توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة!

  مصر اليوم -

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة

بقلم:طارق الشناوي

نستسلم للحكاية الشائعة، تبعاً للمثل السائر «كذب مرتب أفضل من صدق منعكش»، وهكذا يُجمع الكل أن جيهان السادات وضعت أول أهدافها، بمجرد أن دخلت القصر الجمهوري أن تمحو اسم أم كلثوم من المشهد تماماً، صارت جيهان تحمل لأول مرة لقب «سيدة مصر الأولى» فلا يمكن أن تسمح بوجود «سيدة أولى» ولو حتى في الغناء.
أم كلثوم لعبت دوراً اجتماعياً مؤثراً في زمن عبد الناصر، خاصة أن السيدة تحية زوجة ناصر، لم تكن تُسهم بأي قدر في هذا الشأن.
تنازع أم كلثوم وعبد الناصر في الضمير الجمعي الشعبي لقب «الهرم الرابع»، ثومة الفن، وناصر السياسة.
تعاظم دور أم كلثوم في الغناء للثورة، وللزعيم وفي كل الملمات العربية تجدها أيضاً حاضرة، وهكذا أطلقوا عليها «سيدة الغناء العربي».
جاءت هزيمة 67 لتسخر صوتها من أجل المجهود الحربي، تجوب المحافظات المصرية والعواصم العربية ووصلت إلى باريس، وأنشأت دار «أم كلثوم للخير»، وعندما رحل ناصر، كادت تعتزل.
هل كان الصدام متوقعاً، سيدة قوية تتمتع بـ«كاريزما» استثنائية، مدعمة برئيس جمهورية حقق أهم انتصار عربي في 73، والطرف الثاني، مطربة استثنائية في التاريخ العربي كله، تحتل مساحة من الحب والتقدير، لم يصل إليها أي فنان آخر.
تردد وقتها أن السيدة جيهان منعت أغاني أم كلثوم من التداول عبر الإذاعة والتلفزيون، لم تكن هناك أوراق رسمية، والتعليمات الشفهية في مثل هذه الأمور تسري بسرعة «الفيمتو ثانية» حتى قبل اكتشافه، كما أن التزيد في تطبيق المنع يُصبح هو الهدف، من أجل الحصول على رضا القيادات.
قال لي الفنان سمير صبري إنه أثناء تقديمه مطلع السبعينات لبرنامجه الشهير «النادي الدولي» كان يحرص في كل حلقة على تقديم أغنيتين، واحدة لأم كلثوم والثانية لعبد الوهاب، حيث لاحظ سمير أن موظفاً يأتي إليه قبل بث البرنامج بدقائق يطلب منه استبدال صوت أم كلثوم ولا يسمح بمناقشته.
في حفل رسمي أقامته رئاسة الجمهورية شارك فيه سمير، وكان يشغل الصف الأول بجوار الرئيس والسيدة حرمه، كل من أم كلثوم وعبد الوهاب ويوسف وهبي وتوفيق الحكيم وأثناء مصافحة جيهان السادات للمشاركين، تجرأ سمير وسألها عن حقيقة منع أم كلثوم؟
أخذت جيهان يد سمير، وتوجهت رأساً لأم كلثوم قائلة بصوت عالٍ: «من يستطيع أن يمنع أم كلثوم هو عدو لمصر. هل نضحي بصوتها لكي تبث إسرائيل أغانيها ليل نهار»؟، وقالت لوزير الإعلام: «لا أحد يتحدث باسمي بعد ذلك.. كيف تمنعون أغاني الست»؟، ثم قبلتها على رأسها.
الإقصاء الشفهي وهو آفة الإعلام، نعلم أن بعض دول العالم تلجأ إليه والمبعدون آخر من يعلم. مثلاً في مطلع ثورة 23 يوليو (تموز)، أوقفوا تداول أغنية المطربة رجاء عبده «البوسطجية اشتكوا من كُتر مراسيلي» بحجة أن والد عبد الناصر بوسطجي، كما أنهم صادروا أغنية شادية «أحب الوشوشة» لأنها من وجهة نظرهم تمنح شرعية لسريان الشائعات ضد ثورة يوليو بالوشوشة، مع الزمن سقطت كل تلك الاجتهادات المريضة، بل أنتجت الدولة في زمن ناصر فيلم «البوسطجي»!!
الغريب أن الناس لا تزال حتى الآن تصدق أن أم كلثوم رحلت مقهورة بسبب جيهان السادات، يبدو أنهم لا يزالون يفضلون الكذب حتى لو كان «منعكش»!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة جيهان بريئة من اضطهاد ثومة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon