توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قليل من اللعب!

  مصر اليوم -

قليل من اللعب

بقلم : طارق الشناوي

في بدايات السينما الناطقة، استعان «استوديو مصر» الذي أنشأه رجل الاقتصاد طلعت حرب عام 1935 بالمخرج الألماني فيرتز كرامب، لتصوير أول أفلام أم كلثوم «وداد». في أحد المشاهد طلب المخرج عدداً ضخماً من الشباب في مقتبل العمر لأداء معارك، وتمت الاستعانة بريجيسير اسمه قاسم وجدي، وكان من العناصر الهامة جداً في بدايات السينما، لأنه يجيد التواصل مع «الكومبارس».
المشكلة التي واجهت الريجيسير هي العثور على نحو 200 شاب لتصوير المشهد، فخطط لتلك الخدعة، كانت بين الحين والآخر تندلع المظاهرات في المدارس ضد المحتل البريطاني، وتتعطل على أثرها الدراسة، فاتفق قاسم مع عدد من زعماء الطلبة أن يمنح كل منهم 10 قروش كأجر، ويهتفون في الصباح الباكر داخل حوش المدرسة ضد بريطانيا «نموت نموت وتحيا مصر» ثم ينتقلون إلى الهتاف التالي: «اليوم حرام فيه العلم»، وغادروا بالفعل المدرسة إلى الاستوديو تنفيذاً للاتفاق، وتم التصوير، ولم يش أحد منهم بما حدث، فكلهم وافقوا على قواعد اللعبة.
حكى لي الفنان كمال الشناوي أنه كان كثيراً ما يلعب بطولة أفلام من إنتاج وإخراج حلمي رفلة الذي كان يطلب منهم في اليوم الأخير للتصوير، أن يحضروا معهم ملابس مغايرة للشخصية التي يلعبونها، وبعد لقطة النهاية يرتدونها، ويتم تصويرهم في لقطة جاذبة، ويكتب تحتها اسم وهمي لفيلم قادم وينشرها في الجرائد، ويتلقى بعدها أكثر من عرض لعدد من موزعي السينما في لبنان يطلبون التعاقد معه على الفيلم الذي لم يشرع أساساً في تنفيذه.
حكاية أخرى رواها لي كمال الشناوي أيضاً عن حلمي رفلة، وكيف أنه كان يتفق مع أصدقائه في وزارة الداخلية بمجرد وصول القطار الذي يستقل إسماعيل يس قادماً من الإسكندرية إلى بنها التي تبعد نحو نصف ساعة عن القاهرة، حيث يصعد عدد من جنود الشرطة إلى القطار لاصطحاب إسماعيل يس الذي كان جدوله عادة متخماً بتصوير نحو 5 أفلام في الوقت نفسه، إلا أن رفلة يسبق الجميع ويأخذه «سُمعة» إلى «لوكيشن» أقامه في بنها، قبل أن تتبدد طاقته في تصوير أفلام أخرى.
في عام 1964، كان الكل ينتظر أن يتم اللقاء في «أنت عمري». للمرة الأولى يجتمع صوت أم كلثوم وأنغام الموسيقار محمد عبد الوهاب. أطلقوا على الأغنية «لقاء السحاب». وبعد أن استمعت «الست» للحن، طلبت بعض التعديلات الطفيفة، لكنها لاحظت أن عبد الوهاب يتلكأ في التنفيذ، واتفقت مع الموسيقار كمال الطويل على تلحين «أنت عمري». وكما روى لي الطويل أنه بدأ فعلا في «الدندنة»، إلا أنه تراجع عن استكمالها بعد نشر الخبر، لأنه شعر أن الناس سيغضبهم دخوله على الخط حائلاً دون اللقاء بين العملاقين. ونجحت خطة أم كلثوم وأجرى عبد الوهاب التعديل المطلوب.
على الجانب الآخر، جاءت الخدعة هذه المرة من عبد الوهاب، لاستكمال أغنية «أنا والعذاب وهواك». كان من المعروف أن كاتب الأغنية الشاعر عبد المنعم السباعي من المتيمين بحب الفنانة مديحة يسري، فهي ملهمته، فوجه عبد الوهاب الدعوة إليهما في عيد ميلاده، وطلب منها أن تسلم عليه بفتور حتى تحرك طاقته الشعرية لاستكمال المقطع الأخير، فكتب: «عينيك بتتكلم والرمش بيسلم وأنت مخاصمني». قليل من اللعب لا بأس به!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قليل من اللعب قليل من اللعب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon