توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون ترصد الموتى!

  مصر اليوم -

عيون ترصد الموتى

بقلم : طارق الشناوي

كان السؤال الذي تردد بقوة بمجرد نشر خبر رحيل هيثم أحمد زكي، هل مات بسبب جرعة زائدة؟ هناك إحساس لدى قطاع من الرأي العام، أن التعاطي ظاهرة عامة بين الفنانين، وأن القاعدة هي كل فنان متعاطٍ حتى يثبت العكس.
جاءت الإجابة قاطعة، من خلال الطب الشرعي، تؤكد أن الوفاة طبيعية، هبوط حاد في الدورة الدموية... هيثم لا يتعاطى مخدرات، بل كان يحرص على الذهاب يومياً لـ«الجيم»، وربما تناول بجرعة زائدة مكملات غذائية مصرح بها، فهي تباع في مصر من دون «روشتة» طبية. كان هيثم مثل عدد كبير من نجوم هذا الزمن، يحرص على بناء جسده من أجل أن يُصبح صالحاً لأداء أدوار الأكشن والحركة، التي باتت في الأعوام الأخيرة مسيطرة على الشاشتين الكبيرة والصغيرة. هناك الكثير من التفاصيل تصاحب موت المشاهير، كانت هناك محاولة لتوجيه اتهام لأصدقاء لأحمد زكي، لأنهم لم يقفوا داعمين لابنه بعد رحيله، وأنه قد عانى كثيراً بسبب هذا التجاهل.
تحول المؤشر الإعلامي مصرياً وعربياً صوب هيثم، وبدأوا في سرد مسيرة الفنان الشاب الذي لم يتجاوز عمره 34 عاماً، ورحلت أمه الفنانة هالة فؤاد في العمر نفسه، كما أن أحمد زكي تعدى بقليل 50 عاماً من العمر، ومات خاله الذي كان يرعاه بعد رحيل أحمد، ولم يتبق له أحد، حتى أخوه الوحيد غير الشقيق يعيش في لندن.
الاتهام لاحق أهله البسطاء في محافظة الشرقية، لأنهم لم يتسلموا الجثمان، حيث تولى ذلك نقيب الممثلين أشرف زكي، واكتشفنا أنهم كانوا متواجدين في المشرحة، ولكن في الزحام لم يتعرف عليهم أحد، ولهذا حرصوا على إقامة عزاء في قريته.
أحمد لم يدفع بابنه للساحة الفنية، على عكس أغلب النجوم، برغم أن لديه قناعة بأن هيثم موهوب، وقال ذلك للمخرج شريف عرفة، إلا أنه طلب من هيثم قبل أن يبدأ مشواره في التمثيل، أن يُنهي أولاً دراسته الجامعية. غير صحيح أنه رشحه لدور عبد الحليم شاباً، لسبب بسيط أن أحمد كان مُصراً على أن يلعب هو الدور، رغم أن المخرج كان يرى استحالة ذلك، ولكن شريف هو الذي تحمس له بعد رحيل أحمد.
الفنانون من أصدقاء أحمد هل كان عليهم مثلاً أن يسعوا وراء هيثم، ويسندوا له الأدوار، كان هذا هو الاتهام الذي لاحقهم، والحقيقة أن هيثم كان يميل للعزلة، وبالتالي العثور عليه كان صعباً. لقد ورثها عن أبيه، ولكن الفارق، أن أحمد زكي أصابته أعراض العزلة والاكتئاب في عز شهرته، وكان من الممكن أن تنتظره شركات الإنتاج حتى يصبح مستعداً للتصوير، بينما هيثم عانى من كل ذلك قبل أن يتحقق كنجم جماهيري.
رحلته الفنية قصيرة، كان يحرص على أن يظل فقط هيثم، بينما الناس انتظرت أن يطل عليهم مجدداً أحمد زكي، متجاهلين أن هيثم لو لم يكن ابناً لأحمد، كان أيضاً سيحترف الفن، وأنه لم يستفد أبداً من اسم والده.
هل كان الإعلام حريصاً على وداع هيثم بما يليق به، أم أن العيون التي كانت من المفروض ترصد مشوار هيثم الفني، كان يشغلها شيء آخر؟ مع الأسف كان يشغلهم فقط، رصد النجوم في يومي الجنازة والعزاء، ومحاولة اكتشاف حقيقة مشاعرهم، وصدق دموعهم على هيثم أحمد زكي!!

وقد يهمك أيضًا:

منير اخترق سقف الأوبرا!

أنغام والعاصفة (السليمانية)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون ترصد الموتى عيون ترصد الموتى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon