توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«صاحبة البردعة»

  مصر اليوم -

«صاحبة البردعة»

بقلم : طارق الشناوي

من الألقاب العزيزة على نادية لطفى (صاحبة الحدوة)، فهو بالنسبة لها أعلى شأنًا من لقب (صاحبة العصمة)، الذي أنعم به في الأربعينيات جلالة الملك فاروق على أم كلثوم.. بدأت نادية لطفى مشوارها مجرد (حدوة)، وهو يشبه مثلا درجة (العريف) قبل أن تحظى بمكانة (صاحبة الحدوة)، تلك هي قواعد (جماعة الحمير) التي أنشاها الفنان الكبير زكى طليمات في الثلاثينيات، وعندما يتبادلون فيما بينهم التهنئة يرسلون باقة من البرسيم الطازج.

إنها ليست جمعية للرفق بالحيوان كما يتبادر للذهن، هدفها الأساسى هو الرفق بالإنسان، ولا يحق لأحد التقدم للالتحاق بالجمعية، أعضاؤها يرشحون من تنطبق عليه الشروط، وهكذا أثناء تصوير فيلم (الناصر صلاح الدين)، لا حظ زكى طليمات الذي شاركها البطولة أن نادية حمار شغل، فألحقها (حدوة) بالجمعية.

لماذا الحمار؟.. لأنه عنوان للعطاء دون انتظار مقابل، بل كثيرا ما يتعرض للإهانة، بينما يحظى الحصان مثلًا بكل أصناف الطبطبة والدلع، وهو لا يقدم للإنسان جزءًا ولو يسيرًا مما يفعله الحمار.

قالت لى إنها عندما تريد الحصول على مساعدة من أحد الأثرياء لاستجلاب معدات لمستشفى، لا تقدم نفسها باعتبارها الفنانة نادية لطفى، ولكن الحمارة نادية لطفى، وأضافت حصلت مرة على 100 ألف جنيه بتلك الصفة، وأنا واثقة لو قلت له الفنانة نادية لطفى فلن يزيد المبلغ على عُشر هذا الرقم، كم نجمة توجد في مصر؟ ولكن الحمير عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

مفتاح هذه السيدة الرائعة التي من الممكن أن تحصى عدد أفلامها ولكنك لن تستطيع أن تحصى أبدًا إنجازها الإنسانى، مفتاحها أنها حددت مبكرًا موقفها من الدنيا، ستقف مع كل محتاج أو ضعيف، وما أشد ضعفنا وحاجتنا عندما يستبد بنا المرض!، فكانت تذهب وهى طفلة مع أي مريض في العائلة لتقيم في سرير بجواره، حتى يسترد صحته، ومع الأيام وجدت نفسها لا تكتفى فقط بمرضى العائلة، مجرد تواجدها بالمستشفى فتّح عيون الطفلة لكى تعود كل المرضى الآخرين في الحجرات والأسرة الأخرى، عندما اقترب رشدى أباظة من حافة النهاية حاول البعض استثمار حالته في صورة فوتوغرافية، أقامت نادية كعادتها بجوار غرفته بالمستشفى، حتى ترعاه وتمنع أي اعتداء على خصوصيته.

البعض سألنى عن ديانة نادية لطفى.. يرونها في الكنائس كما في المساجد، تمنح للبسطاء ما تستطيع، فيلمها الوحيد الذي أنتجته (دير سانت كاترين) إخراج نبيه لطفى، اسمها الحقيقى بولا، تيمنًا براهبة مسيحية أحبتها أمها، واسمها ثلاثى بولا محمد شفيق، تضرب مثلًا في النقاء، فهى أولًا (الإنسان ولو مالوش عنوان).

كانت تسجل بالكاميرا كل شىء عندما ذهبت إلى لبنان مطلع الثمانينيات، لحماية ياسر عرفات من الانتقام الإسرائيلى، وثقت تلك اللحظات التاريخية، أخبرتنى مثلا قبل نحو شهر أنها تحتفظ بلقاء أشرفت أنا عليه في مطلع التسعينيات بنقابة الصحفيين، وكان حاضرًا معها محمود ياسين وأمينة رزق وجورج سيدهم، أما أحب الأشرطة إلى قلبها فهو لحظة تتويجها بأعلى درجة في جمعية الحمير (صاحبة البردعة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صاحبة البردعة» «صاحبة البردعة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon