بقلم : طارق الشناوي
أقيمت قبل يومين مسابقة للجمال فى (شرم الشيخ) من الواضح أن الهدف تضمن أيضا السياحة والبيئة، عدد الدول المشاركة قليل لا يتجاوز 25، وأتصور فى ظل حالة الهلع من (كورونا) أن أغلب الجميلات قررن الابتعاد بجمالهن عن التجمعات، والحصاد فى نهاية السباق لن يأتى بالأجمل، أهم ما فى هذه المسابقة أنها أحد أسلحة العودة للحياة، فى زمن عزّت فيه الحياة، نعيش جميعا فى ظل نظام صحى احترازى يجعلنا نستجير ببيت الشعر الذى أطلقه ابن زيدون غاضبًا وحزينًا ومستنكرًا بينما نردده نحن بكل سعادة (أضحى التنائى بديلا عن تلاقينا/ وناب عن طيب لقيانا تجافينا) هذا هو حالنا أقصى ما نمارسه عندما نرى بعضنا بعد طول وحشة، ضربة كوع أو قدم، وفى حالة التعبير العميق عن الحب نتبادل الضربات الخفيفة بقبضة اليد.
كلنا نُدرك أن المتشددين يناصبون مسابقات الجمال العداء، فهى بالنسبة لهم هى والفجور سواء، عدد من تلك المسابقات تم إلغاؤها تحسبًا للغضب، كما أن الأسر المصرية باتت أكثر تراجعًا وصارت تفضل ألا تشارك بناتها فى مسابقة قد تفتح عليهم أبواب الجحيم.
شاركت قبل نحو عشر سنوات فى العديد من لجان تحكيم لاختيار (مس إيجيبت) تأكدت من التراجع الشديد فى منسوب الجمال، وإن من يتقدمن للمسابقة لسن الجميلات بل فقط الأكثر جرأة، المجتمع مسؤول عن هذا التدهور الجمالى، لأننا نختار فيما هو متاح أمامنا، والمتاح قليل.
الجمال فى مسابقة (شرم الشيخ) مرتبط كما هو واضح بالترويج للسياحة والحفاظ على البيئة، كل ملكات الجمال فى العالم يعلمن أن عليهن دورًا اجتماعيًا ويقمن برحلات لجمع تبرعات للمرضى والمشردين.
حظيت مصر بهذا التتويج العالمى مرة واحدة مع انتيجون كوستاندا عام 54 وهى مصرية من أصل يونانى كما هو واضح من الاسم، وغالبا سنكتشف أنها إسكندرانية حيث كانت تلك المدينة (كوزموبوليتان) متعددة الثقافات والأعراق والأديان واللغات ولا تنظر أبدا لما هو أبعد من (الإنسان ولو مالوش عنوان).
عديد من نجمات الجمال مثلهن وأغلبهن تساقطن بعد جولة أو اثنتين ولم يشفع لهن جمال الوجه، فى المقابل هناك من امتلكن الجمال والموهبة مثل داليا البحيرى ملكة جمال مصر عام 90، والتحقت بعدها للعمل كمقدمة برامج ثم انطلقت فى عالم التمثيل وتحققت على الشاشتين، بينما مثلا ملكة جمال الكون اللبنانية جورجينا رزق عام 71، لم يستطع فريد الأطرش مقاومة جمالها إلا بالغناء (جورجينا جورجينا / حبيناك حبينا) ولكنه بعد ذلك وعند التسجيل اكتشف أن الغناء لجورجينا ليس مثل الغناء لزينة ونورا اللتين حملتا أسماء أغانيه فى الخمسينيات، نورا وزينة أسماء من الممكن التعامل معها فى المطلق بينما جورجينا لن تعنى سوى جورجينا رزق، استجاب للنصيحة فصارت عند التسجيل (حبينا حبينا /حبيناك حبينا) وكما ترى (حبينا) لا يوجد لها أى معنى ولا تنتمى لعالم الشعر ولا النثر، وفيها قدر لا ينكر من الغلظة، يا ليته أصر على جورجينا. الجمال سلاح ينبغى أن يظل فى أيدينا حتى لو كان الحصاد فى هذه الأيام هزيلا، شىء من الجمال أفضل من لاشىء