانة الكبيرة فريدة فهمى، وأخبروها بترشيحها لجائزة الدولة التقديرية لما حققته من إنجاز فى مجال الرقص الشعبى، وصارت هى العنوان، سألت فريدة: هل تم ترشيح الأستاذ محمود رضا للجائزة؟، أجابوها أنتِ فقط المرشحة، ولم يتطرق الأمر إلى محمود رضا أو غيره، واعتقدوا أنهم سيحصلون على رضائها عندما أضافوا. عندما نتحدث عن الرقص الشعبى، سيصعد منفردًا وعلى الفور اسم الأستاذة فريدة، فهى حقًا الفريدة فى الدنيا كلها. قالت غاضبة: لولا محمود رضا ما كان ممكن أن تصبح فريدة فهمى ولا فرقة رضا ولا فن الرقص الشعبى، أنا اعتذر عن الترشيح لأنكم تجاهلتم الأستاذ.

كان هذا هو رد فريدة فهمى على من أسقطوا من التاريخ قامة وقيمة بحجم محمود رضا، من هم داخل الملعب هم الأقدر على تقدير عمق الإضافة وسر الإبداع، فريدة تدرك كم العطاء الذى منحه محمود رضا لهذا الفن الذى سخر له كل عمره، لم تنحز إليه باعتباره شقيقًا لزوجها على رضا، وكان زوجًا أيضا لشقيقتها نديدة، انتصرت فقط للعدالة، بينما ما نراه على أرض الواقع هو طمس للحقائق، الأحياء بقدر ما يضربون الموتى ويتعمدون التقليل من إنجازهم، يوجهون أيضا ضربات لبعضهم البعض، تابعوا ما عايشناه فى جوائز الدولة، التلميذ ببعض الاتصالات مع من بيدهم الأمر وبكثير من الإلحاح على زملائه يستطيع أن يقتنص الجائزة، بينما الأستاذ يقف بعيدا، لأن عزة نفسه تمنعه من السؤال.

فى حياتنا عشرات من الأسماء، تردد على طريقة شاعرنا الكبير كامل الشناوى (أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء/ وأنا نبض عروقى كبرياء). يجب أن نذكر أن الأخطاء التى لها مذاق الخطايا ليست كلها متعمدة، أحيانا يتم التجاهل بحسن نية، وهو بالمناسبة عذر أقبح من ذنب، يؤكد أن العشوائية هى التى تحكم المنظومة كلها، والبعيد عن العين بعيد عن التقدير.

على وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم المسارعة بإنشاء لجنةٍ دورُها هو إنعاش الذاكرة، ليس الأمر متعلقًا فقط بالترشيح للجوائز، ولكن بتوثيق التاريخ الذى نرى جزءًا منه ينسحب وتختفى رموزه من الدنيا.

هل لايزال مثلًا لدينا عازفون لحقوا بزمن أم كلثوم؟، نعم، من المشاهير هانى مهنا ومجدى الحسينى عازفا الأورج، وفاروق سلامة عازف الأوكرديون، ولدينا عدد محدود آخر من عازفى الكمان، الذين كانوا يجلسون فى الصف الثانى ويتقاضون فى البروفة الواحدة خمسة جنيهات، لأن مَن يحتل الصف الأول يحصل على عشرة جنيهات.. لماذا لا يتولى المركز القومى للسينما مثلا توثيق مفردات زمن فرقة أم كلثوم؟!.

من كان يملأ أعيننا نكتشف بعد لحظات أنه غادرنا، وقبل أن يدلى برأيه فى الزمن الذى كان أحد شهود العيان عليه.

دور الدولة هو أن توثق شهاداتهم وتحفظها للأجيال القادمة، لدينا مثلًا فى مجال الغناء محمد سلطان وخالد الأمير وحلمى بكر وجمال سلامة وعمر بطيشة وبخيت بيومى ومحمد زكى الملاح ونجاح سلام وشريفة فاضل وغيرهم.. كيف لا نستعيد بعيونهم رؤية مائة سنة من الغناء المصرى، علينا وفى كل المجالات أن نلاحق الأيام قبل أن تهزمنا الأيام؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريدة فهمى نبض عروقها كبرياء فريدة فهمى نبض عروقها كبرياء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon