توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شىء من الجمال

  مصر اليوم -

شىء من الجمال

بقلم : طارق الشناوي

أقيمت قبل يومين مسابقة للجمال فى (شرم الشيخ) من الواضح أن الهدف تضمن أيضا السياحة والبيئة، عدد الدول المشاركة قليل لا يتجاوز 25، وأتصور فى ظل حالة الهلع من (كورونا) أن أغلب الجميلات قررن الابتعاد بجمالهن عن التجمعات، والحصاد فى نهاية السباق لن يأتى بالأجمل، أهم ما فى هذه المسابقة أنها أحد أسلحة العودة للحياة، فى زمن عزّت فيه الحياة، نعيش جميعا فى ظل نظام صحى احترازى يجعلنا نستجير ببيت الشعر الذى أطلقه ابن زيدون غاضبًا وحزينًا ومستنكرًا بينما نردده نحن بكل سعادة (أضحى التنائى بديلا عن تلاقينا/ وناب عن طيب لقيانا تجافينا) هذا هو حالنا أقصى ما نمارسه عندما نرى بعضنا بعد طول وحشة، ضربة كوع أو قدم، وفى حالة التعبير العميق عن الحب نتبادل الضربات الخفيفة بقبضة اليد.

كلنا نُدرك أن المتشددين يناصبون مسابقات الجمال العداء، فهى بالنسبة لهم هى والفجور سواء، عدد من تلك المسابقات تم إلغاؤها تحسبًا للغضب، كما أن الأسر المصرية باتت أكثر تراجعًا وصارت تفضل ألا تشارك بناتها فى مسابقة قد تفتح عليهم أبواب الجحيم.

شاركت قبل نحو عشر سنوات فى العديد من لجان تحكيم لاختيار (مس إيجيبت) تأكدت من التراجع الشديد فى منسوب الجمال، وإن من يتقدمن للمسابقة لسن الجميلات بل فقط الأكثر جرأة، المجتمع مسؤول عن هذا التدهور الجمالى، لأننا نختار فيما هو متاح أمامنا، والمتاح قليل.

الجمال فى مسابقة (شرم الشيخ) مرتبط كما هو واضح بالترويج للسياحة والحفاظ على البيئة، كل ملكات الجمال فى العالم يعلمن أن عليهن دورًا اجتماعيًا ويقمن برحلات لجمع تبرعات للمرضى والمشردين.

حظيت مصر بهذا التتويج العالمى مرة واحدة مع انتيجون كوستاندا عام 54 وهى مصرية من أصل يونانى كما هو واضح من الاسم، وغالبا سنكتشف أنها إسكندرانية حيث كانت تلك المدينة (كوزموبوليتان) متعددة الثقافات والأعراق والأديان واللغات ولا تنظر أبدا لما هو أبعد من (الإنسان ولو مالوش عنوان).

عديد من نجمات الجمال مثلهن وأغلبهن تساقطن بعد جولة أو اثنتين ولم يشفع لهن جمال الوجه، فى المقابل هناك من امتلكن الجمال والموهبة مثل داليا البحيرى ملكة جمال مصر عام 90، والتحقت بعدها للعمل كمقدمة برامج ثم انطلقت فى عالم التمثيل وتحققت على الشاشتين، بينما مثلا ملكة جمال الكون اللبنانية جورجينا رزق عام 71، لم يستطع فريد الأطرش مقاومة جمالها إلا بالغناء (جورجينا جورجينا / حبيناك حبينا) ولكنه بعد ذلك وعند التسجيل اكتشف أن الغناء لجورجينا ليس مثل الغناء لزينة ونورا اللتين حملتا أسماء أغانيه فى الخمسينيات، نورا وزينة أسماء من الممكن التعامل معها فى المطلق بينما جورجينا لن تعنى سوى جورجينا رزق، استجاب للنصيحة فصارت عند التسجيل (حبينا حبينا /حبيناك حبينا) وكما ترى (حبينا) لا يوجد لها أى معنى ولا تنتمى لعالم الشعر ولا النثر، وفيها قدر لا ينكر من الغلظة، يا ليته أصر على جورجينا. الجمال سلاح ينبغى أن يظل فى أيدينا حتى لو كان الحصاد فى هذه الأيام هزيلا، شىء من الجمال أفضل من لاشىء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شىء من الجمال شىء من الجمال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon