بقلم : طارق الشناوي
ما الذى ينتظره محمود ياسين من عشاق إبداعه سوى أن يتابعوا رصيده العظيم الموثق عبر كل الشاشات!، يعيش الآن فى مرحلة الشفافية، فلا هو معنا ولا هو بعيد عنا، إلا أننى أراه سعيدا فى عالمه الجديد، مكتفيا بأن يُطل علينا سريعا. هل كان محمود بحاجة إلى إضافة المزيد؟ أبدع فى كل المجالات، وتقمص كل الشخصيات، واحتل القمة، وحظى بلقب (جان مصر الأول) وليس بحاجة للمزيد.
شائعات كثيرة تناثرت هنا وهناك متعلقة بقدرة محمود ياسين على حفظ مشاهد الحوار الطويل أدت لاعتذاره عن عدم تصوير مسلسل (صاحب السعادة)، والتقيت بعدها بأسابيع مع محمود فى مهرجان الإسكندرية 2014، والذى كان قد أهدى دورته لـ(نور الشريف)، حرص محمود على أن يحضر وارتجل كلمة طويلة عن نور رفيق الدرب، التقينا أكثر من مرة فى الأفلام والندوات، وتبادلنا الحوار وأيضا المداعبات.
آخر مرة استمعت إلى صوت محمود ياسين قبل عامين أو ثلاثة على أكثر تقدير، جاءنى اتصال تليفونى من شهيرة كنت قد كتبت كلمة فى عيد ميلاده، وسألتنى: هل تريد أن تستمع إلى محمود؟، قلت لها أنت تحققين لى أمنية لم أجرؤ على البوح بها، ورشق فى قلبى صوته المرحب دوما، ومنذ ذلك الحين، وأنا مكتفٍ بهذا القدر، لا أزعج حتى أهل بيته بالسؤال، محمود أحيانا يرسل كلمة أو صورة عبر (اليوتيوب).. وهذا قطعا يكفى، لا يعنينى أن أحقق سبقا صحفيا بإجراء حوار معه، كل الأسئلة سبق أن طرحناها وكل الإجابات سنجدها على الشاشة، فقط لو تأملنا قليلا.
صار عنواناً لسنوات إبداع ووهج عاشته السينما المصرية ولايزال حتى الآن بأستاذية قادراً على أن يظل فى الساحة هو العنوان، بإشعاعه الدائم ونجوميته التى لا تخبو!!
أعلم أنه يغضب دائما من هذا اللقب «نجم»، ولكن قَدَره أنه بكل لغات العالم (سوبر ستار) «نجم استثنائى»، عابر للأجيال، ولا أعتقد أن هناك بين كل النجوم السابقين واللاحقين من سيحقق هذا الإنجاز الرقمى كبطل أول على الشاشتين!!.
قبل نحو عشر سنوات كتبت مقالا عنوانه (لو لم نجده عليها لاخترعناه) كانت لدى شركات الإنتاج منذ نهاية الستينيات محاولات مضنية للبحث عن نجم شاب، بعد أن مضى قطار العمر بالكبار أمثال كمال الشناوى ورشدى أباظة وشكرى سرحان وأحمد مظهر وغيرهم، حاولوا تدشين أكثر من نجم، باءت المحاولات بالفشل، حتى أسند المخرج حسين كمال له دورا صغيرا فى (شىء من الخوف)، ثم اختاره، وتحمست شادية ليشاركها البطولة فى (نحن لا نزرع الشوك)، كان هو حلقة الوصل بين جيل فاتن وشادية وسميرة وماجدة وسعاد ونادية لطفى، وبين جيل نجلاء وميرفت ونيللى ومديحة كامل.. صدقناه مع الجيلين.
محمود أصبح رمزا فنيا يتصدر المشهد، كثيرا ما التقينا خارج الحدود، ودائما هو الوجه المشرّف لنا، يملأ مكانته فى أكثر من منتدى ثقافى عربى ودولى.
فقط على (الميديا) ألا تزعج عشاقه بشائعات سخيفة، وأن تحترم رغبة الفنان الكبير فى رحلته مع الشفافية مكتفيا بأن يطل علينا بين الحين والآخر (من بعيد لبعيد)!!.