توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خذوا الحكمة من «الرُّز»!

  مصر اليوم -

خذوا الحكمة من «الرُّز»

بقلم : طارق الشناوي

لاحظ فريق من العلماء أن أحد أنواع الأرز ينمو بغزارة أكثر من الأخرى، اكتشفوا عند التحليل الجينى أن السر يكمن فى تواجد نوعين متضادين من الجينات، واحد يؤدى إلى استطالة حبة الأرز، والآخر يحول دون ذلك، وفى النهاية ينتصر جين النمو ويفرز كل ما لديه من طاقة ويطول أكثر وأكثر.

إنه الصراع الأبدى، يعتقد كُثر أن الكبار يحاربون الصغار حتى يقهروهم، كثيرًا ما نستمع إلى عشرات من الأنات والصرخات، تفاصيل متعددة نتابعها فى الكواليس تؤكد كل ذلك، الراسخون على القمة عادة لا يرحبون بالقادم؛ فهو بالنسبة لهم عدو محتمل، سيقاسمهم الأضواء والأموال، تجد كبارًا يتورطون فى ضرب الأصغر منهم، إلا أن صاحب الموهبة الحقيقية يملك طاقة داخلية تمنحه عادة أسلحة للدفاع عن موهبته.

تسليم الراية بسهولة من جيل إلى جيل أمر يقترب من المستحيل، لم تعترف (سلطانة الطرب) منيرة المهدية فى العشرينيات من القرن الماضى بأن هناك موهبة جديدة اسمها أم كلثوم، ستفرض نفسها، ووجهت أحد الصحفيين للطعن فى شرفها حتى تعود لقريتها (طماى الزهايرة) وهى منكسة الرأس مكسورة الجناح، لولا أن عوامل البقاء داخل أم كلثوم تفجرت، وأيقنت أن استسلامها سيؤكد الشائعات، لم يكن عبد الوهاب- على عكس كل ما يتردد- مرحبا بصوت عبدالحليم، وفى لجان الاستماع كانت أم كلثوم توافق على اعتماده مطربًا بينما عبدالوهاب يتحفظ، حتى نجح عبدالحليم فى اكتشاف المفتاح، وهو أن يقنع عبدالوهاب بأنه سيصبح صوته وليس منافسًا له وأن نجاحه سيقسمه على اثنين، وهكذا الضربات الوهابية التى صاحبت بدايات حليم تحولت إلى أسوار تحميه وتدفعه للأمام.

كثيرًا ما أتابع صرخات تعلن: «منعونى واستبعدونى»، وفلان استغل سلطته وأغلق أمامى الأبواب وهى بنسبة كبيرة صحيحة، مثلًا عندما يستشعرون أن مطربا سوف يبزغ اسمه يتم الاتفاق مع إحدى شركات الإنتاج على (تسقيعه) أى توقيع عقد احتكار عدة سنوات، برقم لا يستطيع مقاومته، وشرط جزائى معتبر، ثم لا حفلات ولا تسجيلات، عدد كبير من المطربين واجهوا فى البدايات تلك الضربات التى تنتهجها شركات الكاسيت، ويأتى الحل أن ثمن المطرب يرتفع لو كان ينطوى على موهبة حقيقية، وتتعاقد معه شركة أخرى وتسدد الشرط الجزائى، عوامل البقاء تبدأ فى التعبير عن نفسها بقوة وتنطلق كل ملكاته الكامنة.

قبل قرابة خمسة عشر عامًا وبينما كل من أطلقنا عليهم (المضحكون الجدد) أعنى جيل محمد هنيدى، كانوا يحصلون على بطولات مطلقة، فقرروا أخيرًا الدفع بماجد الكدوانى فى فيلم (جاى فى السريع)، وجاءت النتائج سقوطًا سريعًا، وعاش ماجد الاكتئاب، ثم خرج بعد عدة أشهر أشد قوة، وصار من بعدها ورقة رابحة حتى لو لم يأت اسمه متصدرًا (الأفيش)، أصبح رمانة الميزان فى العديد من الأعمال على الشاشتين.

الوجه الآخر من الحكاية هناك بالفعل من يُهزم فى الجولة الأولى ولا يتحمل قسوة الضربات، ويتم إخراجه مبكرًا من الحلبة، هؤلاء لا يملكون ما يكفى من جينات البقاء، عندما يهاجمهم جين الفناء بدلًا من أن يحرك بداخلهم وهج الإبداع، ينكسرون وينطفئون، وقبل أن تدهسهم العربات يغادرون قطار الفن مع أول محطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خذوا الحكمة من «الرُّز» خذوا الحكمة من «الرُّز»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon