توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيروس الأشد فتكًا

  مصر اليوم -

الفيروس الأشد فتكًا

بقلم : طارق الشناوي

نصف الكوب الملآن أو الدرس الإيجابى الذى كان ينبغى أن نتعلمه من الجائحة (الحسنة تخص والسيئة تعم)، نجاتك من كورونا حتى الآن يخصك فقط أنت، وإصابة أى إنسان فى أى بقعة من الأرض تعنى أيضا احتمال إصابتك، جارك فى الكرة الأرضية أصبح يشكل بؤرة عدوى مهما تباعدت بينكما المسافات. هذه الأيام تابعنا أكثر من نجم ونجمة ومخرج ومنتج ومذيع اقتحم جهازهم التنفسى هذا الفيروس اللعين.

أنت لا تتعامل هنا مع نجم يروقك أو تعترض على ما يقدمه، أو تقيم أداء هذا المذيع، وهل هو صوت للشعب أم للسلطة؟، تراه خفيفًا أم ثقيل الظل، تعجبك نبرة صوته أم ترى أنه كان ينبغى أن يرسب أساسًا فى اختبار المذيعين، فهو لا صوت ولا صورة ولا عقل (ولا حتى الهوا)؟.

رأيك، أنت حر فيه، كل هذا أفهمه وأتقبله، فقط قبل أن يصبح هذا الإنسان مريضًا، مهما كنت محترزًا فهو أخبث فيروس عرفناه، يتحور حتى يجد الفرصة مواتية للاقتحام، يتمسكن حتى يتمكن.

أفزعنى أن أقرأ على صفحات (السوشيال ميديا) كلمات يستاهل وتستاهل فى تعقيب البعض على إصابة كل من هؤلاء المشاهير بالفيروس. فى كل الدنيا لا أحد يشمت فى زلزال أو بركان أو مرض خبيث يصيب جارك مهما كانت بينكما من خلافات، العداء يجب إحاطته بشرف ونبل الخصومة، تعودنا فى ثقافتنا المتداولة اعتبار أن المرض عقوبة مستحقة للأعداء فهى انتقام إلهى، رغم أن الأصدقاء أيضا يمرضون، الموت يعتبره البعض دلالة على أن عين الله تتولى الثأر ممن ظلمنا أو قهرنا وكأنه ليس النهاية الحتمية لكل الكائنات الحية.

منذ عقود من الزمان، وأنا أرى كل تلك الملامح القاسية على من نطلق عليهم رجال الدين، فهم أول من يروّج لتلك الخزعبلات، مثلا فى منتصف الثمانينيات أصيب بالغيبوبة الشاعر وفنان الكاريكاتير الكبير صلاح جاهين، استمعت إلى الشيخ الشهير وهو يدعو بعد نهاية خطبة صلاة الجمعة بالموت العاجل لصلاح جاهين لأنه كان قد تراشق بالكاريكاتير مع الشيخ محمد غزالى ردًا على بعض أقوال الشيخ القاسية والمتزمتة، اعتقد خطيب الجمعة أن دعوة الموت مستحقة، وبينما كان يردد أغلب المصلين خلفه آمين، كنت أنا أدعو الله فى سرى أن ينجو صلاح جاهين من الموت ويمد فى عمره.

فى الجمعة التالية اعتبر الشيخ أن دعوة المصلين استجاب لها الله وعز جل وقبض روح جاهين.

أكبر درس عاشته البشرية هو تلك الحرب الشرسة مع هذا الوحش الغامض، كان من المفترض أن تجعلنا نعيد التفكير فى كل ما يضرب عمق الدين، ما هى الديانة سماوية أو غير سماوية، التى لا تتعاطف مع مريض؟ مهما بلغت مساحات الخلاف فلا مجال لكى نصفّى حساباتنا مع مخرجة قدمت مشاهد تراها هى حتمية، ويراها آخرون متجاوزة، أو مع مذيع تراه منافقًا بينما هو يرى أنه يقدم للناس ما يعتقد أنه الحقيقة، قناعته أنه يؤدى واجبه، بينما أنت تراه يبتعد عمدًا عن الحقيقة، هذا الرأى من حقك أن تكتبه فى جريدتك أو على صفحتك الرقمية، ولكن ليس له علاقة بالشماتة فى مريض.

بعض البشر يسقطون مشاعرهم المريضة على كل ما يجرى حولهم فى الدنيا، وندعو الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل من هذا الفيروس الأشد فتكًا!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيروس الأشد فتكًا الفيروس الأشد فتكًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon